الشارقة: ميرفت الخطيب تحت رعاية حرم صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة، افتتح الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس مركز الشارقة الإعلامي، صباح أمس فعاليات منتدى مرامي للإعلام الوطني في دورته الرابعة، والتي ينظمها المكتب الثقافي والإعلامي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة تحت شعار الإعلام حين يكون واجهة وطن، حيث يستمر على مدى يومي 17 و 18 الشهر الجاري، في الجامعة القاسمية بالشارقة. حضر المنتدى خولة الملا رئيسة المجلس الاستشاري في الشارقة، والعميد سيف الزري قائد عام شرطة الشارقة، والدكتور رشاد سالم مدير الجامعة القاسمية، وصالحة غابش المستشار الإعلامي والثقافي في المجلس الأعلى لشؤون الأسرة مديرة تحرير مجلة مرامي، وحشد من الإعلاميين والمسؤولين، حيث أقيم على هامش المنتدى معرض لطلاب كليات الإعلام والاتصال. أكد الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي النهضة الإعلامية الكبيرة التي تشهدها إمارة الشارقة في ظل متابعة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، معبراً عن فخره بالحراك الإعلامي المتنامي الذي تعكسه المؤسسات والمبادرات التي تم إطلاقها خلال السنوات القليلة الماضية، لتؤكد الريادة الإعلامية لإماراتنا الحبيبة محلياً وإقليمياً ودولياً. وقال: قبل يومين أسدلنا الستار في إمارة الشارقة على انعقاد الدورة الأولى من المهرجان الدولي للتصوير، الذي تناولنا خلاله حيثيات الصورة بكافة أشكالها وأغراضها، بما فيها الصورة الإبداعية والصحفية التي تشكل ضرورة ومرتكزاً هاماً في العملية الإعلامية، كونها تفوقت على الكلمة وأصبحت أكثر تداولاً من الخبر نفسه. واليوم تجمعنا الأهداف المشتركة في منتدى مرامي للإعلام الوطني لمناقشة قضايا الإعلام والاتصال، ليكمل بأهدافه خطى الإمارة نحو الارتقاء بالمنظومة الإعلامية الوطنية، وفق نهج دولة الإمارات الثقافي والفكري، مما يدعم فكر التطوير والارتقاء بجودة العمل الإعلامي. ورأى أن ما تشهده إمارة الشارقة من العديد من البرامج والفعاليات التطويرية التي تستهدف العملية الإعلامية بشكل عام، يواكب القفزات النوعية التي حققتها دولة الإمارات العربية المتحدة في منظومتها الإعلامية، وتستند في رؤاها إلى تطورات الإمارة التنموية بكافة قطاعاتها التي تمكنت من تحقيق العديد من الإنجازات المنفردة محلياً وإقليمياً، ورسخت حضورها البارز على الخريطة العالمية. وذكر الشيخ سلطان بن أحمد أن ما يحظى به القطاع الإعلامي في إمارة الشارقة نتيجة للدعم اللامحدود من قبل صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، ما انعكس على إيجاد تجربة إعلامية رائدة، اتسمت بخطواتها المتزنة وأهدافها المدروسة، وتبلورت في إيجاد مناخ إعلامي متميز ضمن بيئة إعلامية مثالية. وتناول أيضاً المبادرات التي أطلقت في الشارقة واصفاً إياها بالتطويرية انطلاقاً من حرص إمارة الشارقة على إيلاء الشأن الإعلامي الأهمية البالغة، كونه يشكل محوراً هاماً للتطوير ورديفاً للنمو ومرتكزاً من مرتكزات البناء، منوهاً بمدينة الشارقة للإعلام هيئة منطقة حرة التي تم إطلاقها مؤخراً للارتقاء بالعمل الإعلامي، ودعم مؤسساته. وتعزيزاً للتواصل مع جميع شرائح المجتمع تم