لا تندهش إذا عرفت أن الشركة التي تعمل بها قررت فجأة التخلص من تقنية كلمات المرور كوسيلة للدخول على شبكة الحاسبات بها، بعدما كشفت دراسة أجريت مؤخرا أن معظم الشركات تتجه نحو التخلص من هذه الوسيلة المتبعة منذ فترة لتأمين البيانات. وأظهرت الدراسة التي أجراها مركز ويكفيلد البحثي بعد استطلاع آراء 200 من صناع القرار في مجال تكنولوجيا المعلومات بالولايات المتحدة الشهر الماضي أن 69 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع يرجحون أنهم سوف يتخلصون من استخدام كلمات المرور بشكل كامل في غضون السنوات الخمس المقبلة. ونقل موقع كمبيوتر ورلد الأميركي المعني بمجال الكمبيوتر عن جريج لوند رئيس شركة سكيور أوث لأمن تكنولوجيا المعلومات قوله تعليقا على نتائج الدراسة: بالقطع لم تعد كلمات المرور وسيلة مأمونة للتحقق من الهوية، مضيفا لقد أدرك صناع القرار ذلك، ويريدون التخلص من هذه الوسيلة. وتصدرت قضية مدى جدوى استخدام كلمات المرور كوسيلة للتأمين الاهتمام مؤخرا بعدما أعلنت شركة ياهو العملاقة لخدمات الإنترنت تعرضها لعملية قرصنة إلكترونية عام 2014 ما أسفر عن سرقة بيانات قرابة 500 مليون مستخدم بما في ذلك عناوين بريد إلكتروني وكلمات مرور سرية. وتتفاقم هذه المشكلة لأن كثيرا من المستخدمين يعتمدون على كلمات مرور يسهل تخمينها، كما أنهم في كثير من الحالات يتسمون بالكسل بحيث أنهم يعتمدون على كلمة مرور واحدة للدخول على أكثر من حساب بريد إلكتروني. ويقول لوند إن هناك وسائل أخرى متاحة للتأمين مثل استخدام المؤشرات البيومترية للمستخدم مثل بصمة الأصابع أو تحديد التوقيتات والأماكن التي يسمح فيها للمستخدم بالدخول على الشبكة الإلكتروني للشركة التي يعمل فيها. ورغم اتجاه الشركات بالفعل للتخلص من تقنية كلمات المرور، إلا أنها هناك بعض المعوقات التي تعترض هذا الاتجاه، حيث أكد 42 بالمئة من المشاركين في الاستطلاع أن المخاوف من عرقلة سير العمل بشكل طبيعي تقف حائلا دون تنفيذ هذه التغييرات. وذكر 42 بالمئة ممن شملهم الاستطلاع أن معارضة المسؤولين التنفيذيين بالشركات قد تحول دون إلغاء تقنية كلمات المرور.