الشعر الغنائي - مقالات

  • 10/17/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

بعد فوز الشاعر الغنائي والملحن والمطرب الأميركي بوب ديلان بجائزة نوبل للآداب 2016، قالت الناطقة الرسمية باسم الجائزة «يجب أن نلتفت إلى الشعر الغنائي الذي يحمل معاني عميقة»... ويعتبر فوز ديلان أول سابقة في تاريخ هذه الجائزة، ومن المعروف أن أغنيات وكلمات هذا الشاعر، تعبر عن موقف إنساني، يدين الحروب والمجاعة والظلم الذي يعاني منه أطفال العالم، وخاصة في الدول الفقيرة أو بسبب الأنظمة الديكتاتورية، التي لا تفرق بين رجل أو امرأة أو شيخ أو طفل في القتل. وفي الحقيقة ينظر كثير من الشعراء والأدباء والمثقفين، إلى الشعر الغنائي نظرة دونية، بينما يحتفي هؤلاء بالشعر الذي تضمه دواوين شعر، رغم أن هذا الشعر نخبوي لا يطلع عليه إلا المهتمون والمثقفون من النخب، بينما الشعر الغنائي يصل بسلاسة إلى أذن المستمع العادي من خلال اللحن والأغنية، وكم من أغنية عاشت وخُلدت في أذهان الناس البسطاء، وهذا في الواقع أهمية الشعر أن يصل إلى الإنسان العادي والبسيط. بل إن كثيراً من الأغاني المشهورة كتبها شعراء مرموقون، مثل أحمد شوقي وبيرم التونسي وسيد درويش، ونجيب سرور وأحمد فؤاد نجم وغيرهم الكثير، ووصلت هذه الكلمات إلى عقول ووجدان الناس، من خلال اللحن والأداء، وساهمت مثل هذه الأغاني بتوعية الناس بقضاياهم وعبرت عن مشاعرهم الوطنية والقومية، مثل كلمات الشاعر المناضل كمال عبدالحليم، الذي كتب أغنية «دع سمائي»، أثناء العدوان الثلاثي على مصر، وألهمت فيدل كاسترو وتشي غيفارا كما قالا، حول شعب قاوم ثلاث دول كبيرة استعمارية، وكل الأغاني الوطنية التي ألهبت حماس الجماهير، إضافة إلى العاطفية التي رفعت الذائقة لدى المستمع العربي. وفي الكويت يردد الناس أغاني كتبها كثير من الشعراء الكويتيين، سواء بالفصحى ككلمات الراحل الدكتور عبدالله العتيبي، والشاعر الدكتور خليفة الوقيان وغيرهما، أو القصائد الشعبية الرفيعة سواء التراثية منها مثل أحمد العدواني وفهد بورسلي ومنصور الخرقاوي والشهيد فايق عبدالجليل وعبداللطيف البناي وعبدالله حبيتر ونقيان وغيرهم الكثير، حيث غنيت كلماتهم على ألحان السامري والعرضة والقصائد التي غنيت بفن الصوت، وكذلك العديد من الأغنيات العصرية. فكل الكويتيين يتذكرون اللوحات الفنية الاستعراضية لوزارة التربية، التي كتبها الدكتور عبدالله العتيبي ولحنها غنام الديكان وغناها شادي الخليج، عندما كانت الكويت في أوج تطورها وانفتاحها، قبل أن تحرمنا منها الجماعات الإسلامية المتشددة، فتُفرض علينا الأغاني الهابطة والتافهة. osbohatw@gmail.com

مشاركة :