أكدت رئيس المجلس الوطني الاتحادي، الدكتورة أمل عبدالله القبيسي، أن منظومة الخدمة الوطنية هي منظومة الشرف والفداء والتضحية لأنها تحمل أسمى معاني الوطنية . فالولاء والانتماء والهوية هي قيم اساسية نلتف حولها جميعاً ونغرسها لدى ابنائنا وأخواتنا إلا أن هذه القيم تتحول إلى منظومة مؤسسية وعمل حقيقي على أرض الواقع من خلال شرف الانتساب للخدمة الوطنية وبحق كما قيل فإن هذه المنظومة هي مصنع للرجال ومدرسة للشباب ، ومنبع للقيم السامية في الذود عن الوطن والدفاع عن مكتسباته وانجازاته. وأعربت الدكتورة القبيسي عن مشاعر السعادة والفخر بتواجدها بين ابناء الوطن في مراكز التدريب التي يتلقون فيها أصول العلم العسكري والانضباط لتأهيلهم لينضموا إلى رفاقهم الذين سبقوهم في تحمل شرف المشاركة في الدفاع عن الوطن وقضاياه المحقة في كل مكان ويقدموا للعالم النموذج على الاستبسال في الذود عن الحمى عندما يقتضي الواجب. وأكدت الدكتورة القبيسي أن هذه الوجوه التي تعكس العزيمة والإصرار والاستعداد للبذل والعطاء وصلت إلى ما هي عليه بفضل جهود ورعاية القيادة الحكيمة وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله وهي امتداد لمدرسة القائد الخالد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه وأنه بفضل قواتنا الباسلة فإن الوطن ينعم بالأمان ويسير واثقاً نحو مستقبله المشرق وغد أجياله المشرف، مثمنة كافة الجهود المباركة التي تصب في مصلحة الوطن العليا. وقالت الدكتورة القبيسي إن دولة الإمارات العربية المتحدة تستثمر المواطن الاماراتي باعتباره أهم ثروات الوطن . واشارت الدكتورة القبيسي إلى أن حرص قيادة الدولة واهتمامها برفع وتطوير قدرات القوات المسلحة لا يقتصر على امتلاك أحدث المعدات ومواكبة تكنولوجيا السلاح فقط بل يرتكز في جوهره على إعداد العنصر البشري القادر على التعامل مع أحدث الأسلحة وتقنيات الدفاع في مختلف الظروف بكل جدارة وكفاءة. جاء ذلك خلال زيارة الدكتورة القبيسي وغالبية اعضاء وعضوات المجلس الوطني الاتحادي مركز تدريب مجندي الخدمة الوطنية والاحتياطية في سيح اللحمة بمدينة العين والتي تم إنشاؤها خصيصا للمجندين المنتسبين للخدمة الوطنية والمجهز وفق أحدث أنظمة التدريب والتأهيل. ورافق الدكتورة القبيسي خلال الزيارة أعضاء المجلس الوطني الاتحادي. وكان في استقبال الدكتورة القبيسي لدى وصولها المركز رئيس أركان القوات المسلحة، الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، ورئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان، و عدد من كبار ضباط القوات المسلحة . وبدأ برنامج زيارة رئيس المجلس الوطني الاتحادي بتقديم إيجاز عن مركز تدريب الخدمة الوطنية وقدم شرحاً مفصلاً عن مراحل التدريب والتأهيل لملتحقي الخدمة الوطنية والاحتياطية وما تلقوه من تأهيل وما اكتسبوه من مهارات ميدانية . بعدها انتقلت في جولة إلى ميادين ومواقع التدريب لمجندي الخدمة الوطنية، بدأت في منطقة حصص التدريب على استخدام الأسلحة المختلفة، حيث يتعرف المتدرب إلى الخصائص والمواصفات الفنية للأسلحة، وتضمنت الجولة زيارة الموقع الخاص بمهارة الميدان الخارجي والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من المهارات المكتسبة في تدريب الاسلحة التي تمكن الفرد من الالمام التام بمهارة الرمي والتعامل الفني مع الاسلحة والمعدات حيث يصبح الفرد قادرا على حسن التصرف فيما لو تعرض لأية ظروف او مواقف حرجة في ميدان العمليات . ثم شاهدت الدكتورة القبيسي مجندي الخدمة الوطنية وهم يتدربون على حركات المشاة والانضباط العسكري واكتساب خصائص الجندية ومنها الصبر والانضباط . كما تضمنت جولة رئيس المجلس الوطني الاتحادي والوفد المرافق زيارة الموقع الخاص بمهارة الميدان الخارجي والتي تعتبر جزء لا يتجزأ من المهارات المكتسبة في تدريب الاسلحة التي تمكن الفرد من الالمام بمهارة الرمي والتعامل الفني مع الاسلحة والمعدات حيث يصبح الفرد قادرا علي حسن التصرف فيما لو تعرض لاية ظروف او مواقف حرجة في ميدان العمليات. بعدها توجهت إلى ميدان الرماية واطلعت على أداء عدد من مجندي الخدمة الوطنية وهم يتدربون على الرماية بالذخيرة الحية التي تعتبر احد المؤشرات الحقيقية للكفاءة القتالية. وتوجهت الدكتورة القبيسي بخالص الشكر والتقدير لحفاوة الاستقبال لمركز سيح اللحمة للتعرف على جوانب الخدمة الوطنية التي نعتز بها اعتزاز خاص، وقالت إننا في المجلس الوطني الاتحادي شاركنا بفعالية في مناقشة القانون المنظم لها وهو القانون رقم ( 6 ) لسنة 2014م. وأضافت اسمحوا لي أن استعير من المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان مقولته الخالدة بأن جيش الإمارات هو الدرع الواقي للحفاظ على التراث وحماية ثروة الوطن و ان الخدمة الوطنية وفق هذا المعنى من خلالها يتحقق الاندماج الوطني فالجميع ينصهر في بوتقة واحده لغرض واحد هو الوطن . كما أن الجميع حريص على أن يكتسب كل معارف التدريب التخصصي أو التأهيل أو التدريب لحماية حاضرنا المجيد وصيانة مستقبلنا الذي نخطو إليه بكل ثقة واقتداء في استشراف آفاقه واستكشاف مكامن تقدمه . وتوجهت بالتحية والامتنان لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله القائد الأعلى للقوات المسلحة على رؤيته الصائبة وآفاق ادراكاته العميقة بأن التغيرات الاقليمية والدولية ، والموقع الاستراتيجي لدولتنا يفرض علينا الإستمرار في بناء القوة الذاتية ، وأن نكون دائما على أهبة الإستعداد للدفاع عن أرضنا ، والحفاظ على مكتسباتنا . وهذا في رأيي ما تعكسه الخدمة الوطنية التي تعبر عن وحدة شباب الوطن ، في الفكر، والعمل ، والتخطيط والإعداد . كما توجهت بخالص التقدير والعرفان لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة ، رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي الذي اعتبر أن الخدمة الوطنية شرف . وهي بحق كما قال سموه لأن بناء الوطن ونهضته لن تكون الا بهمة وعزيمة أبناءه، وقالت نحن جميعاً نفتدي دولتنا بأرواحنا ، وكل نفيس وغال نمتلكه ، وأرى أن الشرف يستحق الفداء والتضحية فالشرف معنى لا يقدره إلا الرجال ولا يتبناه إلا الشجعان، وأعتقد أن هذا ما رمى إليه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في أننا أبناء وبنات الإمارات نحمل في أرواحنا ونفوسنا المعاني الحقيقية للشرف الوطني . وقالت رئيسة المجلس الوطني