طرابلس (وكالات) قال مصدر عسكري في غرفة عمليات سلاح الجو بمصراتة: إن طائرات أميركية وليبية تابعة لـ«البنيان المرصوص» شنت أمس الأول عشر غارات جوية استهدفت أرتالاً تابعة لتنظيم «داعش» جنوب سرت. وأوضح المصدر لـ«بوابة الوسط» اليوم الاثنين أن عمليات رصد سُجلت الفترة الماضية لتحركات سيارات مسلحة ومواقع تحصن مقاتلين من التنظيم في وادي جارف وقارة جهنم وسوف الجين جنوب غرب سرت، رجحت أن هناك محاولة للاقتراب من سرت وفك الحصار المفروض على بقايا التنظيم بها. وأضاف المصدر أن عشر غارات شُنت حققت أهدافها، وأسفرت عن مقتل العشرات من مقاتلي «داعش» فضلاً عن تدمير آلياتهم. يذكر أن مصدرًا في غرفة العمليات العسكرية في سرت أفاد لـ«بوابة الوسط» بأن قوات «البنيان المرصوص» سيطرت على حي المنارة (الكامبو سابقًا) بالكامل، حيث كانت تتمركز بقايا عناصر تنظيم «داعش». وضبطت قوات «البنيان المرصوص» أبو أنس المصري، أحد قادة تنظيم «داعش» بمحيط الجيزة البحرية في مدينة سرت. وقال مصدر عسكري بجهاز الاستخبارات العسكرية أمس، إن قوات البنيان ألقت القبض على المصري مصابًا بجروح، في محيط الجيزة البحرية بالمحور الشرقي. وأعلن معاون آمر غرفة العمليات الميدانية في سرت، العميد عبدالهادي دارة تقدم قوات «البنيان المرصوص» في اتجاه مساكن الـ600 في حي الجيزة البحرية، وذلك بعد أن أحكمت السيطرة على حي المنارة بالكامل. وأحرقت قوات «البنيان المرصوص» رايات تنظيم «داعش» بعد إزالتها من فوق المنازل والمقرات الحكومية والأماكن العالية بالمناطق المحررة بسرت، ورفع مكانها رايات الاستقلال. وقال معاون آمر غرفة العمليات الميدانية بسرت أمس إن أعلام الاستقلال رُفعت على مداخل المدينة وساحتها الرئيسية، استعدادًا للاحتفال بالنصر قريبًا. من جانب آخر، أعلن الأمن الرئاسي الليبي في بيان عبر القنوات المحلية الليبية من قصور الضيافة وسط العاصمة طرابلس انشقاقه عن مجلس الدولة التابع لسلطة حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، بكامل عدته وأفراده. وكانت حكومة الإنقاذ الوطني برئاسة خليفة الغويل، التي لا تحظى بالاعتراف الدولي، والمنبثقة عن المؤتمر الوطني المنتهية ولايته، قد سيطرت الجمعة على مجمع قصور الضيافة (مقر مجلس الدولة) في طرابلس. وذكرت صفحات مؤيدة لحكومة الإنقاذ والمؤتمر الوطني في طرابلس على الإنترنت أن دخولهما مقر قصور الضيافة جاء بالتنسيق مع الحرس الرئاسي بعد فشل مجلس الدولة في اتخاذ قراراته. وقال رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق فائز السراج إنه أصدر تعليمات لوزارة الداخلية والأجهزة الأمنية التابعة لها بتنفيذ مذكرة النائب العام بشأن ضبط وإحضار من اقتحموا مقارًا للدولة، وخططوا لذلك خلال اليومين الماضيين. وشدد السراج في كلمة له خلال حضوره حفل تخرج دفعة جديدة من كلية الشرطة بمقر وزارة الداخلية في طرابلس الاثنين على أنه «لن يتهاون قط مع من يحاول زعزعة الأمن وإثارة الفوضى في البلاد»، مطالبًا بوحدة الليبيين، بحسب المركز الإعلامي للمجلس الرئاسي على «فيسبوك». وألقى وزير الداخلية المفوض، العارف الخوجة، كلمة تحدث فيها عن «عزم رجال الشرطة على التصدي بحزم لكل من يحاول العبث بأمن الوطن أو ترويع المواطنين»، مشيرًا إلى أن حكومة الوفاق أعدت برامج لتدريب رجال الشرطة لمواجهة التحديات الأمنية. وكانت وزارة داخلية حكومة «الوفاق» أعلنت عن تكليفها لجهاز البحث الجنائي بطرابلس بمباشرة إجراءات القبض على رئيس حكومة الإنقاذ «خليفة الغويل» ونائب رئيس المؤتمر الوطني السابق «عوض عبدالصادق». ومنحت الوزارة في خطابها، بحسب موقعها الرسمي، البحث الجنائي حق جمع الاستدلالات والتحريات للتأكيد على وجود تجاوزات مالية وقانونية في حادث الاقتحام. كما أمرت الوزارة بضرورة إخلاء مقر قصور الضيافة بعد القبض «على المتهمين وتسليمهم لمكتب النائب العام موقوفين لسماع أقوالهم». وجاءت أوامر وزارة الداخلية، بحسب التكليف، بناء على طلب من مكتب النائب العام بطرابلس بمباشرة القبض على أشخاص متهمين في التعدي على مقرات الدولة. وكان المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق قد طالب مكتب النائب العام ووزارة الداخلية الجمعة الماضية بمباشرة إجراءات القبض والتحقيق مع «سياسيين سابقين» في حادثة اقتحام مقر مجلس الدولة.
مشاركة :