انطلق فريق «جداريات» في أعماله شهر يناير هذا العام، بهدف تزيين الجدران المُساء استغلالها وتقليص التلوث البصري في بيئة الكويت العمرانية وإضافة قيمة إلى الأماكن العامة، بالإضافة إلى تشجيع الإبداع والفن وترسيخ معنى فنون الحائط لمن يسيء استخدامها وخلق حلقة وصل بين الفنانين والمتطوعين الشباب، والأهم إشراك المجتمع وإضافة ناحية جمالية على مباني وجدران الكويت تماشياً مع النهضة الحضارية التي تشهدها البلاد، وختاماً إتاحة الفرصة للشباب لممارسة هواياتهم بنطاق أوسع من الناحية الفنية وإبراز تلك المواهب ليلهموا غيرهم باستغلال الجدران برسائل معبرة ولوحات فنية ذات معنى وقيمة مضافة. قصة تأسيس لم يتم التخطيط لتأسيس الفريق بل كل شيء قد جاء وتم بمحض الصدفة، وذلك بعد زيارة رئيس الفريق سليمان الروضان إلى أحد المباني الحكومية لاجتماع متعلق بالعمل، وفور وصوله إلى الموقع لفتت نظره عبارات غير لائقة على المبنى التابع لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل، فقام بالتقاط الصور ونشرها في إحدى وسائل التواصل الاجتماعي بهدف مشاركة رأيه بظاهرة كهذه، إلا أن الصور وصلت إلى الوزيرة هند الصبيح التي بدورها تواصلت معه للتعرف على موقع المبنى والتحقق من الأمر، لكنه لم يكتف بطرح المشكلة دون تقديم الحلول فاقترح على الوزيرة تبني الموهوبين برسم الشوارع من قبل الوزارة ليقوموا بتزيين المبنى، فاقترحت عليه من جانبها تأسيس فريق تطوعي مسجل بالوزارة لتنفيذ مثل هذه الأعمال، وهذا ما جرى، حيث قام بتأسيس فريق «جداريات» في إدارة مبادر التابعة لوزارة الشؤون وخلال اسبوع اكتمل الفريق وباشر العمل في منطقة «القصور»، في أول موقع عمل للفريق. تطوع مسألة تزيين الجدران تحتاج إلى ميزانية بالإضافة إلى أتعاب الرسامين، فحين تم البحث في مسألة إدارة ميزانية ونفقات المشروع، كان اللافت أن جميع الفنانين الموهوبين يعملون مع فريق جداريات تطوعاً دون أجر إيماناً منهم برسالة العمل وهدفه السامي، إلا أن الفريق هو من يقوم بتوفير جميع المواد اللازمة، أما بالنسبة للميزانية فقد تكلف الفريق في بداية الأعمال ببعض المصروفات لتلبية احتياجات الفنانين وقامت بعض الجهات المتخصصة منها مصنع أصباغ جي تي سي بدعم الفريق وتوفير متطلباته والمعدات اللازمة لإتمام المشروع مجاناً، كما قدمت شركة البترول الوطنية الدعم المادي للفريق بأحد المشاريع، بالإضافة إلى دعم شركة ريد بول كويت حيث تحملت تكاليف الفنانين بآخر مشروع والذي تم في شارع جابر المبارك وأقيم تماشياً مع مناسبة «اربن كلتجر ويك»، حيث احتاج الفريق إلى دعم مادي للعمل بنطاق أوسع وأسهل وأسرع. مشاريع ومشاركة تم تنفيذ خمسة مشاريع من قبل فريق جداريات بمعدل 4 إلى 4 أيام لكل مشروع بحسب حجمه، الأول كان مشروع مبنى إدارة الرقابة التعاونية التابع لوزارة الشؤون في منطقة القصور، والثاني مشروع الشارع الجديد في سوق المباركية، أما الثالث فهو مشروع مبنى الأمانة العامة للأوقاف في شارع مبارك الكبير، والرابع مشروع مبنى المجلس الأعلى للثقافة والفنون والآداب في شارع مبارك الكبير كذلك، والخامس والأخير كان مشروع شارع جابر المبارك الذي تم إنجازه قبل أسبوعين. وعن عملية اختيار الفنانين المشاركين في الرسم لكل مشروع فهي تتم بحسب المادة الأرشيفية لأعمال الفنان السابقة للجداريات وخبرته في الرسم على الجدران، لكن باب المشاركة مفتوح للجميع وليس حكراً على الرسامين فقط فبإمكان المتطوع المساعدة في التجهيزات في مرحلة ما قبل الرسم كصبغ الجدار وتغطية عيوبها. عقبات ودعم أبرز الصعوبات التي تواجه الفريق هي الموافقات والتصاريح لاستغلال الجدران والتمويل المادي، لكن الجهات الحكومية تدعم وبشدة مثل هذه الأعمال التطوعية المنظمة ولا تقيد من حريتها، بل هم أصحاب الفضل كما تم ذكره سلفاً حيث إن وزيرة الشؤون هي صاحبة فكرة تأسيس الفريق في محادثة هاتفية، وكذلك وزارة الكهرباء والماء متمثلة بكل من محمد الحداد ومحمد الصايغ اللذين قدما الدعم بتوفير السلالم الكهربائية لاستخدامها في تنفيذ المشاريع، وأيضاً سيكون للفريق تعاون قريب مع بلدية الكويت. ثقافة مجتمع ردود أفعال الناس حول الجداريات التي قام الفريق بتنفيذها كانت جداً إيجابية ومشجعة، حيث شارك أفراد المجتمع في تنفيذ بعض المشاريع فور الإعلان عنها بالحساب الرسمي للفريق في وسائل التواصل الاجتماعي، مما أكد على تقبل المجتمع لثقافة الرسم على الجدار «بهدف التزيين» بل ورغبته في أن يكون جزءا منها مستقبلاً. وعلاوة على ذلك، يسعى الفريق إلى تعزيز ثقافة العمل التطوعي والتحفيز على التغيير إلى الأفضل وعلى القضاء على التلوث البصري الذي ينعكس على نفسية الانسان بطريقة غير مباشرة. خطط وتوسع هناك العديد من الجدران التي تنتظر الفريق ليعيد الحياة إليها، وهذا بالتأكيد ما يعمل الفريق جاهداً عليه للحصول على الموافقات اللازمة من ملاك تلك الجدران لتحويلها مع الفنانين إلى تحفة فنية، كما أن المشاريع آتية دون توقف وهناك خطة للتوسع إلا أن الفريق يركز حالياً على اكتساب الخبرة بالتعامل والعمل بمثل هذه المشاريع. رسالة يوجه فريق جداريات عبر «الراي» رسالة إلى الشباب والكبار والأطفال والوافدين وجميع من يعيش على هذه الارض الطيبة مفادها أننا جميعاً مسؤولون عما هو حولنا وجميعاً مسؤولون عن اختيار الأفضل لنا وجميعنا مساهم بأي إضافة أو تقصير فعلينا أن نبادر من أنفسنا للأفضل لأن لا شيء يأتي من تلقاء نفسه. أعضاء الفريق * سليمان وليد الروضان (رئيس الفريق) * أمينة كفاح المطوع * هند عصام فرانسيس * عبدالعزيز حسين الرشود
مشاركة :