عمون – سحر القاسم – لم يكن سهلا على طفل أن يتعرض لـ قسم معلم أن لا يتركه إلا باكيا، عقوبة له على ضحكه خلال إحدى الحصص، فكيف اذا كان الطفل يتيما. في الحال سيتحول المعلم على وقع غضبه على تلميذ في الصف السادس الأساسي رضوان مصطفى - يتيم الأب - من مؤدب لجلاد، وكأنه – أي المعلم – يريد أن يقتص من الطفل على حدث اعتبره شخصي. ما يريده الطفل مصطفى الذي كانت كلماته تتقطع بين شهقاته ان لا يعيد المعلم ضربه من جديد. يقول لـ عمون: بدي ما يضربني. لم يترك المعلم مصطفى إلا وقد ازرورقت يداه، وكأن العقاب تحول من وسيلة لغاية. من دون - بالطبع ان نبرر حادثة الضرب نفسها. وروى الطفل مصطفى الذي توفي والده قبل نحو الشهر ونصف الشهر لعمون تفاصيل الحادثة التي وقعت في إحدى مدارس وادي السلط الاساسية للبنين فقال بصوت يخنقه البكاء: بينما كنت في حصة العلوم - في الثالث من تشرين أول الحالي - واثناء قيام المعلم بشرح الدرس ذكر عبارة اضحكت زملائي في الصف، فضحكت معهم أنا أيضا فسكت الصف فجأة بينما لم اتوقف انا عن الضحك، فإذا بالمعلم يحمل عصا كبيرة ويطلب مني ان افتح يدي واخذ يضربني ويطلب مني ان ابكي، واستمر بضربي وهو يقول: لن اتركك حتى تبكي، حتى تورمت اصابع يدي وازرقت من شدة الالم . ويضيف، كنت اتألم من بطش الضربات لكنني كنت مصرا ان لا ابكي حتى فقدت القدرة على تحمل الضرب. والدة رضوان تؤكد لعمون انها ليست المرة الاولى التي يتعرض فيها ابنها رضوان للضرب المبرح من المعلم نفسه. وقالت: سبق وأن ضربه أكثر من مرة وجميعها لاسباب تافهة، وسبق وأن ضربه بحضور المدير وتركه بناء على طلب المدير الذي كان يهمس له انه يتيم الاب وتحت رغبة المدير تركه في حينها. وتشير والدة الطفل انها حصلت على تقرير طبي لتقديم شكوى بحق المعلم الا ان شقيقه الاكبر البالغ من العمر 21 سنة سحب الشكوى خوفا من تعرضه لاي اجراء من قبل ادارة المدرسة. تقول الوالدة: لن يأتي والد مصطفى ليوقف الظلم عن طفله، فقد توفي مع بدء العام الدراسي الحالي. من جانبه قال الناطق الاعلامي في وزارة التربية والتعليم وليد الجلاد ان الوزارة ترفض العنف بكل اشكاله. وتعهد الجلاد في تصريح خاص لعمون بان التريبة ستتحقق في الحادثة. وشدد الجلاد على رفض الوزارة كافة أشكال العنف، سواء التي تقع بحق الطلبة ام المعلمين، مؤكدا في الوقت ذاته ان التربية ستتخذ الاجراءات القانونية بحق من يستخدم العنف سواء على الطلبة أو المعلم.
مشاركة :