بغداد/واشنطن – حثت الحكومة العراقية الثلاثاء قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على منع مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية من الهروب من مدينة الموصل إلى سوريا. وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إن من واجب التحالف منع متشددي التنظيم من الفرار إلى سوريا من مدينة الموصل بشمال العراق والتي انطلقت عملية تحريرها من قبضة الجهاديين. ويقدم التحالف دعما جويا وبريا لقوات الحكومة العراقية والقوات الكردية التي بدأت هجوما الاثنين لاستعادة الموصل المعقل الرئيسي للتنظيم في العراق والتي استولى عليها المتشددون في 2014. ونقل التلفزيون الرسمي عن العبادي قوله إن من مسؤولية التحالف قطع الطريق على تنظيم الدولة الإسلامية إلى سوريا. وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما الثلاثاء إنه رغم صعوبة القتال إلا أنه واثق في أن القوات العراقية التي تقود عمليات عسكرية ضد تنظيم الدولة الإسلامية ستهزم التنظيم. وقال أوباما في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو رينتسي "بدء العمليات العراقية لتحرير الموصل خطوة كبيرة أخرى إلى الأمام"، مضيفا "سيهزم تنظيم الدولة الإسلامية في الموصل." واتهمت قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد التحالف في وقت سابق الثلاثاء بالتخطيط للسماح لمتشددي الدولة الإسلامية الهاربين من معركة الموصل بمرور آمن إلى سوريا. وتوعد الجيش السوري بالتصدي لهذه المحاولة بكل السبل المتاحة. وتقود الولايات المتحدة تحالفا ضد الدولة الإسلامية في سوريا والعراق ولم يرد أي تعليق فوري من ممثليها في واشنطن وبغداد. ويقاتل الجيش السوري المدعوم من روسيا التنظيم في حملة منفصلة في سوريا. والموصل آخر معقل للتنظيم في العراق وكانت الحكومة العراقية والقوات الكردية أعلنت الثلاثاء تحقيق تقدم في أول 24 ساعة من الهجوم الهادف لاستعادة المدينة مدعومة بغطاء جوي وبري من التحالف. وذكر بيان للقيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية في دمشق أن الخطة التي تزعمتها واشنطن والرياض تتضمن تأمين طرق وممرات عبور آمنة إلى داخل سوريا والسماح للمتشددين بتعزيز وجودهم في شرق سوريا. ولم يقدم الجيش السوري أدلة استند عليها في تأكيده. وأقر مسؤولون أميركيون بوجود فجوات ومخاطر في الخطة وسط قلاقل بأن هزيمة الدولة الإسلامية في عاصمتها الفعلية في العراق قد يفتح المجال أمام أعمال عنف طائفية وانتزاع أراض في البلد المختلط عرقيا. ولدى تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا طرق إمدادات إلى الموصل عبر منطقة يسيطر عليها التنظيم في دير الزور الغنية بالنفط. ولا يزال التنظيم يسيطر على مدينة البوكمال السورية قرب نقطة عبور إلى محافظة الأنبار وخطوط إمدادات واتصالات طويلة للحركة بين البلدين. واستغلت الدولة الإسلامية العلاقات القبلية بين البدو في كل من العراق وسوريا لصالحها. وأضاف الجيش السوري في بيانه الذي نشرته وسائل إعلام رسمية أن "أي محاولة لعبور الحدود هي بمثابة اعتداء على سيادة الجمهورية العربية السورية وأن كل من يقدم على هذه المحاولة يعد إرهابيا وسيتم التعامل معه بجميع القوى والوسائط المتاحة."
مشاركة :