تونس - انهالت التعليقات المهاجمة والمشككة في وطنية الفنانة التونسية لطيف العرفاوي صاحبة الاغنية المعروفة "اهيم بتونس الخضراء" والتي غالبا ما تذاع بصفة مكثفة في الاعياد والمناسبات الوطنية. وتعرضت لطيفة العرفاوي لهجوم قاس من التونسيين على الشبكات الاجتماعية بعد إعلانها عن تبرعها بعائدات ألبومها الجديد لصندوق "تحيا مصر". ولم تسلم صاحبة اغنية "ياسيدي مسي علينا" من سهام التشكيك في حبها لوطنها الام تونس بعد قيامها بالتبرع لفائدة مصر والحال انها مقيمة هناك ولم تحصل على الجنسية المصرية بعد. وكانت الفنانة لطيفة، التي تعيش منذ سنوات طويلة في القاهرة ومنها انطلقت شهرتها في عالم الفن سواء الغناء أو لاحقا التمثيل، قد صرحت بأنها "تحب هذا البلد الذي احتضن موهبتها"، مشيرة إلى "أنها ما زالت تجدد إقامتها في مصر، لأنها لم تحصل على الجنسية حتى الآن". واعتبر معلقون تونسيون أن ما قامت به لطيفة "دليل جديد على جحودها ونكرانها لبلدها الأصلي". وشنّ بعض ناشطي موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ومجموعة من الاعلاميين في الصحافة المكتوبة وفي التلفزيون بتونس حملة إعلامية "شرسة على لطيفة. وقامت لطيفة العرفاوي بالتبرع بجميع عائدات ألبومها الأخير الذي يحمل اسم "أحلى حاجة فيا" إلى صندوق "تحيا مصر". وأكدت لطيفة في لقائها مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "كل يوم"، أنها وعدت جمهورها بالتبرع للصندوق بعائدات الألبوم، متابعة "دي أقل حاجة ممكن أقدمها". وأوضحت لطيفة، أنها فعلت نفس الشئ في تونس، حيث تبرعت ببعض العائدات إلى جمعية "ناس الخير". وقالت لطيفة فى حوارها مع الإعلامى عمرو أديب، ببرنامج "كل يوم" المذاع عبر فضائية "ON E": "أنا جبت الشيك دا عشان اتبرع بيه لتحيا مصر، ودي أقل حاجة ممكن أقدمها لمصر والشعب المصري العظيم، الذي أنقذ الوطن العربي كله ولا زال شايل هم كل عربي من فلسطين الى ليبيا وصولا الى العراق". وكانت لطيفة قد شاركت مؤخرا، في حفل فني كبير بمناسبة احتفالات انتصارات أكتوبر، وذلك وسط حضور لافت لنجوم الفن والسياسة وزوجة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. وبدأ الحفل بصعود الفنانة التونسية على المسرح وتقديمها باقة مميزة من أفضل أغانيها منها "تعرف تتكلم بلدي"، إلى جانب العديد من أغانيها الشهيرة مثل "إن شالله" كما حرصت على غناء "مصنع الرجال" كهدية منها الى رجال القوات المسلحة. وشن برنامج تلفزيوني في قناة "الحوار التونسي" الخاصة حملة هوجاء وشرسة على الفنانة التونسية. واعتبرت القائمون على البرنامج انها لم تقدم ولو دينارا واحدا لبلدها الاصلي، الذي كان المحطة الاولى والرئيسية لانطلاقتها على المستوى العربي. وردت لطيفة على الحملة على موقعها الخاص على إنستغرام : "تابعت حلقة من برنامج الإعلامية مريم القاضي على قناة "الحوار التونسي" وتأسفت كثيراً أن تتحول نهاية الحلقة إلى منبر للهجوم والتشكيك بحبي وانتمائي وعطائي لبلادي الغالية تونس، وإن كنت عادة لا أفضل الرد خاصة عندما ينحدر الحوار