الاتحادي كما أرى أننا في حاجة ملحة لأن نستزيد بإصرارنا وعزائمنا على التمسك بمفهوم مسؤولية الشرف الوطني فنحن ندرك جميعاً حجم ونوعية المخاطر المتجددة والعاتية التي تحيط ببلادنا . فالإقليم العربي في حالة اضطراب ، وتنازع وعدم استقرار وتهديدات تنذر بمستقبل جديد يعاد فيه تقسيم ما هو قائم من دول و أوطان قد تتفتت ، أو ثالثة قد تكون مصدراً لنشر الرعب والفزع والإرهاب لدول مستقرة وآمنة مثل دولتنا . ولذلك فإننا يجب أن نكون على أهبة الاستعداد مسلحين بالتدريب على أحدث المستويات العالمية ، والتأهيل وفق أرقى المراتب العسكرية ، والتطوير وفق أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا العسكرية . واستمرت قائلة هذا هو السبيل للاطمئنان على حاضر الوطن ومستقبله ، وهذا ما أكد عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة من أن تفاعل الشباب الإماراتي الايجابي مع الخدمة الوطنية يعمق الاطمئنان على مستقبل هذا الوطن . واعلم جيداً حرص سموه المتواصل والدؤوب على تطوير قدرات قواتنا المسلحة وسعيه بدون كلل لأن تكون قواتنا المسلحة في مصاف القوى العالمية المتقدمة للذود عن الوطن وعن اشقائنا في الخليج . كما أن سموه صاحب برنامج طموح ورؤية ديناميكية لما يجب أن تكون عليه قواتنا المسلحة من أداة ردع لكل متربص بأمن وطننا ، أو كل معتد على التراب الوطني فالجيش القوي هو ألية الفعل الرئيسية لحماية التقدم الاقتصادي والاجتماعي الذي أصبحنا نضاهي به أرقى دول العالم في المؤشرات الدولية . و تقدمت معاليها بتحية اجلال وتقدير لكل شهدائنا الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن مبادئ الحق والعدل واعلاءً لشأن الوطن . تغمدهم الله برحمته واسكنهم فسيح جناته . كما توجهت بالتحية لكل مقاتل في جبهات القتال وأقول لهم أنتم أبناء زايد والوطن تحملون أمانة المسؤولية الوطنية بعزيمة الرجال وإرادة الأبطال وتصميم الشرفاء . فأنتم المثل الملهم ، والنموذج الطيب الذي يقتدى به شباب الدولة فيرفع رايات المجد والعزة . كما حرصت معالي الدكتورة امل القبيسي علي تناول وجبة الغداء مع منسبي الخدمة الوطنية في جو ملئ بالمحبة والمشاعر الجياشة وقالت نحن عائلة واحدة والبيت متوحد . و اكدت أن التفاعل الايجابي الواسع من جانب المواطنين مع نداء الخدمة الوطنية والاحتياطية إنما هو برهان حقيقي على أن حب الوطن غرس عميق ، وزرع متجذر في نفوس ابنائه بل إقبال الكثير من المواطنات على الالتحاق بالخدمة الوطنية برغم المشقة في التدريبات إنما هي دليل على الانتماء القوي ، والحب العميق من هؤلاء الفتيات وغيرهن لوطننا الحبيب . واشارت الي أن الخدمة الوطنية هي الجانب التطبيقي ، والنموذج العلمي للتعبير عن الهوية الوطنية .فإذا كنا نتمتع جميعاً بأرقى حقوق المواطنة وبذات التشابه مع المواطن في أكثر دول العالم تقدماً ، فإن من واجبات المواطنة الذود عن الوطن لتظل رايته عالية خفاقة ، وليظل شموخه باق طالما بقى الزمن . و قالت إن المنتسبين للخدمة الوطنية هم النواة الأولى في تشكيل درع الوطن ضد المتربصين ، والطامعين باستقراره وسلامته ...