الدراما العربية تواجه الإرهاب بأفلام سطحية

  • 10/17/2016
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

في ظل الحديث المستمر والمتصاعد عن اتجاه العالم إلى صراعات وحروب جديدة، تحت مبررات كثيرة، منها محاربة الإرهاب، يبرز الفن كأحد مقومات الصراع بين مختلف القوى، فهو أحد أهم القوى غير العسكرية "القوى الناعمة" في مواجهة التطرف والإرهاب، حيث تصدت السينما العربية لهذه المواجهة عبر عدة أفلام أنتجت منذ تفشي هذه الظاهرة في العقود الأربعة الأخيرة. ولأن الحالة السينمائية متردية عربيا، سواء على صعيد الإنتاج، أو العرض بحسب الناقد المصري الدكتور أيمن بكر، وهو يتحدث إلى "الوطن"، لم يكن لهذه الأفلام تأثير كبير في مكافحة هذه الآفة أو تقديم محاولة لتفسيرها وفهمها، إذ مالت غالبية هذه الأفلام لما هو سطحي ومهيج للمشاعر فقط، على عكس تجربة السينما الغربية، ومنها مثلا فيلم "التصادم" الذي تناول دوافع الإرهاب أو ارتكاب الجرائم العنصرية، وحاز 59 جائزة، منها ثلاث جوائز أوسكار، وعدّ من أهم الأفلام التي ناقشت سيكولوجيا الإنسان المضطهد، والذي يكون بذرة الإرهاب غالبا. وأضاف بكر" لا أظن أن أحدا ينسى الفيلم الوثائقي المعروف فاهرنهايت 9/11 الذي كتبه وأخرجه الأميركي الشهير مايكل مور، وطرح رأيه في هجمات الحادي عشر، وكيف استغلت إدارة بوش الحادث المؤلم لتبدأ في تنفيذ خطتها وشن حربها على كل من أفغانستان والعراق. العودة للجذور السينما في المغرب العربي سعت أيضا لمقاربة هذه الظاهرة، وتناولت عدة أفلام الإرهاب في الجزائر، منها فيلم "زْهَر" (حظ باللهجة الجزائرية)، وفيلم "رشيدة" للمخرجة أمينة شويخ، وفيهما مقاربة لأثر الإرهاب في نفسية الجزائريين وعلاقاتهم الاجتماعية التي اتسمت بالعنف. يقول أيمن بكر: بدت المعالجة سطحية في الفيلم الأول ما أنتج عملا ضعيفا رغم فكرته الجيدة. ويضيف: في تقديري أن هذه النوعية من الأفلام تحتاج إلى بحث اجتماعي عميق، ورصد لفترة معينة لمعرفة كل جوانب معالجة فكرة تأثير الإرهاب على الناس سينمائيا، من خلال سيناريو قوي، ولعلي هنا أسترجع تجربة يوسف شاهين في فيلم المصير الذي تدور أحداثه في الأندلس بالقرن 12 ميلادي، وتحضر شخصية ابن رشد، الذي يتعرض لحرق كتبه مرة من قبل الجماعات المتطرفة ومرة أخرى على يد الحاكم المنصور، الذي يتخلى عن صداقته له وينحاز لتلك الجماعات، حتى يقفوا بجانبه وولده في مواجهة الإسبان، وهنا إشارة قوية لجذور نشأة التطرف في عالمنا، وأحسب أن هذا من أهم الأدوار الذي يفترض أن تؤديه السينما في مواجهة هذه الظاهرة.

مشاركة :