أظهرت دراسة لمصنعي السيارات الأوروبية أن مبيعات السيارات في أوروبا قد تراجعت خلال النصف الأول من العام الجاري، وأن هذا التراجع قد شمل كل المصنعين الأوروبيين والآسيويين والأمركيين. وذلك باستثناء مبيعات مرسيديس ورينو. فكلاهما زادت نسبة مبيعاتها بأكثر من 3 في المائة. وإذا كانت مبيعات مرسيديس قد ارتفعت بفضل سيارتها الجديدة الصغيرة من فئة A، فإن الفضل في مبيعات رينو يعود بشكل أساسي إلى مبيعات سياراتها المصنعة في رومانيا داتشيا. فإن 60 في المائة من مبيعات رينو تعود إلى داتشيا. وذلك بفضل موديلاتها الجديدة من جهة، وأيضاً بفضل أسعارها الرخيصة من جهة أخرى. وتريد مجموعة رينو نيسان نقل تجربتها الرومانية إلى روسيا والهند. ويعتبر كارلوس غصن رئيس مجموعة رينو نيسان أن التراجع الذي شهدته مبيعات السيارات في هذين البلدين منذ بداية العام هو مؤقت، وأعرب عن تفاؤله بنمو سوق مبيعات السيارات الجديدة في البلدين الناشئين. علماً بأن المبيعات في روسيا تراجعت بمقدار 11 في المائة، وفي الهند بنسبة 6.7 في المائة. وسبب تفاؤل غصن ينبع من سوق السيارات الجديدة في البلدين، وإن كانت تختلف، إلا أنها قابلة للنمو. ففي روسيا هناك 300 سيارة لكل 1000 شخص. وفي الهند هناك فقط 15 سيارة لكل 1000 شخص. وعدد سكان الهند 1.2 مليار نسمة، بينما في فرنسا وألمانيا هناك 650 سيارة لكل ألف شخص، وفي إيطاليا وإسبانيا والبرتغال هناك 500 سيارة لكل ألف مواطن. وهذه المعطيات إضافة إلى تجربة رينو الرومانية تدفع برئيسها إلى التفاؤل بالسوقين الواعدتين وبإمكانية بيع مئات الآلاف من السيارات الجديدة في البلدين. فالسوق واعدة في كلا البلدين. وفي روسيا بيع العام الماضي قرابة مليوني سيارة، وفي الهند لم تتمكن شركة تاتا نانو من إرضاء الزبائن عبر طرحها بيع أرخص سيارة في العالم، فالسيارات هندية الصنع تواجه مشكلات تقنية، وموديلها لا يجذب الهنود. ووقعت مجموعة رينو نيسان اتفاقاً مع السلطات الروسية عبر شركة روستيك، يمكن رينو من وضع يدها على شركة لادا الروسية، وبموجب هذا الاتفاق فإن كارلوس غصن أصبح رئيساً لمجلس إدارة لادا. ويريد كارلوس غصن عبر هذا الاتفاق أن تستحوذ رينو نيسان ولادا على 40 في المائة من مبيعات السيارات الجديدة في روسيا العام 2016. بينما حصة الشركات الثلاث لا تزيد على 30 في المائة، وهذا يعني أن هدف رينو هو بيع 300 ألف سيارة جديدة في روسيا سنوياً. وهذا يعني أن أرباح رينو ونيسان من السوق الروسية قد تبلغ نحو مائتي مليون دولار. إذا ما اعتبرنا أن أرباح السيارات الجديدة بعد ثلاثة أعوام ستكون موازية للأرباح التي تؤمنها سيارات داتشيا للشركة الأم رينو، فكل سيارة داتشيا تباع في العالم تؤمن لرينو دخلاً صافيا بـ 1170 دولارا. وعلى غرار روسيا، يأمل رئيس رينو نيسان بيع مئات الآلاف من السيارات سنوياً في الهند بعد عامين. ولذلك فإن رينو نيسان ستطلق في 2015 سيارة جديدة في الهند. قادرة على جذب أوسع الفئات المتوسطة، وبسعر تنافسي ورخيص نسبياً لما ستكون عليه السيارة الجديدة، الذي سيبلغ نحو 400 ألف روبية 6500 دولار تقريباً. وستستجيب السيارة الجديدة لمتطلبات أصحاب الطبقة المتوسطة في الهند. والسيارة التي ستحيي ماركة داتسون اليابانية الشعبية التي كانت نيسان تسوق سياراتها بأسعار متهاودة في الهند. ويؤكد مارك ناصيف مدير عام رينو في الهند أن السيارة الجديدة ستكون بسعر رخيص. وعلى الرغم من سعرها المتواضع فإنها ستكون سيارة بكل ما للكلمة من معنى، فالهنود يريدون سيارة حقيقية وعصرية ومتينة وأنيقة، ولكن بسعر معقول. وهذا ما ستقدمه لهم رينو نيسان، ولكن دون الكثير من الزوائد. فاقتناء سيارة في الهند مدعاة للتفاخر، والسيارة هناك ليست سلعة استهلاكية عادية، إنها رمز للنجاح الاجتماعي، وتأمل رينو نيسان أن تساعد سيارة داتسون الجديدة، التي سترى النور في عام 2015 زيادة حصة الشركتين من 5 إلى 15 في المائة من مبيعات السيارات الجديدة في الهند.
مشاركة :