يعتبر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا المنطقة الأسرع نمواً عالميّاً في التجارة الإلكترونيّة، بحسب أرقام باتت شائعة وتداولتها أوساط معنيّة بالتجارة الإلكترونيّة. ووفق هذه الأرقام، وصلت قيمة عمليات التسوّق الإلكتروني في هذه المنطقة إلى بليون دولار سنويّاً. كما بلغت قيمة العمليات التجارية الإلكترونيّة إلى رقم كبير بكافة المقاييس هو 15 بليون دولار في ختام 2013، مع ارتفاع نسبته 45 في المئة مقارنةً بالعام الذي سبقه. البحث في الشبكة والدفع خارجها! وفق رؤية عمر سدودي، المدير العام لشركة «باي فورت» Payfort، فإن الفرصة الأكبر في التجارة الإلكترونيّة للعام 2014، تتمثّل في قطاع التجارة عبر الخليوي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. ويضيف سدودي: «تمثّل عمليات التجارة الإلكترونيّة عبر الخليوي 10 في المئة من إجمالي الإنفاق على التجارة الإلكترونيّة. ومن المتوقع أن تنمو هذه النسبة بقرابة 20 في المئة مع حلول العام 2015». تشير هذه الأرقام اللافتة عن عمليات التجارة الإلكترونيّة إلى تغيّرات أساسية في سلوك المستهلك في المنطقة. «المستخدمون في الشرق الأوسط الذين كانوا في السابق غير مستعدين للدفع إلكترونيّاً، باتوا يجدون أنه من الأسهل لهم الدفع عبر شبكة الإنترنت، ما يعني أن مواقفهم تتغيّر حيال هذا الأمر. وأدى هذا إلى تشجيع المتاجر الإلكترونيّة في مصر وبعض دول الخليج، خصوصاً المملكة العربية السعودية. لم نتمكن بعد من الوصول إلى المستوى العالي في التجارة الإلكترونيّة الذي وصلت إليه دول كالمملكة المتحدة والولايات المتحدة. نحن لا نزال في مرحلة البحث عبر شبكة الإنترنت، والشراء خارجها، وهو أمر يشار إليه بمصطلح Research Online Pay Off line، واختصاراً ROPO»، وفق كلمات محمد التناهي مؤسس شركة «برايت كرييشنز» Bright Creations. لم يغفل عن هذه الفرصة رجال الأعمال الشغوفون ممن يريدون الحصول على نصيبهم منها. ففي العامين الماضيين، ارتفع عدد مواقع التجارة الإلكترونيّة في هذه المنطقة. ويأتي نموذج على ذلك من شركتي «واملي» Wamli و «دِسادو» Desado، وهما من مواقع التجارة الإلكترونيّة، وانطلقت أعمالهما في أواخر عام 2012. ويقدّم كل من هاتين الشركتين أنواعاً من المنتجات التقليديّة، يضاف إليها اخرى أقل تقليديّة. وكانتا سريعتين في تحقيق نجاحات إقليمية وعالمية. إذ يلبي موقع «واملي» عملاءه الدوليين في مدة شحن لا تتجاوز 7 أيام. وفي الصيف الماضي تمكن موقع «دِسادو» من تأمين استثمار من الشركات المنضوية في «آي مينا هولدينغز» Holdings iMENA، مع تصميم نموذج الأعمال الناجحة لكل من تلك الشركات. وبحسب ما كان مقرّراً، انضم ربيع غندور ومحمد شبيب المديران التنفيذيان ومؤسسا موقعي «واملي» و «دِسادو» إلى خبراء آخرين لمناقشة التسويق الإلكتروني والتجارة الإلكترونيّة للمنتجات الفاخرة والأزياء، في سياق مؤتمر «عرب نت» بيروت 2014، الذي جرى بين الرابع والسادس من شهر آذار (مارس) في فندق «هيلتون حبتور غراند» في بيروت. ومن المناقشات المشوّقة الاخرى في هذا الحديث الذي يمتد ثلاثة أيام، سلسلة من الدراسات عن حالات تسويق عبر وسائل الإعلام الإجتماعيّة، ونقاشات حول الشركات الناشئة وتوجهات الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وغيرها. ويتضمن مؤتمر «عرب نِت» أيضاً، مسابقات من نوع خاص، على غرار «ماراثون الأفكار» («أيدياثون» Ideathon)، و «عرض الشركات الناشئة» («ستارت آب ديمو» Startup Demo)، إضافة إلى مسابقة «تحدي الإبداع» («كرييتف كومبات» Creative Combat) التي تهدف إلى تسليط الضوء على المواهب الإقليمية الصاعدة في المجال الرقمي. يشار إلى أن «عرب نت» تمثّل مركزاً للمحترفين الرقميين ولرجال الأعمال العرب، وتصنع لهم منصّات على شبكة الإنترنت وخارجها كي يتواصلوا ويتعلموا. تتمحور رؤية «عرب نت» على تنمية قطاعي الإنترنت والخليوي في المنطقة العربية، كما تهدف عبر نشاطاتها المتنوّعة إلى بناء جسور تجارية في أنحاء الشرق الأوسط. وتعمل «عرب نِت» على تحفيز نمو المعرفة عربيّاً، وتدعم إنشاء الشركات الجديدة وإيجاد فرص عمل للشباب. مؤتمرعرب نِت 2014
مشاركة :