«الخليجي للتراث» يستعرض دور الأرشيف الوطني في توثيق ذاكرة الإمارات

  • 10/18/2016
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أبوظبي:نجاة الفارس تواصلت، أمس، فعاليات المؤتمر الخليجي الرابع للتراث والتاريخ الشفهي، الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة، تحت عنوان التقنية والتراث الخليجي المستدام -واقع الأرشفة الحالية وآفاقها المستقبلية، بمشاركة أكاديميين وباحثين وخبراء عدة في الجامعات الخليجية والمؤسسات والهيئات المعنية بالتراث والتاريخ، إضافة إلى متخصصين عدة في علم الاجتماع والتاريخ، في فندق بارك روتانا، أبوظبي. شهد اليوم الثاني انعقاد 3 جلسات، ترأست الجلسة الأولى التي تتناول موضوع التوثيق والأرشفة الإلكترونية للتراث غير المادي فاطمة المغني، فيما تطرقت الورقة الأولى، التي قدمها الدكتور يحيى محمد محمود إلى مستودع التراث الرقمي من التخطيط إلى التوظيف، جاء فيها لقد عرف التراثيون الحفاظ على التراث باستخدام التقنيات الحديثة المتاحة منذ سنوات طويلة، فقاموا بتسجيل التراث على شرائط تسجيل، وحفظوها في بعض المراكز منذ منتصف القرن العشرين، وواجهوا صعوبات كبيرة في الحفاظ على تلك الشرائط الكثيرة، وتعذر استخدامها بعد ذلك بفترة، ومع نهاية القرن العشرين اكتملت الثورة الرقمية، وأصبح من السهل توثيق التراث بالصوت والصورة وحفظه بالوسائل الرقمية، وهنا بدأت مجموعة من رواد التراث التخطيط لحفظ وصيانة التراث بالوسائل الرقمية. أمّا الورقة الثانية في هذه الجلسة، فتناولت فيها أمل عبد الحميد دور الأرشيف الوطني في توثيق وحفظ ذاكرة الإمارات، ومن ثم إتاحته للمعنيين، وذلك من خلال التعريف بأهداف ودور الأرشيف الوطني، والتعريف بالقانون الاتحادي رقم 7 لسنة 2008 بشأن الأرشيف الوطني، والمعدل بالقانون رقم 1 لسنة 2014، ولائحته التنفيذية، وتنظيم أرشيفات الجهات الحكومية، وبناء وجمع المقتنيات التاريخية في الأرشيف الوطني، وآليات معالجة المقتنيات وإتاحة المواد الأرشيفية، لتختتم الجلسة الأولى أعمالها بورقة عمل للدكتور يوسف أحمد النشابة بعنوان توثيق الحكاية الشعبيّة بالصوت والصورة، أكد فيها أموراً عدة، منها: أن الحكاية ليس لها أي مؤلف معروف فهي تنسب إلى الشعب، وذلك لعدم معرفة مؤلفها، تسمية الحكاية قد يختلف من بلد إلى بلد آخر، ومن مدينة ومدينة أو قرية إلى أخرى، تمتاز أحداث الحكاية الشعبية بأنها في الأغلب تكون خيالية، البطل والبطلة يمتازان بالكرم والشهامة والوفاء، وأخيراً، تكون نهاية الحكاية نهاية سعيدة، ويكون النصر في النهاية للبطل. وتطرقت الجلسة الثانية، التي ترأسها الدكتور عوض صالح إلى واقع الأرشفة الإلكترونيّة في دول مجلس التعاون الخليجي واستعرضت ورقة عمل الدكتور فيصل عادل الوزان من الكويت الجهود الخليجية الحكومية والفردية في مشاريع القواعد البيانية وفهرسة ورقمنة مصادر التراث العربي والدراسات الحديثة، حيث توجد أعداد متنامية من مشاريع الأرشفة والرقمنة والفهرسة الإلكترونية وبناء القواعد البيانية على شبكة الإنترنت، تقودها وترعاها مؤسسات الدول المتقدمة سواء أكانت حكومية أو علمية أو أهلية غير ربحية أو تجارية علمية أو على مستوى الباحثين الأفراد من ذوي التمويل الذاتي، وهذه المشاريع تسهم إسهاماً بالغاً في التقدم العلمي في المجالات الإنسانية والعلوم الاجتماعية والعلوم البحتة والتطبيقية، وطرحت الورقة من منطلق رغبة هذا المؤتمر بالاهتمام والعناية بتسخير التكنولوجيا، لخدمة البحث العلمي وحفظ التراث والإنتاج العلمي وتطويره ومواكبة العصر والتخلص من الطرق القديمة في البحث، فقد ثبت بالتجربة قصور الأسلوب القديم في البحث عن المصادر والمراجع المتعلقة