دراسات تؤكد أن دماغ أينشتاين وستيفن هاوكينج تختلفان عن بقية البشر

  • 10/18/2016
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

لسنوات طويلة ظلت عقول عباقرة الرياضيات سرا كبيرة ولغزا غامضا، حير العلماء إذ كيف يفكر هؤلاء، وهل لديهم اختلافات في أدمغتهم مكنتهم من التفوق، فآلان تورنج، وألبرت آينشتاين، وستيفن هاوكينج، وجون ناش- أسماء لأشخاص ذوي عقول فائقة الذكاء، أثبت علماء الأعصاب أن بإمكانهم تحديد قدرة دماغ هؤلاء في الرياضيات والتي مكنتهم من التطور إلى مستويات متقدمة أبعد من النظريات. نشر موقع Scientific American عبر نسخته العربية «للعلم» وهو موقع مختص بكل جديد في النظريات والأبحاث العلمية، دراسة سبق أن نُشرت في أبريل الماضي في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences، حيث أشار باحثان من وحدة تصوير الأعصاب المعرفي، التابعة للمعهد الوطني للصحة والبحث الطبي بفرنسا INSERM-CEA إلى أن مناطق الدماغ ذات الصلة بالرياضيات تختلف عن تلك المعنية بالتفكير غير الرياضي الذي لا يقل تعقيدًا بدوره. واستخدم فريق الباحثين التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI) لمسح أدمغة 15 مختصًّا في الرياضيات و15 آخرين من غير العاملين في مجال الرياضيات، جميعهم متساوون في المستوى الأكاديمي. ويراقب الماسح الضوئي الدماغ عند الإجابة عن 72 سؤالًا رفيع المستوى، قُسمت بالتساوي بين مجالات الجبر والتحليل الرياضي والهندسة والطوبولوجيا، إضافة إلى 18 سؤالًا غير رياضي جاء معظمها في مجال التاريخ. وكانت كل هذه الأسئلة ذات مستوى متقدم، وتُطرَح في شكل مقولات، المطلوب الحكم على صحتها من عدمه. ويُمنَح المجيب في كل سؤال أربع ثوانٍ للتفكير، ثم يُطلَب منه الإدلاء بإحدى الإجابات : «صحيح» أو «خطأ» أو «لا معنى له». ولَحَظَ الباحثون أنه عند الاستماع إلى أجوبة المختصين في الرياضيات دون غيرهم، تتسبب البيانات ذات الصلة بالرياضيات في تنشيط مناطق من الدماغ نجدها في ثنائي الفص الجداري، والجبهية الظهرية، والصدغية السفلية. وفي أغلب الأحيان لا ترتبط هذه الدوائر بالمناطق ذات الصلة بمعالجة اللغة ودلالاتها، والتي تم تنشيطها خلال الاختبار من قِبل الرياضيين وغير الرياضيين على السواء. وتقول طالبة الدراسات العليا والباحثة المشاركة في الدراسة، ماري أمالريك: «على العكس من ذلك، تُظهر نتائجنا أن التفكير الرياضي المتقدم يعيد تفعيل مناطق الدماغ المرتبطة بمعارف قديمة تتعلق بالعدد والمكان نشأت مع تكوُّن الإنسان». وتبيّن من خلال أبحاث سابقة أن هذه المناطق غير اللغوية تنشط عند إجراء عمليات حسابية بسيطة، بل وحتى عند مشاهدة أرقام على الصفحات، مما يشير إلى احتمال وجود صلة بين التفكير الرياضي المتقدم والتفكير الرياضي الأساسي «البسيط». بل إن المؤلف المشارك في وضع الدراسة، ستانيسلاس ديهاين -مدير وحدة تصوير الأعصاب المعرفي، والمختص في علم النفس التجريبي- قد درس كيف أن الإنسان -وحتى بعض أنواع الحيوانات- يُولَد بحدس فطري تجاه الأرقام، وحس كمي وحسابي وثيق الصلة بالتجسيد المكاني. ومع ذلك، تظل مجهولةً تلك الكيفية التي تنشأ بها الصلة الفطرية بين «الإحساس بالعدد» وبين الرياضيات رفيعة المستوى. واتضح من دراسة ماري أمالريك، أن نشاط علماء الرياضيات قد انخفض في المناطق البصرية من الدماغ ذات الصلة بنشاط الوجه. وهذا يعني أن الموارد العصبية اللازمة لإدراك بعض مفاهيم الرياضيات والعمل بها قد يُضعِف بعض القدرات الأخرى في الدماغ أو «يستهلكها». وعلى الرغم من الحاجة إلى المزيد من الدراسات لتحديد ما إذا كان لعلماء الرياضيات طريقة مختلفة للتحكم بوجوههم، يتطلع الباحثون إلى التعمُّق أكثر في الآثار التي تخلفها الخبرة على كيفية تنظيم الدماغ لأنشطته.

مشاركة :