حلب – الوكالات: قتل عشرات من المدنيين أمس جراء غارات كثيفة استهدفت الأحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب السورية. وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن أن «13 مدنيا على الأقل بينهم تسعة أطفال قتلوا صباح الإثنين جراء غارات لم تعرف إذا كانت سورية أم روسية على حي المرجة». وأشار إلى أن بين القتلى أما تبلغ من العمر 17 عاما ورضيعها، لافتا إلى وجود عشرات الجرحى والمفقودين تحت الأنقاض. وتأتي هذه الحصيلة غداة مقتل 33 شخصا الأحد، 17 منهم على الأقل جراء غارات روسية استهدفت مبنيين سكنيين في حي القاطرجي، بحسب المرصد. وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس إن القوات المسلحة الروسية والسورية ستوقفان هجماتها على مدينة حلب لمدة ثماني ساعات يوم الخميس ليتمكن المدنيون والمعارضون المسلحون من مغادرة المدينة. لكن موسكو استبعدت وقفا دائما لإطلاق النار وهي خطوة تطالب بها حكومات غربية وقالت إن هذا من شأنه أن يمنح المتشددين الإسلاميين في المدينة فرصة لإعادة تنظيم صفوفهم. وخلال مؤتمر صحفي بموسكو قال اللفتنانت جنرال سيرجي رودسكوي وهو مسؤول كبير بوزارة الدفاع إن مقاتلي المعارضة في مناطق من حلب يقتلون المدنيين بينما تغض الحكومات الغربية الطرف عن ذلك. وقال في ظل هذا الوضع فإن وقف إطلاق النار من جانب واحد لا معنى له لأن جبهة النصرة وجماعات متحالفة معها ستحصل على متنفس مرة أخرى وستعيد تنظيم صفوفها وتستعيد قدراتها العسكرية. وذكر أن روسيا تعمل مع قوى أخرى للتوصل إلى اتفاق سلام بشأن حلب لكن هذا سيستغرق وقتا لذا فقد قررت موسكو خلال هذا الوقت المبادرة بوقف القتال لأسباب إنسانية. وقال: يوم 20 أكتوبر من الساعة 0800 /0500 بتوقيت جرينتش/ وحتى الساعة 1600 ستنفذ هدنة إنسانية في منطقة حلب. خلال هذه الفترة ستوقف القوات الجوية الروسية والقوات الحكومية السورية الغارات الجوية وإطلاق النار من أسلحة أخرى. ورحبت الأمم المتحدة بالإعلان الروسي وقالت إنها هدنة ضرورية يحتاج إليها المدنيون السوريون إلا أنها ليست كافية لإدخال المساعدات الإنسانية. كذلك قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني: الإعلان الروسي هو «خطوة إيجابية» إلا أنها قد لا تكون كافية لإدخال المساعدات الإنسانية إلى المدينة المحاصرة. وصرحت للصحفيين في ختام اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ «يمكن أن تكون هذه بداية وهي بالتأكيد خطوة إيجابية»، وأضافت «التقييم الأخير من وكالات الإغاثة يشير إلى الحاجة إلى 12 ساعة، ولذلك يجب العمل على التوصل إلى أرضية مشتركة». واستبقت موغيريني الإثنين اجتماعا لوزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ بالتأكيد أن مسألة فرض عقوبات على روسيا لم تطرح في اجتماعات الاتحاد. وقالت «رأيت أن هذا ما تم تداوله بشكل واسع في وسائل الإعلام، وليس في اجتماعاتنا.لم تطرح أي من الدول الأعضاء المسألة». لكنها لم تستبعد مناقشة عقوبات جديدة تستهدف نظام الأسد، إضافة إلى العقوبات المفروضة حاليا. وقالت «ثمة مناقشات حول هذا الموضوع بالطبع، هذا من ضمن الاحتمالات المطروحة». وأشارت إلى أن الاتحاد الأوروبي يملك «أدوات كثيرة أخرى» غير العقوبات. وقال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت «سندرس كل الخيارات التي تسمح بالضغط بشكل أكبر بكثير على نظام بشار الأسد، وعلى حلفائه». وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا لوحت إثر محادثات استضافتها لندن الأحد بفرض عقوبات أهداف اقتصادية في روسيا وسوريا ردا على حصار حلب.
مشاركة :