لن تجد سبباً يدفع المئات من الصائمين يومياً للذهاب إلى أسواق العصاري في مدينتي الهفوف والمبرز في طقس مرتفع الحرارة، وفي مواقع ترابية سوى أن الكثير منهم يجد متعة في قضاء ساعات ما قبل الإفطار في هذه الأسواق الشعبية، فيما يفضلها البعض الآخر لرخص أسعارها مقارنة بأسعار المحلات أو المجمعات التجارية، في حين يعيد أجواء السوق البسيطة وصيحات المحرجين وأحاديث الباعة والمواقف الآنية البعض الآخر لشيء من الماضي بكل تفاصيله وحنينه . طيبة الباعة وأريحيتهم وملامحهم البسيطة سيجعل شعوراً يتسرب إلى داخلك وكأنك تعرف هؤلاء منذ زمن بعيد ،حتى وإن كانت هذه زيارتك الأولى لهذه الأسواق، فلن تجد صعوبة في الحديث معهم في كل شيء ،وهذه الحميمية الآنية لن تمكنك من مغادرة بسطة هذا أو ذاك إلا وقد اشتريت حاجيات كثيرة ربما في بعض منها أنت لست بحاجة لها لكنه حياءً من إنسان جذبتك بساطته لتكوين صداقة قصيرة ! أسواق العصاري تنتشر في شهر رمضان المبارك ،ولعل الحاجة الماسة للتسوق اليومي وشراء بعض النباتات والخضار اليومية هي السبب الذي أوجد هذه الأسواق،ورغم أن وجودها مرتبط بالشهر الفضيل إلا أن مواقعها ليست بالجديدة ،حيث يقام السوق في مدينة المبرز في ذات موقع سوق الأربعاء ،والحال ذاته في سوق الخميس بالهفوف،ويضاف عليها سوق آخر في الهفوف بالقرب من كوبري الشهابية . وتضم هذه الأسواق تنوعاً في المعروضات ،كأواني الطبخ ، وطيور الزينة ، والأكلات الشعبية، والملابس النسائية، إلا أن التركيز فيها على الخضار .
مشاركة :