بموضوع البحث العلمي وعدم صلاحيته لوقتنا هذا، حيث الإنترنت وقواعد المعلومات ومحركات البحث التي مكنت الباحثين من الوصول إلى ما يريدوه من معلومات ومواد علمية بأسرع ما يمكن وبنتائج غزيرة، ومن المستحسن لأي باحثة أو باحث ألا يكون أميّاً في هذا الشأن، ويسعى إلى تطوير مهاراته البحثية الإلكترونية، لأنه من غير المقبول حالياً أن يكتب الباحثون والباحثات أبحاثاً دون الرجوع إلى قواعد البيانات والحصول على الدراسات السابقة، وفي واقع الأمر، تقوم جميع المؤسسات العلمية في العالم المتقدم بتثقيف وتعليم طلابها كيفية التعامل مع المنابع الإلكترونية. فيما تناولت ورقة عمل الدكتورة فاطمة حسن الصايغ تجارب إماراتيّة في استدامة التراث غير المادي إلكترونياً، قالت فيها تعد الأرشفة الإلكترونية اليوم وسيلة مهمة من وسائل حفظ واستدامة المادة التاريخية وصونها من التلف والضياع، وفي حالة دولة الإمارات، فإن المادة التاريخية هي أصلاً ضئيلة، ولهذا يتعاظم دور الأرشفة وخاصة بصورته الإلكترونية، للحفاظ على التراث سواء المادي أو المعنوي، ففيما يختص بالتراث المادي، فإن حفظ ما كتب عنه عن طريق الأرشفة العادية والإلكترونية هو أمر سهل وخاصة حين تكون المادة موجودة في هيئة كتاب ورقي أو وثيقة مكتوبة أو مخطوط، وتكون وسائل الأرشفة سهلة وإتاحتها للباحثين تعد أمراً هيناً ويسيراً، ولكن فيما يختص بالتراث المعنوي، فإن حفظ وأرشفة المادة لا يعد أمراً يسيراً، خاصة عندما يكون ذلك التراث غير مدون وقابل للتغير عبر المؤثرات الحياتية المجتمعية، ومما لا شك فيه أن سرعة تلك المتغيرات تضع جهود الأرشفة أمام تحد كبير، خاصة بعد التغير المادي والقيمي الكبير، الذي لحق بالمجتمع، وبعد رحيل عدد كبير من المعمرين الذين لهم دور في نقل التراث غير المادي للأجيال الجديدة، ولهذا جاءت الأرشفة، خاصة الإلكترونية منها، لتضع حلولاً عملية لحفظ التراث غير المادي وصونه من الاندثار. توظيف التقنيات اختتمت أعمال اليوم الثاني من المؤتمر بجلسة حملت عنوان رؤيّة مستقبليّة لتوظيف التقنيات الحديثة في الحفاظ على التراث الخليجي غير المادي ترأسها سعيد حمدان الطنيجي، وتناول فيها خالد البدور ورقة عمل بعنوان قصص وحكايات: سرد لرحلة توثيق الموروث الموسيقي التقليدي في الإمارات، واستعرضت ورقته تجربته الشخصية في جمع وتوثيق الموروث الموسيقي في الإمارات، فمنذ نهاية الثمانينات قام بالجمع الميداني لجوانب متعددة من الموروث الموسيقي التقليدي في الإمارات، بما يتضمنه من شعر وأشكال الأداء، ومناسبات الأداء، والأدوات الموسيقيّة المستخدمة، كذلك قام بتوثيق سير لرواد وشعراء ومؤدين لهذا الموروث، والتعريف بما قدموه إضافة للتعريف بالفرق والجمعيات الشعبية التي أسهمت في تقديم وحفظ الموسيقى التقليديّة، كما تعرف الورقة إلى أدوات ووسائل الجمع كتدوين الملاحظات والتسجيلات الصوتية والتصوير بالفيديو، والعقبات التي تواجه الباحث في الجمع الميداني للموروث الموسيقي. أما الدكتور سليمان سالم الشهري فتحدث في هذه الجلسة عن التحول الرقمي للتراث (معايير وإجراءات)، قائلاً مع تزايد الطلب والدعوات إلى استنباط الموروث الفكري والثقافي والحضاري للأمم، وتوجه جهات ومراكز وهيئات عدة لتسهيل الوصول إلى هذا الموروث والتراث، ومن بين تلك الوسائل والأدوات التحويل الرقمي للحفاظ على تلك الأصول وتوفير البدائل المناسبة والحديثة لإتاحتها للمستفيد، من هذا المنطلق ظهرت معايير وإجراءات عديدة لعمليات التحويل الرقمي للتراث، وتأتي هذه الورقة كي تعرض بعضاً من تلك المعايير والممارسات للتحويل الرقمي للتراث العربي في بعض من مصادره، وتتناول تلك المعايير والممارسات في ضوء الواقع والمأمول.

مشاركة :