أحمد النجار (دبي) أكثر من 113 لوحة فنية تزين مزاد كريستيز دبي لموسم الخريف الذي ينطلق مساء اليوم وتحتضنه صالة جولدفين في فندق أبراج الإمارات بدبي، وتوصف تلك المعروضات الفنية بأنها تحف نادرة لا تقدر بثمن، حيث تصل أسعارها إلى الملايين، ويعود تاريخها إلى العصر الحديث، وتخضع اللوحات المنتقاة قبل عرضها إلى عدة معايير حسب سياسة مزادات كرستيز العالمية، وتعتمد على الجودة العالية للوحة ويتم اختيارها بالنظر إلى سيرة الفنان ومكانته الفنية، وعدد معارضه في بلدان مختلفة، وأيضاً إلى أهمية المرحلة التاريخية التي عاش فيها، إلى جانب ما تتضمنه من رؤى وأفكار وقضايا ذاتية وإنسانية، ويستغرق التواصل مع أصحاب الأعمال المختارة أكثر من 6 أشهر لجلبها من أماكن متفرقة حول العالم. فنان عالمي وقد احتفلت مؤخراً مزادات كريستيز بالذكرى السنوية العاشرة لتأسيسها على يد جيمس كريستي مؤسس أقدم دور المزادات الفنية الراقية وأكثرها شهرة في العالم، والذي عقد مزاده الأول في 5 ديسمبر 1766 في مقره آنذاك في «بول مول 82» في لندن. وأكدت هالة خياط مديرة مزادات كريستيز العالمية، أن لوحات الفنان الإماراتي عبدالقادر الريس دخلت إلى العالمية بمشاركته في مزاد كريستيز لهذا العام والذي يتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيسه في دبي، مشيرة إلى أن الريس قدم لوحتين مهمتين أضافتا طابعاً خاصاً على المزاد، وقد لعب فيهما على معيار الزمن مجسداً قيمة حضارية عاشتها دبي بين الماضي والحاضر وقصة تحولها من صحراء إلى جنة وارفة عبر لوحة أسماها «ساعة رملية» بسعر 40 ألف دولار، أما لوحته الثانية فقد التقطت مشهداً مصوراً لمتجر «أحمد صديقي وأولاده» بسعر 80 ألف دولار، لافتة إلى أن ريع هذا المعرض سيذهب إلى مؤسسة نور دبي الخيرية، لدعم الأطفال المكفوفين في الإمارات. لوحات المكفوفين وأضافت خياط في حوارها مع «الاتحاد» أن لوحتي الريس أضافتا لمزادات كريستيز طابعاً خاصاً، ليس بكونه فنانا إماراتياً مرموقاً يمثل حقبة مهمة من تاريخ الفن في الإمارات، ولكنه أيضاً يجسد أرقى المشاعر الإنسانية من خلال فنه، حيث تبرع بريع هذين العملين إلى مؤسسة نور دبي دعماً للأطفال المكفوفين، وكما هو معروف فإن الفنان الريس لا يرسم إلا عن إلهام، لكنه هذه المرة وافق أن يرسم تحت الطلب، بتفويض من مجموعة «أحمد صديقي» وتزامناً مع «أسبوع الساعات في دبي، وقدم مزج الريس الفن المائي في مجسم فني مدعم بصور أرشيفية لمعالم قديمة، لعب فيها على معيار الزمن وقدمه بأسلوب فني. المقتني الإماراتي وأشارت إلى أن حضور المقتني الإماراتي لايزال ضعيفاً في سوق الأعمال الفنية، لكنه ينجذب أكثر إلى معارض المجوهرات والساعات، ولكنها تعمل على استقطاب المستثمر الإماراتي مستقبلاً، مشيرة إلى أن نسبة المقتنين العرب من سورية ولبنان والأردن هم 50 %، مناصفة مع المقتنين الأوروبيين القادمين من أميركا وفرنسا وإيطاليا وغيرها. ولفتت خياط إلى أن إدارة مزاد كريستيز، تسعى إلى إنعاش المشهد الثقافي والفني في الإمارات عبر مبادرات فنية تهدف إلى تعزيز حضور الفنان الإماراتي عالمياً عبر مزادنا الفني، إلى جانب تنظيم رحلات خاصة بطلاب الجامعات والمدارس لتعريفهم بالدار وما تقدمه من أعمال فنية وتاريخية مختارة بعناية من أعمال أشهر الفنانين في منطقة الشرق الأوسط والعالم.
مشاركة :