بعد مضي حوالي سنتين ونصف على الفراغ الرئاسي. ورفع المشاركون بالمظاهرة التي جرت عند مداخل القصر الجمهوري في منطقة بعبدا، شرقي العاصمة، صور "عون" وأعلام تياره، وشعارات تطالب بانتخابه رئيسًا للبلاد "كونه الأكثر تمثيلًا عند المسيحيين في لبنان". وحملت المظاهرة التي حشد لها "التيار الوطني الحر" منذ أسابيع، عنوان "يكون الميثاق أو لا يكون لبنان". وزير التربية اللبناني زياد بو صعب، الذي ينتمي للتيار الوطني الحر، قال للأناضول على هامش مشاركته: "المظاهرة ليست رسالة لأحد، بل هي وفاء لشهدائنا الذي سقطوا من أجل أن يبقى لبنان". وأضاف "القضية مازالت مستمرة، وتكبر يومًا بعد يوم". ورأى أنه "عندما يتكلم عون عن رئاسة البلاد، فذلك لأنه حريص على الجمهورية اللبنانية وعلى الرئاسة". ونُظمت المظاهرة، إحياء لذكرى 13 أكتوبر/تشرين أول 1990، تاريخ مهاجمة جيش النظام السوري قصر الرئاسة في بعبدا، حيث كان يتحصن العماد عون الذي كان يترأس الحكومة العسكرية التي انطلقت في 23 أيلول/سبتمبر 1988. وبعد الكثير من المبادرات الإقليمية والدولية التي فشلت في إقناع عون بترك القصر الرئاسي، الذي كان يدير منه حكومته العسكرية، بدأت دبابات جيش النظام السوري وطائراته الحربية بدك القصر، لينتهي الأمر بسيطرة النظام في سوريا على لبنان، ولجوء عون إلى السفارة الفرنسية في بيروت، ومن ثم مغادرته إلى المنفى في باريس. عون الذي يترأس تكتل "التغيير والاصلاح" في البرلمان اللبناني، قال في كلمته عبر شاشة عملاقة أمام الحشود، إن "من افتدى بنفسه في 13 تشرين، قاتلوا من أجل بناء وطن". وتابع: "سنكمل ما بدأوا به لكي نفي بالعهد الذي قطعناه يوم استشهادهم". ورأى أن "أول خطوة في بناء الوطن هي احترام الميثاق والقوانين، ومشاركة كل الطوائف من دون كيدية أو عزل أو قهر". من جانبه، قال رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل، إن "حلمنا اليوم هو وصول العماد عون إلى القصر الجمهوري". وختم: "حلمنا تنظيف الوطن من الفساد، وتحقيق هذا الحلم يحتاج إلى عمل، كما ناضلنا من أجل التحرير نناضل اليوم من أجل الميثاق". والميثاق الوطني، هو اتفاق غير مكتوب على توزيع السلطات، على أن يتولى الرئاسة مسيحي ماروني، لولاية تمتد 6 سنوات غير قابلة للتجديد، مقابل أن يكون رئيس الوزراء مسلماً سنياً، ورئيس البرلمان مسلماً شيعياً، كما ينصر على تقسيم الوظائف الرسمية مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، وما يزال هذا العرف الدستوري سارياً حتى الآن. ويعيش لبنان فراغًا رئاسيًا منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في 25 أيار/مايو 2014 وفشل البرلمان من انتخاب رئيس جديد نتيحة الخلافات السياسية. والمرشحان الرسميان البارزان في السباق الرئاسي، هما سمير جعجع، رئيس حزب "القوات اللبنانية"، المنضوي في تحالف "14 آذار"، والنائب هنري حلو مرشح الوسط ، الذي يدعمه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط. أما المرشح الآخر، فهو رئيس "التيار الوطني الحر"، ميشال عون (حليف حزب الله، الذي يقود تحالف 8 آذار)، الذي كان قائدًا للجيش اللبناني من 23 يونيو/ حزيران 1984، حتى 27 نوفمبر/ تشرين ثان 1989، ورئيسًا للحكومة العسكرية الانتقالية، التي تشكلت عام 1988، إثر الفراغ الرئاسي، الذي شهدته البلاد، بعد انتهاء ولاية الرئيس آنذاك، أمين الجميّل. لكن رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري، الذي يتزعم "تيار المستقبل" في قوى "14 آذار"، عبّر عن دعمه لانتخاب النائب سليمان فرنجية، من قوى "8 آذار"، في مبادرة تهدف إلى تأمين انتخاب رئيس للبلاد، لكن المبادرة قوبلت برفض عون، وعدم دعم "حزب الله". وأعلن جعجع، في 18 يناير/كانون الثاني الماضي، تبني ترشيح خصمه السياسي عون، رئيسًا للبنان، وذلك في مؤتمر صحفي مشترك مع الأخير في بيروت، ليعلن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، في نهاية الشهر نفسه، دعم حزبه ترشيح نفس المرشح. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :