لم تكن صورة وزير الصحة الدكتور توفيق الربيعة ويحيط به منسوبو الوزارة وهم حاسرو الرؤوس من الصور المألوفة في الثقافة الشعبية. ولذلك كانت مثار إعجاب المواطن السعودي لبساطتها وبعدها عن الروتين البصري المتكرر إعلاميا. ولكن هذه الصورة في العرف والثقافة المؤسسية تمثل إحدى ابجديات ورش العمل سواء أكانت لاستمطار الأفكار (العصف الذهني) او لحل المشكلات. واعتقد أنها صورة من النوع الثاني وربما من العيار الثقيل لحل المشكلات.أي نعم يشهد الجميع للدكتور الربيعة بالتميز والابداع في انجاز المهمات والتي لمسها المواطن في عمله السابق كوزير للتجارة. فالتسهيلات اصبحت سمة من سمات تلك الوزارة وقبلها كانت تسير ببطء شديد الى درجة ان المواطن البسيط تنازل عن حقه في تجارة التجزئة والخدمات لصالح تكتلات الاجانب والسبب يعود الى التعقيد في كل إجراء بالتضامن مع مؤسسات تعقيد اخرى تقف على هرمها امانات المدن. فماذا نتوقع من اجتماع رمي الغترة؟ اعتقد ان هناك اصحاب مطالب متعددة من وزير الصحة ووزارته. ولعلي ابدأ اولا أن اسأل الله له العون والتوفيق والسداد. فهي وزارة لم ولن تكون بالسهولة ولا يرضى أحد عن خدماتها المتدنية تدريجيا. وقد كانت لي تجارب عن قرب مع وزراء سابقين اجتهدوا كثيرا في مكان يخفي البريق. بل إن البريق الإعلامي وتاريخ التميز الذي كان مصاحبا للدكتور عبدالله الربيعة لم يشفعا له كثيرا. فقد واجه العديد من الازمات الاعلامية والمجتمعية بسبب صورة نمطية لوزارة الصحة ومنتجاتها. بل اكاد اجزم حتى وكلاء الوزارة ممن عمل بجد واخلاص وتفان خرج كالجريح من هذه الوزارة. فيما يبدو لي الوحيد الذي خرج من ميدان معركة الصحة منتصرا هو الدكتور غازي القصيبي يرحمه الله. والسبب يعود في اتخاذه للقرارات الصعبة والمبنية على التفكير خارج الصندوق. وهنا يجب ان نقف ونرمي الغترة مع الدكتور الربيعة وفريق العمل معه وأن نشارك بالرأي السديد او المقترحات المبنية على براهين او في الحد الادنى ان نصمت عن قليل في شبكات التواصل الاجتماعي حتى تظهر لنا نتائج الاعمال التي يقوم بها الوزير وفريق العمل معه. ولعل اولوياتنا بسيطة ولم تعد تصل الى طموح البحث عن علاج في الخارج لقريب او عزيز. ومن ابرز طموحاتنا: ألا يدفع المواطن الى بوابة اليأس في الحصول على علاج او قبول في مستشفى فيتجه لبوابات الشعوذة والطب الرديء. ان يعطى المواطن الاحساس بان ميزانية الدولة للخدمات الصحية تفوق مثيلاتها في العالم وله منها نصيب ابعد من الارقام ان يكون هناك مكاتب ذات وجه انساني يجيب الناس عن تساؤلاتهم ويخفف من معاناتهم. فمصاحب المريض مريض، وعند مراجعته بدلا عن المريض فيكون اكثر مرضا منه بسبب حقنات القهر الاداري التي يلقاها في تلك المؤسسات المفترض ان تقدم الصحة لا زرع المرض. ان ننجو من كابوس الاتجاه للمستشفيات الاهلية والتي باتت من شر البلية عندما يضطر المواطن ان يتجه لها عبر بوابات الطوارئ. عندها يستنزف في الليل ويستهزئ بما صرف له من علاج في النهار ومن ذات المستشفى. والامثلة كثيرة وتتكرر. سأقف عن رصد باقي الطموحات حتى لا اصدق انني دخلت في نفق الامل السريع، ولكن لا بد ان نقف جميعا امام ما تصرفه الدولة سنويا على قطاع الصحة ولا نلمسه على ارض الواقع. بل ان الامر وصل بنا الى الحلم بالتأمين الصحي حتى نتجه لمستشفيات القطاع الخاص لنحصل على وهم الصحة. فالسؤال هو ما الخطأ المتكرر والازلي في هذه الوزارة الى درجة ان ندعو لوزيرها اكثر مما نقدم له التهنئة؟ ربما ستظل غترة الوزير بعيدة عن الرأس فهو سيكون في ورش عمل يستحق منا العون بعد الدعاء وان يفتح نوافذ ستغلقها ورش عمل اخرى لرسم صورة وردية لن يسجلها التاريخ ما لم يسجلها المواطن مثلما فعل مع الدكتور القصيبي. فالعرب تقول: رأس الجهل معاداة الناس،، إذا ظهرت الريبة ساءت الظنون. وهي مقولات جديرة بان تكون لصحة افضل لورش العمل. Draltayash@yahoo.com
مشاركة :