قال معارضون سوريون إنهم انتزعوا السيطرة على قرية دابق من تنظيم داعش أمس وأخرجوا التنظيم المتشدد من أحد معاقله الذي تعهد بأن يكون مسرحاً للنصر في معركة فاصلة مع الغرب. وتؤكد هزيمة تنظيم داعش في دابق التي كانت محور دعاية التنظيم على تقهقره هذا العام؛ إذ تكبد خسائر في معارك في سوريا والعراق وخسر عدداً من قادته البارزين في غارات جوية موجهة. وكان التنظيم فاجأ زعماء العالم بتقدمه الخاطف في مساحات واسعة من البلدين وإعلانه دولة خلافة إسلامية جديدة في عام 2014. ويستعد التنظيم الآن لمواجهة هجوم على الموصل أهم معاقله. وقال أحمد عثمان قائد جماعة السلطان مراد إحدى فصائل الجيش السوري الحر التي شاركت في الاشتباكات إن مقاتلين مدعومين بدبابات وطائرات تركية استولوا على دابق وبلدة صوران المجاورة بعد اشتباكات صباح أمس. وقال «انتهت أسطورة داعش بمعركتهم الكبرى في دابق بعد أن قام المجاهدون بطردهم منها». واختار التنظيم دابق مكاناً لقتل بيتر كاسيج عامل الإغاثة الأمريكي الذي احتجز رهينة في عام 2014 بيد محمد الموازي أو من كان يعرف باسم الجهادي جون. لكن يبدو أن التنظيم تراجع عن الاستناد إلى رمزية دابق منذ تقدم فصائل الجيش السوري الحر مدعومة من تركيا مما هدد بسقوط القرية. وليس للقرية الواقعة على سفح تلة صغيرة في السهول الخصبة في شمال غرب سوريا وتبعد 14 كيلومتراً عن الحدود التركية و33 كيلومتراً شمالي حلب أهمية استراتيجية تذكر. وتعمل المعارضة السورية والجيش التركي على تأمين محيط دابق لمنع فلول المتشددين المحاصرين في المنطقة من الفرار. ومنذ أوائل عام 2016 تراجعت باطراد مساحات الأراضي التي يسيطر عليها التنظيم بسبب تقدم تحالف قوات سوريا الديمقراطية الذي يضم مقاتلين من الأكراد والعرب تدعمهم الولايات المتحدة حيث سيطر على مدينة منبج في أغسطس الماضي. ونجحت حملة تركيا منذ ذلك الحين في قطع الطريق إلى حدودها الذي كان لفترة طويلة أهم طريق إمداد للتنظيم ومعبراً للمقاتلين الأجانب.
مشاركة :