مشيرة الي ان الخدمة الوطنية والاحتياطية بذاتها مدرسة لتربية الشباب على قيم الوطنية والقيادة والمبادرة والتفكير الاستراتيجي والفهم الأمني الوطني . وقالت معاليها سنظل دوماً فخورين بكم وفخورين بقادتنا وندعو الله أن يديم علينا الاستقرار والأمن والأمان. وقد وجهت الدكتورة أمل القبيسي خلال الزيارة الشكر الجزيل لرئيس أركان القوات المسلحة، الفريق الركن حمد محمد ثاني الرميثي، ورئيس هيئة الخدمة الوطنية والاحتياطية، اللواء الركن طيار الشيخ أحمد بن طحنون آل نهيان، وكافة القائمين على مراكز الخدمة الوطنية في الدولة، على الجهود الوطنية التي تدعم بناء قدرات وإمكانات أبناء الوطن العسكرية وإعدادهم بالشكل المناسب ليكونوا جاهزين لتحمل كافة المسؤوليات وصقل خبراتهم بالعلوم العسكرية اللازمة. ومن جهتهم اكد عدد من اعضاء المجلس الوطني الاتحادي على أن الخدمة الوطنية تثقل شباب الوطن بالخبرات وتعدهم لمستقبل مشرق، فقال عضو المجلس الوطني،سعيد المطوع، غن الزيارة اثلجت صدورهم وبينت لهم مدى حرص القيادة الرشيدة في تدريب ابنائهم وفق اعلى مستويات الكفاءة العسكرية وتغذية عقولهم بالقضايا الوطنية وتغير مسار حياتهم الى الافضل بإتباع اسلوب صحي ووفرت لهم افضل المدربين والمعدات وجهزت لهم الميادين المتخصصة في ذلك لافتا الى ان المجندين ادهشوهم بمدى براعتهم العسكرية واستفادتهم من تلك التدريبات . وعبر عضو المجلس الوطني، خلفان عبد الله بن يوخه، عن سعادته العالية بما شاهده في معسكر سيح اللحمة والانطباع الممتاز لتلك الزيارة مؤكدا ان الخدمة الوطنية تمثل محور رئيسي لرفد الشباب بالتربية الوطنية وتنمية قدراتهم البدنية والعقلية والنفسية وتحويل الفراغ والخمول في حياتهم نشاط واجتهاد ، اما عائشة سالم بن سمنوه لفتت الى انها تشعر بالفخر والاعتزاز في هذه اللحظة الامر الذي مدها بطاقة عالية وشعور وطني غامر وهي ترى ابنائها المجندين في افضل حالتهم الصحية والبدنية والعقلية حيث يمر عليهم العام كأفضل فترة قضوها في حياتهم تعلموا خلالها واكتسبوا صفات رائعة اذا حافظوا عليها ستغير مسار حياتهم الى الافضل . واعتبر سالم النار الشحي عضو المجلس الوطني الاتحادي ان الاطلاع على هذه التدريبات عن قرب اشعرهم بالثقة فيمن يتولون تدريب المجندين والاطمئنان عليهم مما يعتبر رسالة يتوجب عليهم توصيلها الى المواطنين كافة لنؤكد لهم ان ابنائهم في ايادي امينة وخبيرة وذات كفاءة عالية حيث سنروي عليهم جميع المشاهدات التي مررنا بها والروح الوطنية العالية، مشيرا الى أن المعسكر يعتبر رسالة عظيمة لكل الشباب المواطن في سن التجنيد ان تلك التدريبات المحترفة تجعل منهم اكثر صلابة وأكثر قدرة على تحمل المسؤولية وتخلق منهم كوادر قيادية، مؤكدا إن المجلس الوطني في هذه الزيارة وقف على التدريبات والتجهيزات، ومشيراً الى أن تواجدهم له قيمة عظيمة بحيث ينقلون تلك الرسالة الى الشعب الاماراتي واطلاعه على التدريبات العسكرية التي تعطي الاطمئنان في النفوس، مضيفاً أنهم شاهدوا الفعاليات كافة وطريقة الالتحاق بالمعسكر والفحوصات الطبية والمهارات التدريبية المختلفة ومهارات استخدام السلاح والرماية ومهارة الفريق الواحد ويظهر التقارب مع بعضهم البعض والتواصل ما بينهم وزيادة الروح الوطنية.
مشاركة :