المؤتمر الخليجي للتراث يناقش واقع الأرشفة وآفاقها المستقبلية

  • 10/17/2016
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي: نجاة الفارس انطلقت أمس فعاليات المؤتمر الخليجي الرابع للتراث والتاريخ الشفهي الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة تحت عنوان التقنية والتراث الخليجي المستدام -واقع الأرشفة الحالية وآفاقها المستقبلية، بمشاركة عدد من الأكاديميين والباحثين والخبراء في الجامعات الخليجية والمؤسسات والهيئات المعنية بالتراث والتاريخ، إضافة إلى عدد من المتخصصين في علم الاجتماع والتاريخ، وذلك في فندق بارك روتانا، أبوظبي ويستمر على مدار يومين. يأتي برنامج المؤتمر حافلاً بالعديد من جلسات العمل التي تبحث تجارب وقضايا مختلفة في التراث والتاريخ الشفهي، وشهد اليوم الأول ثلاث جلسات، ترأس الجلسة الأولى المقامة تحت عنوان مجالات استخدام التقنيات الحديثة في توثيق وأرشفة التراث غير المادي دكتور نصر محمد عارف، فيما قدمت الدكتورة مها بنت عبدالله السنان ورقة عمل بعنوان حرك صورة ثبت هوية (توثيق فنون الأداء التراثية عبر فن التصوير ونشره إلكترونياً)، جاء فيها تعاني العديد من الدول ذات الإرث الحضاري العميق والتي تعرض تراثها الثقافي للتهديد بسبب التغيرات الناتجة عن الحداثة من إشكاليات ضياع هويتها في خضم المتغيرات سابقة الذكر، والتي أضعفت بلا شك القيم الثقافية للموروثات الشعبية، رافقه انخفاض في الوعي المجتمعي لأهمية هذا التراث فضلا عن صونه والمحافظة عليه. واستعرض عادل خزام في ورقته بعنوان أرشفة الوثائق التلفزيونية في شبكة قنوات دبي جهود شبكة قنوات دبي في حفظ وصون التراث وبالأخص المقابلات واللقاءات التي تمت مع كبار رجالات الدولة ممن عاصروا قيام الإمارات وأهمية هذه المواد من الناحية التاريخية، كما استعرضت الورقة ما تم حفظه من برنامج التراث الشفهي الأدبي، وبرامج التراث والشعر الشعبي والآليات التي تم اعتمادها لفهرسة هذه المواد وحفظها، وما تقوم به شبكة قنوات دبي في خدمة الباحثين، والطلبة في هذا المجال موضحا أن أرشيف تلفزيون دبي يضم مليوناً ونصف وثيقة حتى اليوم تشمل كافة أوجه الحياة الاجتماعية والرياضية والسياسية، وأن البدء بعملية التحول الرقمي تم قبل خمس سنوات وفق خطة مدتها عشر سنوات تنتهي في 2020. وأضاف خزام بالنسبة لأرشيف برامج التراث الشعبي تم تصنيف 823 برنامجا ميدانيا يقرأ تفاصيل الأمكنة وناسها في الإمارات، بزمن تقريبي 50 ألف ساعة تلفزيونية، أما أرشيف الشعر الشعبي فقد تمت أرشفة برامج مجالس الشعراء وبلغت 288 ساعة و12 ألف قصيدة و200 شاعر من الإمارات والخليج تمثل مراحل زمنية مختلفة، بالإضافة لبرامج شعرية أخرى، موضحاً أن مراحل نقل الأرشيف القديم جدا المرحلة الأولى في عام 2016 والثانية ستتم في 2018 والثالثة في 2020. أما الجلسة الثانية فجاءت تحت عنوان التوثيق والأرشفة الإلكترونية للتراث غير المادي ترأستها الدكتورة نجوى الحوسني وتناول فيها عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث تجربة الشارقة في رقمنة المأثورات الشعبية للتراث، موضحا أن البدايات الأولى كانت بجهود خاصة من صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة وذلك في نهاية السبعينات، ثم تبعها تأسيس الدائرة الثقافية عام 1980 ثم إطلاق مواسم شعراء الرعيل الأول (موسمين ) تبعه تسجيل وتوثيق نتاجات شعراء الرعيل الأول، ومبينا كيفية تطور العمل الإداري في التراث، حيث في عام 1987 تأسست وحدة التراث في الدائرة الثقافية، ثم عام 1990 تأسس قسم التراث في إدارة الآثار والتراث في الدائرة الثقافية وفي عام 1995 تأسست إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، وفي 2014 أسست حكومة الشارقة معهد الشارقة للتراث وهو هيئة ثقافية مستقلة. أما عماد بن جاسم البحراني فتناول في نفس الجلسة ورقة عمل بعنوان توظيف وسائل التواصل الحديثة في توثيق ونشر التاريخ والتراث غير المادي بسلطنة عُمان جاء فيها يعتبر الحفاظ على التراث غير المادي حماية للهويات الثقافية، وبالتالي التنوع الثقافي للبشرية، ويشمل التراث غير المادي على سبيل المثال لا الحصر المهرجانات التقليدية، والتقاليد الشفهية والملاحم، والعادات، وأساليب المعيشة، والحرف التقليدية، وما إلى ذلك، وقد أصبح واحداً من أولويات اليونيسكو في المجال الثقافي، حيث اتسع نطاق مفهوم التراث الثقافي بشكل كبير خلال القرن الماضي، وأسهمت اليونيسكو بشكل كبير في تحقيق هذا التوسع، والذي يشمل حالياً المناظر الطبيعية، الآثار الصناعية، وأشكالا أخرى مختلفة لها صلة بمفهوم التراث العالمي أو التراث المشترك بين البشر، وتعد سلطنة عمان من الدول التي تولي اهتماماً كبيراً بالتراث الثقافي بشقيه المادي والمعنوي، وما نجاح السلطنة في تسجيل عدد من العناصر الثقافية العمانية في القوائم العالمية لليونسكو إلا انعكاساً لهذا الاهتمام المتواصل بالشأن الثقافي. واختتمت أعمال اليوم الأول بجلسة تحمل عنوان تجارب عربية خليجية في التوثيق والأرشفة الإلكترونية للتراث ترأسها الدكتور موسى سالم الهواري وتناول فيها الدكتور محمد سعيد البلوشي تجربة دولة قطر في توثيق وحفظ التراث وجاء في ورقته يشكل التراث منظومة ثراء متميزة للأمة، وركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية، وعنوان اعتزازها بذاتها الحضارية، ليس التراث الثقافي معالم وصروح وآثار فحسب، بل هو أيضاً كل ما يؤثر عن الأمة من تعبير غير مادي من أدب شعبي، وأغان وموسيقى شعبية، وعادات وتقاليد، ومعارف شعبية تتوارثها الأمة عبر الأجيال والعصور، تعبيراً عن روحها ونبض حياتها وثقافتها. واستعرضت دعاء مخير في ورقتها دور هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة في تسخير الإعلام الرقمي للترويج عن التاريخ والتراث في الإمارة، حيث تعمل الهيئة يداً بيدٍ لمواكبة التكنولوجيا والدخول في العالم الرقمي مع المختصين في التراث والتاريخ المادي والمعنوي. يعقد المؤتمر للمرة الرابعة تأكيداً على أهمية التاريخ الشفهي في توثيق وصون التراث الخليجي، والخطوات التي قطعتها المؤسسات الحكومية والمجتمعية في هذا المضمار، إلى جانب تبادل العديد من الخبرات، وإثراء المنجزات الثقافية والتراثية على المستوى الوطني والخليجي العربي والإنساني الأشمل، نظراً لأهميته في تعزيز قيم الانتماء والولاء.

مشاركة :