تمثل رواية محاكمة تنكرية، للكاتب حسن هند رافداً من روافد الإبداع العربي الكاشف، الذي يظهر ما يعتور المجتمع من فساد ينخر في عظامه، فيؤدي به إلى هاوية.. الدكتور عبد المنعم الشخصية الرئيسية في النص يُنتدب للعمل في إحدى الوزارات خارج الجامعة، لكنه لا يألو جهداً في كشف فساد تلك الوزارة السيادية لصالح أحد رجال الأعمال الذي لا يريد أن يبلع الوزارة فحسب، بل يريد أن يبلع اقتصاد مصر بأسرها. يعرج النص على العلاقة بين الشرق والغرب، الغرب الغازي الذي استبدل الاستعمار الملموس للشرق بالاستعمار الخفي المتمثل في الشركات متعددة الجنسيات التي تفرض على البلد - الذي يحتاج إلى الاستثمار وبالتالي العملة الصعبة - طريقة الاستثمار المريحة والمربحة والمجحفة للبلد بما يؤدي إلى نزوح الأموال من البلاد العربية، ومن ثم تكديسها في أيدي مجموعة عائلات تحكم العالم فيما يسمى احتكار القلة، ف ستيفانيا هي الغرب الغازي، بسيرة حياتها وعلاقتها برجل الأعمال رشاد تمثل معبراً مهماً في النص، حيث يتعرف عليها في أوروبا ثم ما يلبث أن يحضرها للعمل معه في مصر كي تكون جسرا لعلاقة ثنائية تمثل مشاركة الإنتاج بين عائلات تتحكم في رأس المال في الخارج ووكلائهم في الداخل.
مشاركة :