مقتل آخر رجل مسلم في مدينة مبايكي الواقعة غرب عاصمة جمهورية إفريقيا الوسطى، خبر تناقلته بعض وكالات الأنباء العالمية منتصف الأسبوع الماضي؛ مؤكداً على حجم المأساة التي يعيشها المسلمون في أفريقيا الوسطى؛ لكن ذاك النبأ مَـرّ على الكثير من صُـنّـاع القرار والفكر في عالمنا الإسلامي مرور الكرام! طائفة كبيرة من المسلمين في مختلف أصقاع الأرض تعاني الاضطهاد والقتل وهَـتك الأعراض والتهجير والمرض والفقر والجهل؛ لكن صورتهم غائبة عن المشهد وأصواتهم مخنوقة لا يستمع إليها معظم قادة السياسة والفكر في عالمهم الإسلامي!! لأن أغلبهم سُـرِقَـت أوقاته وجهوده لصالح التّـحيّـز للأحزاب ورفع ألويتها، وكذا الانتماء للتيارات الفكرية، والدفاع عنها هنا وهناك!! أولئك كان الدِّيْـن عندهم مجرد مطية وطاقية إخفاء لتحقيق مكاسب حزبية وسياسية أو مصالح شخصية! فنعم، لكلِّ قرار أو صوت يحارب التحزبات والمذهبية البغيضة، ويؤكد على أن المرجعية التي توحد المسلمين هي كتاب الله تعالى وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم؛ فتلك المرجعية هي المظلة التي تُـقَـرِّب بين المسلمين وتجمع شتاتهم وتكفل وحدتهم. فالإخلاص للإسلام (فقط) وليس للحزب أو المنهج الفكري، واستثمار ما يكتنزه العالم الإسلامي من خيرات وطاقات وقدرات، والإفادة من روح العصر وتقنياته هو طوق النجاة لأهل الإسلام في عالم جديد يـتشَـكــلّ ويَـتَـكَـتّــل بصور شتى وحول محاور مختلفة! واقع المسلمين اليوم وحجم التحديات الكبرى التي تواجههم تنادي بِـتضامن فِـعْـلِـي يطبق على أرض الميدان، ينبذ بواعث الفرقة أياً كانت، وينسج من المشتركات روابط وحدة؛ فالاكتفاء بتبرير الفشل بما يرسمه الأعداء من مؤامرات، قد ركله الـزمن وتجاوزه! لقد حان الوقت لتضامن إسلامي يتقيد بالثوابت ويدرك ويأخذ بالمتغيرات، وفق خطط ومشروعات مدروسة تحول الحُـلم إلى حقيقة، وهذا ما نطق به ميثاق التضامن الإسلامي الصادر عن مؤتمر رابطة العالم الإسلامي الذي اختتم قبل أيام في مكة المكرمة. ويوم الخميس الماضي التقيت الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي معالي الدكتور عبدالمحسن التركي فأكد لي في حديث مباشر بأنّ هناك لجاناً شُكّلت لمتابعة تنفيذ (الميثاق) الذي أراه مشروع حَـيَـاة، فهل تموت الحِـزْبِـيّـة ويتحول تضامن المسلمين ووحدتهم إلى حقيقة؟! aaljamili@yahoo.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain
مشاركة :