القاهرة:نجلاء مأمون عقد المجلس الأعلى للثقافة والمركز الحضاري للتراث الشعبي بجامعة المنصورة مؤتمراً، تناول الثقافة الشعبية العربية ما بين الرؤى والتحولات، حيث أشار المشاركون بالمؤتمر إلى أن الثقافة الشعبية تصد محاولات التغريب والاختراق لوطننا العربي في السياق المعاش والعولمة بأشكالها المختلفة، وأكدوا رقي مقتضيات الثقافة الشعبية العربية وكيف أن مكوناتها تعبر عن آمال وطموحات الشعوب العربية، وركزوا على نقطة محورية مؤداها أنه رغم التباين في الثقافات الشعبية العربية لكل شعب عربي، إلا أن المكنون والمحتوى متشابهان دوماً كنتاج للوعي والضمير العربيين. تحدثت الأمينة العامة للمجلس الأعلى للثقافة د. أمل الصبان مؤكدة أن الموروث الشعبي يعبر عن هموم المجتمعات العربية وطموحاتها وأن الفولكلور العربي والقصص العربية الفريدة تخطت الآفاق العربية، لتصل إلى العالمية كقصص ألف ليلة وليلة، وأن الأمثال الشعبية كمكونات للثقافة الشعبية العربية عبّرت من جيل إلى جيل عن التشابه ما بين المجتمعات العربية جمعاء. وأشارت إلى ضرورة الحفاظ على الفنون العربية الشعبية كالتصوير والعمارة والنسيج، لأنها تعد تجليات للأمة كلها، رغم تباين الثقافات الفرعية الشعبية للأوطان العربية، فهي مرآة عاكسة لنبض الأمة العربية بكل تأكيد، وهي درع لمحاولات الاختراق والتغريب وضغوط العولمة، كما أضافت أن مكونات تلك الفنون تعكس الخصوصية الثقافية للعرب، لذلك لابد أن تراعى من قبل الأجيال العربية المتعاقبة. ولفت وزير الثقافة حلمي النمنم إلى ضرورة توحيد الجهود الأكاديمية والثقافية، والاعتزاز بالثقافة الشعبية العربية التي تواجه الآن خطراً حقيقياً من محاولات التغريب والطمس لكل ما هو عربي، كما نادى بمناهضة محاولات التهويد في الخليل والقدس التي تمارسها الأصولية اليهودية والصهاينة أعداء الأمة. وأكد رئيس جامعة المنصورة د. محمد حسن الكيلاني أن التراث الشعبي العربي يعكس زخماً ضخماً ورائعاً لربط الإنسان العربي بالجغرافيا والتاريخ، حيث إن تراثنا الشعبي هو حائط منيع أمام مناهضي الأمة وأن سلبيات العولمة لا يواجهها إلا الاعتزاز العربي بماضيه وحاضره، وهذا لن يتحقق إلا بمواجهة التحديات الثقافية والسياسية وتوحيد الجهود من الخليج إلى المحيط، لذلك علينا أن نعمل كثيراً على توحيد الجهود والتعاون الأكاديمي والثقافي ما بين الدول العربية بعضها ببعض. وتحدث المفكر د. جورج سعادة مشيراً إلى أهمية حفظ التراث الشعبي العربي الأصيل بما هو كذلك، لأن ذلك من شأنه أن يعرف الأجيال العربية المتعاقبة بالهوية العربية الراسخة، وأضاف أن الثقافة الشعبية والآداب العربية لا تعاني الجمود كما يزعمون، بل هي متجددة وحية وقادرة على التوحيد بين نبضات الشعوب العربية، ونادى بضرورة ربط شباب الأمة العربية بتاريخها وحاضرها ومستقبل الأمة العربية. وأكد عالم الاجتماع د. أحمد مرسي أن الثقافة الشعبية العربية لا تحظى باهتمام الكثير من المسؤولين في المجتمعات العربية وينظر إليها وكأنها ثقافة الطبقة المجتمعية الأقل، وأشار إلى ضرورة بذل الجهود الأكاديمية لإعادة جمعها وتحليلها لأنها الدرع الواقية لمواجهة الآخر الذي يريد اختراق ثقافتنا وفرض نموذجه الثقافي والحضاري علينا. كما أكد أستاذ علم الاجتماع د. محمود عودة أن مكونات الثقافة الشعبية العربية لا تعد مناقضة للثقافة النخبوية، وأنه ليس من الضرورة أن ينظر المثقفون العرب إلى الفولكلور الشعبي باستعلاء، فالثقافة الشعبية ترتبط بمكونات المجتمع، في حين أشارت الأكاديمية والبرلمانية المغربية د. سعيدة بو عزيزي إلى أن مكونات الفولكلور الشعبي والقصص الشعبية تعبر عن جهاد الأسرة العربية، وأن للمرأة العربية مكانة فيه، فهي الصابرة المناضلة والمكافحة في كل مكان من بقاع الوطن العربي.
مشاركة :