في إمارة الشارقة إطلاق عددٍ من وسائل الإعلام الجديدة، بما فيها القنوات التلفزيونية التي تنبع من المخزون الثقافي والتراثي لجميع مناطق ومدن إمارة الشارقة، وكذلك أطلقنا الموقع الإخباري الشارقة 24 لإيصال رسالة الإمارة الوطنية إلى العالم. بدوره قال الإعلامي أحمد بو سمنوه، في ورقته إنه لم يعد خافياً على أحد الأحداث التي تمر على المنطقة العربية، وفي المقابل لم يعد هناك مجال للشك في أن دولتنا التي تنطلق إلى آفاق جديدة من العمل هي غير بعيدة عن هذه التحديات التي تمر بها المنطقة العربية. وكل ذلك يترك أثراً على حياتنا وواقعنا وتوجهاتنا وقراراتنا السياسية، وصولاً إلى سلوكنا الإعلامي وردود أفعالنا. مؤكداً تردي حال الإعلام العربي والخليجي والمحلي، خاصة ما نشهده في المنتديات الإعلامية المتخصصة، ولتدارك هذا الأمر تتمثل في دعم المنهج العقلاني والمنطقي للتحول الديمقراطي في بلادنا العربية، من خلال دعم التوجهات الفكرية الواعية والصادقة لزرع قيم الحوار والتفاعل ووفق أطر ترقى بالمجتمع ولا تنزلق به إلى القاع، مثنياً على تجربة برلمان الطفل العربي، والتي أطلقها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، مشبهاً إياه بالنموذج القومي البارز للأجيال. وفي ورقة عملها والتي عنونتها ب الإعلامي الإماراتي، مبادرات وإبداع قدمت الإعلامية مذيع أول في قناة الإمارات في أبوظبي صفية الشحي بكلمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي عندما قال: نريد لإعلامنا دائماً أن يكون في المقدمة مواكباً للنهضة الشاملة لدولتنا ، نريد الإعلام دائماً معولاً للبناء ونبراساً يهدي الناس إلى الخير والنماء، ونرجو أن يكون عوناً لهم للوصول لمستقبل أفضل لهم ولأبنائهم والأجيال القادمة. وأضافت قائلة: إن هذه الرؤى لن تتحقق دون وجود الروح التي تجعل من شخص ما إعلامياً حقيقياً، لا مجرد آلة تسجيل أو شاشة عرض تتلقى دون أن تجيد التفاعل والإنتاج، بل وإعادة التدوير للمعارف المختلفة التي يمكن تقديمها كمادة تحقق مستويات مختلفة من التوجيه والترفيه وقيادة الرأي في اتجاهات معينة. وتحت بند الإعلامي الإماراتي والمسؤولية الاجتماعية قالت الشحي: مما لا شك فيه أن الإعلام الإماراتي حمل على عاتقه ومنذ البداية تقديم مضامين إعلامية هادفة لبناء وتشكيل وعي الشارع الإماراتي، بما يناسب كل مرحلة من مراحل التطور التي خاضها المجتمع البناء والتمكين والابتكار، ولذلك يمكن وصفه بالإعلام المسؤول الذي يسعى إلى تعزيز ترابط المجتمع وتلبية احتياجاته وفق مسؤولية أخلاقية تساهم في حفظ أمن وأمان هذا الوطن، خاصة في الأثناء التي تعيش فيه المنطقة حالة غير مسبوقة من الهجمات الرامية إلى التشويش والتضليل. على ضوء ذلك يمكننا أن نحدد ملامح المسؤولية الاجتماعية للإعلام في دولة الإمارات في ظل النظام الإعلامي الجديد والذي هو جزء منه وتنوعه بما يلي: رفع المستوى الثقافي للجمهور والمحافظة على النسيج الاجتماعي ومراقبة البيئة في تلبية الاحتياجات وتنوع المعلومات بما يخدم المجتمع. وإيجاد التوازن الفعلي بين أجزاء المجتمع من خلال ردود أفعاله والمضامين الإعلامية التي تسهم في تطوير وتعزيز الرأي العام الإماراتي. والمحافظة على الموروث الحضاري والاجتماعي والسعي لنقله للأجيال. وإبراز