انتشرت في الآونة الأخيرة ارتداء الجينزات المفتوحة أو الممزقة أمام الركبة للرجال والنساء خاصة الشباب والشابات والتي تلفت النظر والتفنن بتمزيق الجينز كأنك قطعته بالمقص . ولقد كان ارتداء الجينز الممزق موضة هذا العصر لمن يحب مواكبة الموضات في العالم والتي لا تدوم وتختفي مثل باقي الموضات خاصة موضات ملابس النساء من خلال ما نشاهده في عروض الأزياء العالمية . وإلى هذا الحد والأمر طبيعي بارتداء الجينز الممزق وهذه حرية شخصية لا يحق لأحد التدخل فيها ما داموا لا يدفعون ثمن شرائها وإنما من مال مشتري الجينز الممزق . وأنا شخصيا أطبق المثل القائل حسب قناعتي لا حسب قناعة الآخرين مثل تأكل ما يعجبك وتلبس ما يعجب الناس وأنا بالعكس آكل اللي يعجبني وألبس اللي يعجبني وما علي من الناس وما علي الناس مني وليقولون ما يقولون ما دمت لم أضرهم بشيء بما آكله وأشربه وبما ألبسه من اللباس . ولنرجع بالحديث بأحدث موضة الملابس الممزقة ملابس الرجال وليس نساء فلقد شاهدت وأنا أتجول بأحد المولات الكبيرة في عاصمة دولة أوربية بالطو رجالي معروض أمام محل بيع الملابس الرجالية لفت نظري ممزق كأنه مستحضر من مخزن قديم مزقته الفئران أو أكلته حشرة الأرضة أو النمل الأبيض أو استعمل المقص الحاد في تمزيقه في جميع جوانبه من خياط متخصص بتفصيل البالطوات الرجالية . ووقفت أتأمل هذا البالطو الممزق العجيب وأبحث في جيوبه عن ثمنه وفي هذه الأثناء جاء البائع لأسأله عن سعره أو ثمنه وتوقعت لا يتعدى ثمنه مائة دينار كويتي فقط حيث أنه يباع في محل كبير يبيع أحدث موديلات الملابس الرجالية وليس في سوق الجمعة عندنا في الكويت حيث تباع مختلف البضائع القديمة بما فيها الملابس الرجالية . ولم يصدق ظني حيث قال لي البائع ثمنه المكتوب في الورقة في جيب البالطو ما يعادل 1500 دينار كويتي بالتمام والكمال ولا مجال لتخفيض الثمن . وبلعت ريجي وأنا أخفي ابتسامتي عن البائع وقلت سأحاول أن أرجع إليك لشرائه لأنني لا أملك هذا المبلغ الآن فقال لي لأنها فرصة أن يبيع لي هذا البالطو الممزق نقبل الفيزا أو الماستر كارت فقلت له لا أستعمل هذه الكروت . وجاءتني فكرة أن أصور هذا البالطو الممزق وقلت للبائع الذي باله طويل معي والمهم أن أشتريه هل تسمح لي أن أصوره حتى أعرضه على أصدقائي خاصة الذين يواكبون موضات الملابس الرجالية الحديثة مثل هذا البالطو الممزق والجينزات الممزقة وأي موضة رجالية حديثة فوافق على الفور وأخذت صورتين من الجانبين للبالطو الممزق ولم أتوقف عند هذا الحد وببلاغة الشف الكويتية قلت له هل وجد من اشترى مثل هذا البالطو ولم أقل الممزق فقال يوجد من اشترى مثل هذا البالطو وشكرته على سعة صدره معي مع أنني لم أشتريه . آخر الكلام : حاولت أن أنشر صورة البالطو الممزق مع مقالي عن موضة الملابس الممزقة ولكنني ترددت حتى لا أسوي دعاية له واكتفيت بالاحتفاظ بالصور لنفسي . وهناك ملاحظة عن لباس الشخص الذي يلبس الدشداشة أو القميص وأحد الزراير مفتوح يقولون عنه إذا كان متزوج أن زوجته لا تحبه ولا تنسون أن تتركوا زراريركم مفتوحة فكيف إذن إذا ارتدى الشخص هذا البالطو الممزق مع الجينز الممزق وماذا سيقولون عنه وعند جهينة الخبر اليقين . وسلامتكم . بدر عبد الله المديرس al-modaires@hotmail.com