المعارضة السورية تنتزع السيطرة على دابق من «داعش»

  • 10/17/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

سيطرت فصائل سورية معارضة مدعومة من أنقرة أمس الأحد على بلدة دابق الحدودية مع تركيا وذات الأهمية الرمزية لدى تنظيم داعش، في خسارة جديدة للمتطرفين في محافظة حلب بشمال سورية. ويأتي التقدم الميداني على حساب المتطرفين في وقت يجتمع وزير الخارجية الأميركي جون كيري الأحد بالشركاء الأوروبيين لبلاده في لندن، غداة محادثات أجراها مع روسيا وعدد من دول المنطقة في مدينة لوزان السويسرية، لم تفض إلى نتيجة. ميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأناضول التركية الرسمية وفصائل مقاتلة مدعومة من أنقرة سيطرة مقاتلي الفصائل على بلدة دابق. ولا تتمتع البلدة بأهمية ميدانية استراتيجية لدى التنظيم مقارنة مع المدن الكبرى التي يسيطر عليها كالرقة في سورية والموصل في العراق المجاور. وقال المرصد إن الفصائل المقاتلة سيطرت بدعم من الطائرات والدبابات التركية على دابق، بعد أقل من 24 ساعة على بدئها هجوما لطرد تنظيم داعش منها. كما سيطرت على بلدة صوران المجاورة. وفي تغريدة على حسابه على موقع تويتر، ذكر فصيل فاستقم كما أمرت المشارك في الهجوم، إن السيطرة على البلدة الواقعة في ريف حلب الشمالي جاءت بعد اشتباكات عنيفة مع تنظيم داعش، ونشر صورا تظهر عددا من المقاتلين على متن شاحنة صغيرة بيضاء اللون، وهم يرفعون أسلحتهم في الهواء وتبدو بلدة دابق في الخلفية. ويعمل مقاتلو الفصائل وفق وكالة الأناضول الأحد على تفكيك القنابل والألغام التي زرعها التنظيم خلفه. وتأتي السيطرة على دابق غداة تقدم مقاتلي الفصائل بدعم مدفعي وجوي تركي، إلى مسافة كيلومترين ونصف من البلدة في إطار عملية درع الفرات التي تشنها تركيا منذ 24 اغسطس في شمال سورية وتهدف إلى طرد المتطرفين من الشريط الحدودي، ويستهدف الهجوم أيضا المقاتلين الأكراد الذين تصفهم أنقرة بـالإرهابيين. كيري: مباحثات «لوزان» حول سورية تضمنت أفكارًا جديدة وأفادت وكالة الأناضول عن سقوط تسعة مقاتلين من الفصائل وإصابة 28 آخرين بجروح جراء الاشتباكات بين الطرفين السبت. وبات اسم دابق لدى مناصري التنظيم بمثابة رمز للقتال ضد الولايات المتحدة ودول الغرب المنضوية في إطار التحالف الدولي الذي يشن ضربات جوية تستهدف المتطرفين في سورية والعراق، ويطلق التنظيم اسم دابق على أهم مجلة ترويجية يصدرها باللغة الإنكليزية ويتوجه عبرها إلى دول الغرب. وكان التنظيم وتزامنا مع الحشد العسكري للفصائل في محيط دابق، أورد في نشرته النبأ التي أصدرها الخميس، أن هذا الكر والفر في دابق وما حولها (معركة دابق الصغرى) ستنتهي بملحمة دابق الكبرى. ومنذ بدء تركيا هجومها في شمال سورية، سيطرت الفصائل المعارضة على عدد من المدن والبلدات الاستراتيجية، أبرزها مدينة جرابلس الحدودية، التي كانت تعد أحد آخر معقلين متبقيين للتنظيم في محافظة حلب. وتهدف تركيا من خلال هجومها إلى إقامة منطقة أمنية خالية من المنظمات الإرهابية، تمتد على مساحة حوالي 5 آلاف كلم، وفق ما أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مطلع الشهر الحالي وكرره أمس السبت. وغالبا ما تشهد المناطق الحدودية اعتداءات وتفجيرات، وقام انتحاريون يشتبه بارتباطهم بتنظيم داعش، بتفجير أنفسهم الأحد خلال عملية للشرطة التركية ضد خلية نائمة في غازي عنتاب بجنوب شرق البلاد، ما أدى إلى مقتل ثلاثة شرطيين وإصابة عدد غير محدد من الأشخاص بجروح، وفق ما أفاد حاكم المنطقة ووسائل الإعلام التركية. وبحسب وكالة الأناضول، تمكنت الفصائل المدعومة من تركيا منذ بدء الهجوم من السيطرة على 1130 كيلومترا مربعا على طول الحدود في محافظة حلب. وفي مدينة حلب، تتعرض الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل المعارضة منذ أسابيع لهجوم عنيف تشنه قوات النظام بدعم جوي روسي. وأفاد المرصد السوري عن معارك عنيفة مستمرة بين الطرفين على جميع محاور القتال في وسط وشمال وجنوب المدينة، مشيرا إلى مقتل شخصين على الأقل جراء غارات على حي في شرق المدينة. وذكر مراسل لفرانس برس في الأحياء الشرقية أن الغارات الكثيفة لم تتوقف منذ منتصف الليل على مناطق الاشتباك، قبل أن تخف وتيرتها ظهرا. وتشكل مدينة حلب الجبهة الأبرز في النزاع وتعد محور المباحثات الدولية، منذ تصاعد التوتر الروسي الأميركي على خلفية انهيار هدنة في 19 سبتمبر بعدما صمدت لأسبوع. وغداة لقاء استضافته مدينة لوزان السويسرية بمشاركة واشنطن وموسكو وعدد من دول المنطقة من دون تحقيق أي تقدم، واصل وزير الخارجية الاميركي جهوده في لندن حيث يلتقي عددا من نظرائه الأوروبيين لإطلاعهم على أجواء مشاورات لوزان. وذكرت صحيفة صنداي تايمز البريطانية الأحد انه من المتوقع أن يقترح وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون خلال الاجتماع مع كيري إقامة مناطق يحظر قصفها في سورية بينها حلب. وتحدث كيري بعد اجتماع لوزان عن افكار جديدة يفترض أن يتم توضيحها في الأيام المقبلة لمحاولة التوصل إلى وقف جديد لإطلاق النار أكثر متانة من الهدنات السابقة. وتأتي محاولات إنعاش المحادثات الدبلوماسية في ظل توتر بين روسيا والغربيين الذين يتهمون موسكو بارتكاب جرائم حرب في شرق حلب. كيري وجونسون قبيل اللقاء الذي جمعهم في لندن

مشاركة :