لهذا المستوى المليء بالحقد والمغالطات". وأضافت: "إنني أجد نفسي مضطرة للرد على محمد بوغلاب (صحافي ضمن فريق البرنامج) الذي كنت أتمنى أن يتحرى الدقة قبل أن يتكلم عن دون علم ودراية، فكيف له أن يجزم بأنني لم أقدم دينارا واحدا لبلدي والقاصي والداني يعلم ما قمت به من واجبات تجاه بلدي تونس". وقالت "بفضل من الله قمت قبل أشهر بالتبرع لإعادة ترميم المدارس بحملة يوم المدرسة فليست لطيفة من تنتظر التوجيهات والتنظير من أشباه الوطنيين لتتبرع لبلادها". وتابعت: "لتعلم أني جمعت ملايين الدنانير في حفلات لحملات خصص دخلها لدعم مؤسسات وطنية تعنى بخدمة الشعب التونسي بداية من حملات دعم ضحايا الفيضانات مروراً بحملات صناديق التضامن الاجتماعي وصولاً لجذب مجوهرات شوبار العالمية لتساهم مع جمعية روتا الخيرية باموال طائلة في بناء المدارس بتونس". وختمت لطيفة بقولها: "رغم كل الحقد الذي لمسته بكلامكم، ورغم محاولاتكم التقليل من اسم لطيفة والإساءة له، سأظل كما ربتني تونس محبة لكل العرب، وسأظل ما حييت أدعم مصر التي قدمتني نجمة لتونس وللعرب وسأظل أدعم مصر وليبيا وفلسطين وسوريا والعراق.. كرهَ من كرهْ وأحبَّ من أحبْ". وهاجم نشطاء الشبكات الاجتماعية في تونس الفنانة التي طالما صنفت على أنها "من أبرز المقربين لنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي وأحد "فلوله" البارزين والأكثر حظوة". واجمعت تعليقات أن ما قامت به لطيفة "دليل جديد على جحود ونكران هذه الفنانة لبلدها الأصلي تونس وبأنها لم تقدم له سوى الوعود الجوفاء وبعض الأغاني التي مجدت سابقاً نظام الرئيس السابق". وتشوب علاقة توتر بين لطيفة العرفاوي وجمهورها في تونس بعد الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق زين العابدين بن علي بسبب اتهامات طالما لاحقتها. وادانت الاتهامات "قربها وتمعشها من النظام السابق سواء من خلال حضورها الدائم في الاحتفالات التي كان يقوم بها حزب التجمع الدستوري الديمقراطي الحاكم سابقاً أو من خلال دعمها في حفلاتها على مسرح قرطاج قبل الثورة من خلال جلب جمهور بالحافلات لتعبئة مسرح قرطاج". وكانت آخر تصريحات لطيفة التي وصفت "بالمستفزة" اعتبارها ثورات الربيع العربي "حملاً كاذباً" وبأنها لم تجلب سوى الخراب للشعوب والدول. قالت مغردة "هذه هي الوطنية وبعد ذلك تقول "أحب البلاد كما لا يحب البلاد أحد". ودونت مغردة اخرى: "تونس أكبر منك ومن أمثالك. أنكرتم تونس فأنتم لا تغنون فنها ولا تتكلمون لهجتها، أمر ليس بالغريب فقد أصبح لدينا الآن أيتام فرنسا وأيتام مصر". على الجانب الاخر دافع عنها عشاق اغانيها وافاد مغرد ان الشهرة التي وصلت إليها سببها الاقامة والغناء في مصر. واضاف "في الأعوام التي مرت، تبرعت لتونس وعادي أنها تعين مصر لولا مصر ما كانت لطيفة مشهورة في العالم العربي الفنانات التونسيات اللاتي في عمرها بقين في تونس ولم يحققن شيئا رغم أن أصواتهن أجمل من صوت لطيفة. وقالت مغردة أخرى: الفلوس فلوسها وهي حرة. الأقربون أولى بالمعروف صحيح… مصر أقرب لها.
مشاركة :