أبوظبي: إيمان سرور أكد سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية أن التعليم يتصدر اهتمام قيادتنا الرشيدة التي أولت هذا القطاع جُل رعايتها، ودشنت منظومة تعليم تواكب العصر، وتلبي احتياجات مجتمع المعرفة، واليوم نحن في دولة الإمارات العربية المتحدة نفخر بما سجلناه من منجزات رائدة في هذا القطاع الحيوي، وعندما نستشرف مستقبل التعليم، علينا أن نضع نُصب أعيننا توجيهات قيادتنا الرشيدة بشأن تصدُر المراكز الأولى من مؤشرات التنافسية العالمية، وفي مقدمة هذه المؤشرات التعليم، الذي يعتبر البوابة الذهبية للأمم المتقدمة. جاء ذلك خلال الكلمة الافتتاحية التي وجهها سموه أمس لفعاليات المؤتمر الدولي الثاني الذي تنظمه جائزة خليفة التربوية تحت عنوان استشراف مستقبل التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك بفندق دوست ثاني في أبوظبي، وألقاها نيابة عن سموه حسين بن ابراهيم الحمادي - وزير التربية والتعليم عضو مجلس أمناء جائزة خليفة التربوية، بحضور كل من الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة، والشيخة لبنى القاسمي وزير دولة للتسامح، والدكتور علي راشد النعيمي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم الرئيس الأعلى لجامعة الإمارات، والدكتور خالد الكركي رئيس مجمع اللغة العربية بالمملكة الأردنية الهاشمية، وأمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية وعدد من أعضاء مجلس أمناء الجائزة والقيادات التربوية والأكاديمية من داخل الدولة وخارجها. قال سمو الشيخ منصور بن زايد: يسعدني اليوم، افتتاح المؤتمر الدولي الثاني لجائزة خليفة التربوية، والذي تنظمه هذا العام، تحت شعار استشراف مستقبل التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة، مثمناً اختيار الجائزة لهذا المحور الذي يتصدر أجندة أولويات قيادتنا الرشيدة، متمثلة في صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات. وأكد سموه أن التعليم الذي تنشده قيادتنا الرشيدة هو ذلك النموذج الذي يؤمن بالتسامح واحترام الآخر، والاعتزاز بإرثنا الحضاري، والإيمان بكفاءة كوادرنا الوطنية في تحقيق المستحيل، تعليم يوّسع المدارك ويُعلي من القيم، ويفتح آفاق المستقبل أمام الأجيال الواعدة داخل الدولة وخارجها، فعطاء الإمارات ورسالتها في الوصول بتعليم متميز للجميع لا يقف عند حدود الجغرافيا، وإنما تمتد مظلته لتشمل بناء الإنسان في مختلف ربوع العالم، فهذا نهج الإمارات وريادتها في تحقيق كل خير للبشرية كافة دون نظر لجنس أو لون أو عقيدة. وفي ختام كلمته جدد سموه الترحيب بالخبراء والحضور المشاركين في المؤتمر في دولة الإمارات العربية المتحدة متمنياً لأعمال المؤتمر كل النجاح والتوفيق، متطلعاً إلى ما سيصدر عنه من مناقشات وتوصيات علمية تثري مسيرة التطوير التي يشهدها التعليم في الدولة، وتقدم رافداً جديداً لتطوير هذه المسيرة والارتقاء بها. تطوير المنظومة وكان حسين الحمادي، قد زار الأجنحة المشاركة في المعرض المقام على هامش المؤتمر والتي تعرض من خلالها عدد من المؤسسات والجوائز المتخصصة لمعايير التميز وهي: جائزة خليفة التربوية، وجائزة حمدان بن راشد للأداء التعليمي المتميز، وجائزة الشارقة للتميز التربوي، ومؤسسة فاطمة بنت هزاع الثقافية، وجائزة زايد لطاقة المستقبل، وجوائز الشيخة فاطمة بنت مبارك التابعة لمؤسسة التنمية الأسرية، ومركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ورواق عوشة بنت حسين الثقافي. نيابة عن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان كرم الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان المتحدثين من الخبراء المشاركين في جلسات المؤتمر وتبادل معهم الآراء بشأن تعزيز تطوير منظومة التعليم في الدولة والوطن العربي وفقاً لأرقى المعايير التي تأخذ بها النظم التعليمية المرموقة في عدد من دول العالم، وكرم أيضا ممثلي الجهات المشاركة في المؤتمر. وأكد المهندس حسين بن إبراهيم الحمادي أن المؤتمر يعد حجر زاوية لدفع وإثراء العملية التعليمية في دولة الإمارات بالخبرات والآراء