دعا الدكتور غازي غزاي المطيري أستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الجامعة الإسلامية، العلماء والدعاة وطلبة العلم في داخل المملكة وخارجها إلى الوحدة ورص الصفوف والبراءة من تلك التيارات التي استعدت العالم ضد الإسلام والمسلمين، من أجل انطلاقة دعوية كبرى تعوض ما جناه هذا التيار المتشدد من بلاء وصد عن سبيل الله. وقال لـ "الاقتصادية" إنه منذ أربعة عقود ظهر تيار العنف والإرهاب كردة فعل في بعض الدول، ولكنه وجد محضنا ومناخا كبيرا في أفغانستان التي عشش فيها وفرخ، وما إن وضعت الحرب أوزارها، إلا وداعبت زعماء ذلك التيار أحلام وردية بزعم إقامة الدولة الإسلامية العالمية، ولا يخلو ذلك من اختراق فكري واستخباراتي، حيث بدأت تلك التيارات العنيفة والمتطرفة تضرب في كل عاصمة عربية وإسلامية وعالمية، مما استعدى العالم كله ضد الإسلام والمسلمين والدعوة الإسلامية، ووقف حجر عثرة أمام انتشارها الذي كان يشع نوره في كل مكان. وأضاف الدكتور المطيري "في تلك اللحظة استطاع المتطرفون الغبيون والمخططون الاستراتيجيون أن يستثمروا هذا التيار العنيف، خصوصا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر مطلع الألفية الجديدة، وذلك في مشروع عالمي لمحاربة الإسلام وتجفيف منابعه، وقد نالت السعودية حظا وافرا من سموم هذا التيار سواء بهجمات إرهابية أو حملات فكرية تكفيرية أو تشويه إعلامي مقصود لواقعها وتاريخها". ويعود الدكتور المطيري ليشير إلى الجوانب الإيجابية في هذه التجربة ليقول: استطاعت الجهات الأمنية أن تستأصل هذا التيار إلى حد بعيد، غير أنه لا يزال يكسب أنصارا وأتباعا جددا، وقد استغل المد الصفوي هذا التيار لإلصاق تهمة الإرهاب بالمملكة نظاما ومؤسسات، فلم يبق أمام الدولة السعودية إلا اتخاذ إجراءات صارمة وواضحة لعزل هذا التيار. ومن هنا جاء هذا القرار الملكي، الذي أدعو الدول العربية والإسلامية إلى الاقتداء به لعزل هذا التيار في قمقمه وكشف عورته. ودعا أستاذ كرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف، العلماء والدعاة وطلاب العلم في داخل المملكة وخارجها إلى الوحدة ورص الصفوف والتبرؤ من هذا التيار فكرا وتخطيطا ومنهجا وسلوكا، وذلك من أجل انطلاقة دعوية كبرى تعوض ما جناه هذا التيار من بلاء وصد عن سبيل الله، مشيرا إلى أن أعظم معارك الإسلام الكبرى هي في التخلص من كل ما ألصق به من بدع وأهواء وانحراف، وليس من شك في أن القرار الملكي قد وضع النقاط على الحروف لبناء نهضة دعوية جديدة، تأخذ في الحسبان التجارب السابقة والأخطاء لتخليص الإسلام من كل شائبة أو دعاية مغرضة. وحول تنظيم الإخوان وإدراجه في القائمة، قال الدكتور غازي المطيري: أما الإخوان فلهم أيديولوجيات سياسية لا تتفق مع أبجديات السياسة الشرعية في المملكة، فكما تقول العرب سيفان لا يجتمعان في غمد واحد، فلا يمكن حينها إعطاء بيعتين لجهتين في وقت واحد، ولا سيما أن المقارنة بين دولة قائمة ذات سيادة وحدود ودستور إسلامي، وجماعة متفرقة ليس لها تلك المواصفات الشرعية هي مقارنة ظالمة. وخلص الدكتور غازي إلى القول: ومن هنا فإن جماعة الإخوان لا تتفق مع النظام السياسي والشرعي في السعودية على وجه الخصوص، ولذلك لا بد أن يدرك الشباب أن هذه الجماعة ليست صالحة لغرس مبادئها وأدبياتها في الأرض السياسية والاجتماعية السعودية. ومن هنا جاء البيان بالمفاصلة بين الدولة والجماعة الخاصة بهذا التنظيم.
مشاركة :