بغداد - ألقت طائرات القوات الجوية العراقية عشرات الاف المنشورات تتضمن تعليمات سلامة لسكان الموصل، قبيل انطلاق العملية العسكرية المرتقبة لاستعادة السيطرة على هذه المدينة التي تعد معقلا لتنظيم الدولة الاسلامية. وقامت السلطات العراقية في الماضي بإلقاء منشورات على الموصل، كما قامت بنفس الاجراء في مدن أخرى كجزء من العمليات لاستعادة مناطق من قبضة الجهاديين في عامي 2014 و 2015. وقالت قيادة العمليات المشتركة إن "طائرات القوة الجوية العراقية ألقت عشرات الاف من الصحف والمجلات على مركز مدينة الموصل، تحمل أخبارا مهمة وإحاطتهم بالمستجدات والحقائق والانتصارات". وعمد الجهاديون إلى سحب الأطباق اللاقطة وأجهزة الاتصالات من السكان وحددوا نقاط اعلامية تبث فقط ما يرغبون بنشره كمصدر وحيد للمعلومات. كما منع تنظيم الدولة الاسلامية استخدام أجهزة الهاتف المحمول وأوقف الخدمة في الأبراج الواقعة داخل المدينة. ومن جملة تعليمات السلامة التي تضمنتها المنشورات، دُعي سكان الموصل إلى وضع أشرطة لاصقة على زجاج النوافذ لمنع تحطمها أثناء القصف وتجنب مواقع الضربات الجوية لمدة ساعة، فضلا عن الامتناع عن القيادة اذا أمكن. ويتوقع بدء عملية تحرير الموصل قريبا، في معركة يرجح أن تكون الأكثر صعوبة وتعقيدا في الحرب ضد تنظيم الدولة الاسلامية. وقد تتسبب العملية بأزمة انسانية مع تحذير الأمم المتحدة من أنانها قد تؤدي إلى تشريد نحو مليون شخص مع اقتراب فصل الشتاء. وأعلن رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني السبت أن كافة الاستعدادات لعملية تحرير مدينة الموصل من تنظيم الدولة الاسلامية اكتملت وحان وقت بدء المعركة. وبدت المؤشرات الميدانية والسياسية على قرب بدء المعركة أكثر من أي وقت مضى فيما يبدو أن اعلان ساعة الصفر مسألة وقت فقط، وسط تجاذبات بين الأطراف التي من المفترض أن تشارك في المعركة. وثمة مخاوف قائمة من أن تعرقل الخلافات بين تلك الأطراف سير المعركة المرتقبة اضافة إلى مخاوف من تبعات ما بعد التحرير. وكان مسعود بارزاني قد ألمح في تصريحات سابقة إلى نقطة خلافية تتعلق بإدارة الموصل بعد تحريرها فيما تسود مخاوف من حدوث جرائم طائفية يرتكبها الحشد الشعبي الشيعي المشارك في العملية. كما أن الخلاف بين بغداد وأنقرة حول الوجود العسكري التركي في بعشيقة ألقى بظلال ثقيلة على المعركة المرتقبة. وتصرّ تركيا على المشاركة في المعركة وترفض سحب قواتها، بينما تتمسك الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة بانسحاب تلك القوات. وهددت قيادة الحشد الشيعي تركيا بردّ مزلزل في الميدان، وتوعدت فصائل منها في بيانات منفصلة الأتراك بردّ حازم.
مشاركة :