شركات نفط كبرى تلجأ للطائرات دون طيار لخفض النفقات

  • 10/18/2016
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

تعمل شركات النفط الكبرى مثل شتات أويل، وشل، وشيفرون على تجربة تكنولوجيات مختلفة من الطائرات دون طيار وتحسين إدارة البيانات، وذلك من أجل خفض التكاليف واجتياز فترة التراجع الحاد في سوق النفط. يأتي ذلك بعد أن انخفضت أسعار النفط الخام منذ منتصف عام 2014، بأكثر من النصف، الأمر الذي اضطر الشركات لخفض التكاليف بمليارات الدولارات. ولأن الشركات عازمة على عدم المساس بتوزيعاتها النقدية والحفاظ على البنية التحتية التي ستسمح لها مستقبلا بالمنافسة والنمو إذا ما استردت السوق عافيتها، فقد أصبحت تتطلع بشكل متزايد لاستخدام التكنولوجيات والتصميمات المتقدمة من أجل تحقيق الوفورات، حسبما نقلت "رويترز". وقالت شركة توتال الفرنسية العملاقة للنفط والغاز، إنها تستخدم الآن طائرات دون طيار لتنفيذ عمليات تفقد تفصيلية لبعض حقولها النفطية في أعقاب تجربة أجريت على منصاتها البحرية "إلجن /فرانكلين" في بحر الشمال. فيما أوضحت شركة سايبرهوك للطائرات دون طيار التي أدارت التجربة، أن هذا النوع من الأعمال كان مهندسون ينفذونه من قبل وهم مربوطون بحبال على ارتفاعات عالية. وأضافت أن هذه العملية كانت تتطلب سبع رحلات منفصلة مدة كل منها أسبوعان بفريق مؤلف من 12 فردا يتم نقله جوا وتهيئة الموقع لإقامته فيه. أما الطائرات بلا طيار فتنجز هذا العمل في يومين بعشر التكلفة تقريبا وفقا لتقدير مالكوم كونولي مؤسس الشركة البريطانية الذي قال إن الشركة نفذت أعمالا أيضا مع شركات إكسون موبيل وشل وكونوكو فيليبس وبي.بي. وامتنعت توتال عن التعليق على طول المدة التي كان المهندسون يستغرقونها في إنجاز الأعمال المطلوبة أو تحديد حجم ما تحقق من وفر. ويمثل حقل يوهان سفيردروب العملاق التابع لشركة شتات أويل، وهو أكبر حقل نفطي يكتشف في بحر الشمال منذ نحو 30 عاما، مثالا بارزا على خفض التكاليف في عصر النفط الرخيص. ومن المقرر أن يبدأ إنتاج هذا الحقل عام 2019. وخفضت الشركة النرويجية تكاليف تطوير المرحلة الأولى من المشروع بمقدار الخمس مقارنة بالتقديرات الموضوعة في أوائل عام 2015 لتصل إلى 99 مليار كرونة (12.2 مليار دولار). وقالت مارجريت أوفروم رئيسة قطاع التكنولوجيا في شتات أويل، إن هذا الوفر تحقق إلى حد كبير من خلال التركيز على أكفأ التكنولوجيات والتصميمات من البداية. ويقول مديرون تنفيذيون إن الاهتمام المتزايد بالتكنولوجيات الموجودة منذ فترة يبين مدى الإهدار الذي كانت الصناعة العالمية تعانيه في السنوات التي سبقت انخفاض الأسعار. وعندما كانت أسعار النفط الخام أعلى من 100 دولار للبرميل وتحقق أرباحا وفيرة لم يكن لدى الشركات حافز يذكر للعمل على تطوير الحقول بدرجة أعلى من كفاءة الأداء. وعلى سبيل المثال، قالت "شتات أويل" إن مجرد إيجاد مسار أفضل لخط أنابيب النفط الذي سينقل الخام من حقل سفيردروب إلى مصفاة التكرير على الشاطيء خفض التكاليف بمقدار مليار كرونة. أساليب جديدة كما طورت شتات أويل طريقة للحفر تستخدم كدليل في حفر الآبار الثماني الأولى في الحقل، وقالت إنها قللت وقت الحفر الإجمالي بأكثر من 50 يوما الأمر الذي وفر نحو 150 مليون كرونة عن كل بئر إنتاجية مقارنة بالتكاليف القائمة على أساليب الحفر لعام 2013. وقالت أوفروم "أكبر عامل (في تحقيق الوفر) وبفارق كبير كان هو التبسيط، أي التفكير بقدر أكبر من البساطة والبدء بالأساسيات ثم الإضافة إليها بدلا من البدايات الكبيرة جدا". ولم تستطع الشركة تحديد رقم لما تحقق على المستوى العام من وفورات بفعل استخدام التكنولوجيا والتصميمات المحسنة. لكنها قالت إن المشاريع التي من المقرر أن تبدأ الإنتاج بحلول عام 2022 ستتمكن من تحقيق ربح إذا كان سعر النفط 41 دولارا للبرميل انخفاضا من 70 دولارا للبرميل في عام 2013 وذلك بفعل عوامل من بينها مثل هذه الابتكارات. في حين، طورت شركة شل نوعا جديدا من الأنابيب لنقل النفط والغاز من حقل ستونز في المياه العميقة في خليج المكسيك لمعالجته. وينثني هذا النوع من أنابيب الصلب لامتصاص حركة مياه البحر والمنصات العائمة وتقول الشركة إن ذلك رفع مستوى الإنتاج في الأعماق الكبيرة. ولم تستطع الشركة أن تحدد مدى الزيادة في الكفاءة التي تحققت من هذه الأنابيب، لكنها قالت إن الابتكارات الجديدة في حقل ستونز لعبت دورا بارزا في خفض التكاليف بمقدار 1.8 مليار دولار في شعبة المشاريع والتكنولوجيا العام الماضي أي ما يعادل الأرباح الأساسية لقطاع المنبع في عام 2015. وتستخدم "شيفرون" جهازا آليا لإنجاز عملية تنظيف أنابيب النفط من الداخل وتفقدها في حقل أرسكين في بحر الشمال بشكل أسرع، وأسهم هذا التحسن في زيادة معدل الإنتاج اليومي في الحقل إلى أعلى مستوياته في عامين. وطبقت شركة أميك فوستر ويلر للخدمات النفطية العاملة مع مجموعة بي.جي التي أصبحت جزءا من شركة شل، أسلوبا جديدا لإزالة الأعمدة من منصة قديمة وهو إجراء محفوف بالمخاطر في كثير من الأحيان لأن الأجزاء المتآكلة يمكن أن تنزلق وتنفصل عنها.

مشاركة :