الهوية الوطنية في شكلها الصحيح. ومن المشاركين في المنتدى صالح البحار، وهو محرر ومراسل في مؤسسة أبوظبي للإعلام، أصيب خلال تغطيته لجهود عمليات التحالف العربي في اليمن وحملت ورقته عنوان إعلاميون في الخارج، سفراء متنقلون أشار فيها إلى أن الإعلام اليوم يعتبر من أخطر الوسائل في التأثير بالأفراد سلوكاً وفكراً، خصوصاً بعد أن تطورت وسائله المطبوعة والمسموعة والمقروءة، ومع ظهور الإعلام الجديد، وعلى وجه الخصوص وسائل التواصل الاجتماعي أصبح الإعلام جماهيرياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى يوجه إلى ملايين البشر في جزء بسيط من الزمان وفي وقت واحد، الأمر الذي جعل العاملين في الحقل الإعلامي وخصوصاً من يطلون علينا عبر الشاشة الفضية يعيشون تحت المجهر الذي يحصي عليهم كل شاردة وواردة، فكل حركة أو فعل أو كلمة لها ألف ألف تفسير كلٌ حسب أهوائه، ومن هذا المنطلق تتصاعد وتيرة التحديات التي يواجهها الإعلامي بشكل يومي خصوصاً أنه يعد واجهة للدولة ويمثل خط نهجها وسياستها الإعلامية، لذلك يجب على الإعلامي أن يكون ذا وعي إعلامي تام. وتناول في ورقته الوعي الإعلامي في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرقمي المفتوح. وفي ختام المنتدى بيومه الأول قدم حمد الشامسي مدرب ومتحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي ولديه الكثير من المتابعين من الشباب، تحدث عن تجربته والتي حملت عنوان مسؤولية الشاب الإماراتي في قنوات التواصل الاجتماعي. وتستمر فعاليات اليوم الثاني متضمنة جلستين لطلاب كليات الإعلام والاتصال بجامعات الدولة، وفيها يتحدثون عن مستقبل الإعلام الإماراتي عبر رؤيتهم الشبابية. صالحة عابش: الاختلاف طبيعة تعزز الوجود البشري قالت صالحة غابش: حين نعيد قراءة ما طرحه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، خلال لقائه الرمضاني مع الإعلاميين، والذي نظمته مؤسسة الشارقة للإعلام في شهر رمضان الماضي، نقف عند ذلك المعنى المترامي لمفهوم الإعلام الذي يخرج عن إطار التسميات والتعريفات المتداولة إلى معنى تنموي شامل، يتضمن تنشئة المجتمعات أفراداً وفئات على قيم الحياة التي تحقق في حاضرهم معيشة كريمة على وجه الأرض، وتؤسس للمستقبل حياة أفضل، قوامها المعرفة والعلوم ومد جسور التعارف بين الشعوب، وتقبل الآخر، واعتبار الاختلاف طبيعة تعزز الوجود البشري المتوازن. فالإعلام مدرسة كما قال سموه، فصولها تاريخ وجغرافيا ولغة وعلوم، ومعارف، وامتداد ثقافي وإنساني إلى العالم وتصالح مع الذات المجتمعية بكل مقوماتها الخاصة التي تشكل هويتها، وأهم هذه الفصول قيم تسمو غاية وجودنا على الأرض، وهي التعمير لا التدمير، تتوج تلك المعارف المختلفة كي ينشغل الإنسان - عندما يستوعبهاـ ببناء ذاته ومجتمعه وعالمه الإنساني. وأضافت، إن الإعلامي إذاً هو المعلم في مدرسة كهذه، وكما جاء في افتتاحية مجلة مرامي بقلم رئيسة التحرير سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي معلقة على كلمة سموه، حيث قالت: ومن هنا تأتي أهمية رسالة صاحب السمو حاكم الشارقة للإعلاميين، فحين يدعوهم لأن يكونوا مربين معلمين فإنه يرفع قدرهم ويضعهم موضع قيادة الوعي المجتمعي، مؤكداً تأثيرهم المهم في بناء مستقبل المجتمع.
مشاركة :