إذا توفرت الثقة في تعاملاتنا فهذا عامل مهم يساعد على الإنجاز ويعزز الإخلاص في العمل. أما إذا وجد من يستغل هذه الثقة - وهذا أمر وارد - ففي هذه الحالة نتذكر أهمية القانون. تلك مقدمة لهذا الموضوع الذي فرض نفسه على تفكيري وأنا أقرأ عن موضوع المسعفين الرجال في التجمعات النسائية. أعتقد أن ما يدور من نقاش حول هذا الموضوع هو جدل اخترعه بعضنا لغرض الجدل فقط لسبب بسيط واضح وهو أن حياة الإنسان حين تكون في خطر فإنه لا مجال لتضييع الوقت. المهم هو الإنقاذ ولا يهم من هو المنقذ. أما من يفكر في أمور أخرى فهذا عنده مشكلة في قضية الثقة. هناك بطبيعة الحال أمثلة كثيرة يمكن سردها تحت عنوان (الثقة)، ومن المناسب أن نذكر بعضها كمدخل للحديث عن الثقة بشكل عام. أتذكر الآن سائق العائلة، وسائق حافلة المعلمات الذي ينقلهن إلى مسافات بعيدة ونائية. الطبيب الذي نستسلم له ونثق بأخلاقه وقدراته، قائد الطائرة، مربية الأطفال، مسؤول الأمن، المعلم، المهندس، وغيرهم كثير. كيف يثق الإنسان بنفسه ويثق بالآخرين؟ الثقة تبدأ زراعتها منذ مرحلة الطفولة المبكرة، وهي من أهم القضايا التربوية التي تؤثر سلباً أو إيجاباً في بناء الشخصية. إذا قال الطفل إنه مريض ولا يستطيع الذهاب للمدرسة، فيجب أن نصدقه ونشعره أننا نثق به حتى يتعلم معنى الصدق ويكتسب الثقة بالنفس. في المدرسة فرصة؛ بل فرص لاكتساب الثقة.. يستطيع المعلم تكليف الطالب بمسؤوليات معينة تتطلب الثقة. أمثلة كثيرة في المدرسة تحقق هذا الهدف ويعرفها المعلمون والتربويون. في بيئة العمل، المدير الذي لم يكتسب الثقة في المدرسة قد يتحول إلى مدير يدير بنمط الإدارة بالشك فلا يفوض ولا يثق بأحد. إن قضية الثقة قضية تربوية واجتماعية وأكثر من يتعامل معها هم الآباء والأمهات. إذا كان لديهم ثقة بقدرات أبنائهم وبناتهم فهذا من أهم حوافز النجاح. وإذا توفرت الثقة بأخلاقهم ساعدت تلك الثقة على بناء الرقابة الذاتية.
مشاركة :