والنقاشات المثمرة التي تضمن تحقيق الأهداف المرجوة، مؤكداً أن الدولة منذ نشأتها وضعت تطوير التعليم في مقدمة اولوياتها، وحظي التعليم باهتمام كبير من القيادة الرشيدة، وهو ما أسهم في تحقيق مكاسب حقيقية طالت مختلف مفاصل التعليم. وذكر وزير التربية والتعليم أن استشراف مستقبل التعليم أصبح الشغل الشاغل للقيادة الرشيدة، وهو ما تجسد في الأبعاد الاستراتيجية الجديدة لميثاق التعليم الوطني، والذي يعد إطاراً شمولياً متكاملاً يتضمن موجهات عدة تبعته خطوات فعلية على أرض الواقع لإحداث نقلة نوعية في قطاع التعليم بتوجيهات سديدة من القيادة الحكيمة. من جانبها أوضحت أمل العفيفي الأمين العام لجائزة خليفة التربوية أن المؤتمر الدولي يمثل جهداً علمياً أكاديمياً لجائزة خليفة التربوية، ودورها في النهوض بالتعليم في الميدان التربوي بشقيه الجامعي وما قبل الجامعي، كما يترجم هذا المؤتمر توجيهات قيادتنا الرشيدة بشأن إطلاق استراتيجية استشراف مستقبل دولة الإمارات. وتضمن المؤتمر في يومه الأول عدداً من الجلسات العلمية منها، اعادة هيكلة مؤسسات التعليم، رقابة جودة التعليم، الاعتماد الأكاديمي ورخص التعليم، إعادة هيكلة الحلقة الثالثة وانعكاساتها على متطلبات التعليم العالي في دولة الإمارات العربية المتحدة، واختتمت فعاليات اليوم الأول للمؤتمر بجلسة علمية عن تطوير المناهج التعليمية وربط مخرجات التعليم العام بمتطلبات التعليم العالي، فيما يواصل المؤتمر فعالياته اليوم الثلاثاء بمناقشة عدد من المحاور العلمية منها محور بعنوان التعليم والسعادة، دور مؤسسات التعليم العالي في تحقيق ممكنات السعادة، العلاقة بين السعادة والتحصيل الأكاديمي ومحور التنمية المهنية للهيئات الأكاديمية ( ممارسات وطموحات). وقالت الدكتورة كريمة المزروعي المدير التنفيذي لقطاع التعليم المدرسي بالإنابة مستشار المدير العام لمجلس ابوظبي للتعليم في ورقتها العلمية بعنوان عملية إصلاح المدارس الحلقة الثالثة استثمار مبني على المعرفة والتي قدمتها إلى جلسة اعمال المؤتمر الثالثة التي ترأسها عبدالله عبدالكريم الريسي رئيس قسم الإعلام بالمجلس والتي ناقشت محور اعادة هيكلة الحلقة الثالثة وانعكاساتها على متطلبات التعليم العالي. مناقشة الثغرات وأوضح الدكتور عارف الحمادي مدير ونائب الرئيس التنفيذي بجامعة خليفة في ورقته العلمية بعنوان إصلاح الحلقة الثالثة وآثارها على متطلبات القبول في مؤسسات التعليم العالي، متطلبات القبول لمؤسسات التعليم العالي ومقارنتها بمخرجات التعليم المدرسي حسب متطلبات وزارة التربية للتخرج في المدارس، مشيراً إلى أنه يتم مناقشة الثغرات الموجودة في مادة الرياضيات، وتقديم تحليل لنتائج الاختبارات في مادة الرياضيات في الجامعات الإماراتية، لافتاً إلى مناقشة الأساتذة للإصلاحات التي تقوم بها حالياً وزارة التربية ومجلس أبوظبي للتعليم على الحلقة الثالثة في المدارس للوصول إلى سد الثغرات الموجودة. واستعرض الدكتور حمد اليحيائي مدير إدارة مناهج الصفوف العليا بوزارة التربية والتعليم في ورقته الموسومة ملامح تطوير المناهج في المرحلة الثانوية مرتكزات تطوير المناهج الدراسية ومسارات التعلم في المرحلة الثانوية من الصف العاشر إلى الصف الثاني عشر. وتحدث البروفيسور بدر أبو العلا عن مفوضية الاعتماد الأكاديمي في ورقته العلمية. الإمارات في الطليعة أكد حسين بن إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم في ورقته المقدمة للجلسة الأولى، محور إعادة هيكلة مؤسسات التعليم، أن دولة الإمارات تتطلع لأن تكون دائماً في الطليعة وموقع الصدارة، وهو ما يحتم علينا صناعة المستقبل وليس انتظاره، ومن ثم العمل على تحقيق الأفكار المثمرة التي تسرع من جهود الدولة نحو الوصول إلى العالمية في كافة المجالات. واستعرض الحمادي، مسألة إعادة هيكلة وحوكمة مؤسسات التعليم في الدولة والتي تم الإعلان عنها مؤخراً، وبموجبها تم دمج التعليم العالي والتعليم العام تحت مظلة واحدة هي وزارة التربية والتعليم، مشيراً إلى أن الدمج يمثل تحولاً عميقاً في أطر الحوكمة وفي العلاقات الداخلية والخارجية.
مشاركة :