القوات العراقية تتقدم نحو الموصل من 3 محاور

  • 10/19/2016
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

حققت قوات عراقية مؤلفة من عشرات الآلاف من المقاتلين، أمس، تقدماً باتجاه الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، من ثلاثة محاور، فيما تستعد منظمات إغاثية لمواجهة موجة نزوح من المدينة التي تعد آخر أكبر معاقل تنظيم «داعش» في العراق. في وقت يعقد في باريس، غداً، اجتماع وزاري بحضور 20 دولة «لتحضير المستقبل السياسي» للموصل. وقال قادة عسكريون عراقيون، إن اليوم الأول من العملية التي طال انتظارها وأطلقت أول من أمس، حقق أكثر من الاهداف التي رسمت له على الرغم من هجمات انتحارية بسيارات مفخخة نفذها التنظيم. وتقدمت القوات العراقية عبر سهول رملية حول الموصل لمحاصرة عدد من القرى وتوجيه ضربات جوية ومدفعية ضد معاقل المتطرفين هناك ثم اقتحامها وتطهيرها. الأمم المتحدة تتوقع نزوح 200 ألف شخص خلال الأسابيع الأولى من معركة الموصل. وارتفعت سحب دخان كبيرة حولت لون السماء الى رمادي على امتداد الأفق، جراء اشتعال آبار نفط قريبة من قاعدة القيارة المقر الرئيس للقوات الحكومية. وقال جندي عند نقطة تفتيش قريبة، إن المتطرفين أحرقوا الآبار بهدف تأمين غطاء أمام الضربات الجوية خلال عملية استعادة السيطرة على القيارة. وأطلقت القوات العراقية التي يمثلها نحو 30 ألف مقاتل، العملية التي طال انتظارها، وتعد الأكبر منذ انسحاب القوات الأميركية نهاية 2011. وذكر قادة أمنيون أن المتطرفين قاوموا تقدم القوات الأمنية من خلال تفجير سيارات مفخخة يقودها انتحاريون، لكن العملية تسير كما هو مخطط لها. وقال المتحدث باسم قوات مكافحة الإرهاب، صباح النعمان، لـ«فرانس برس»، إن «عدداً كبيراً من القرى تم تحريرها، خصوصاً في المحورين الجنوبي والشرقي» من الموصل. وأضاف ان «القوات الامنية حققت جميع أهدافها واحياناً أكثر، لكن نحن حريصون على أن تسير العملية كما هو مخطط لها ومن دون استعجال». وتتقدم القوات العراقية بصورة رئيسة عبر جبهتين، المحور الجنوبي من الموصل، حيث تتحرك قوات حكومية انطلاقاً من قاعدة القيارة، والشرقي الذي تتقدم من خلاله قوات البشمركة الكردية. ومن المحور الجنوبي تتحرك قوات ببطء على امتداد نهر دجلة، وتتطلع للوصول الى قرية حمام العليل، فيما تتواجد على مقربة من قرقوش إحدى أكبر البلدات التي يسكنها مسيحيون في العراق. ويقدر عدد المتطرفين داخل الموصل والمناطق المحيطة بها بما بين 3000 و4500 مسلح، وفقاً للقوات الأميركية. وقال النعمان إن «قواتنا استخدمت كل الأساليب ضد (داعش)، ولدينا مفاجآت أخرى كلما اقتربت العملية من مركز الموصل». وأعلنت قوات التحالف أنها نفذت ضربات جوية أسفرت عن تدمير 52 هدفاً خلال اليوم الأول من العملية. وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أمس، إن اليوم الأول من عملية استعادة مدينة الموصل من التنظيم سار كما هو متوقع، محذرة في الوقت نفسه من أن هذا الهجوم «صعب ويمكن أن يستغرق وقتاً». في الوقت نفسه، تستعد المنظمات الإغاثية لمواجهة أزمة نزوح كبيرة. وأعلنت منسقة الشؤون الإنسانية لدى الامم المتحدة ليز غراندي للصحافيين، أن عمليات نزوح قد تبدأ في غضون أسبوع، وأن منظمات الاغاثة قلقة إزاء الاستعدادات لذلك. وتعتبر غراندي أن «السيناريو المتوقع هو أن تكون هناك موجة نزوح 200 ألف شخص خلال الأسابيع الاولى»، وهو رقم قد يرتفع بشكل ملحوظ مع استمرار العملية. كما حذر المفوض الأوروبي للأمن جوليان كينغ من تدفق متطرفين من «داعش» الى أوروبا في حال سقوط الموصل. في السياق، أعلن رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، أمس، أن طائرات حربية تركية شاركت في العمليات التي ينفذها الجيش العراقي والتحالف الدولي في الموصل. وقال في خطاب متلفز إن «قواتنا الجوية شاركت في العمليات الجوية التي يقوم بها التحالف في الموصل»، من دون ذكر توضيحات حول نطاق أو طبيعة هذا التدخل. وفي لندن، أعلن وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أمس، أن التنظيم «يُهزم» في العراق مع بدء المعركة لاستعادة مدينة الموصل. وقال أمام مجلس العموم في لندن: «لن تكون عملية سريعة، ويمكننا توقع معارك شرسة مع (داعش) في محاولة لإبقاء التنظيم سيطرته على المدينة»، مؤكداً ان القوات البريطانية تؤمّن «تغطية جوية كثيفة» للقوات العراقية. من جهته، أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان-مارك آيرولت، أمس، أن فرنسا والعراق سينظمان غداً في باريس اجتماعاً وزارياً بحضور 20 دولة «لتحضير المستقبل السياسي» للموصل بعد استعادتها من «داعش». وقال: «يجب التحضير للمستقبل وإرساء الاستقرار في الموصل بعد المعركة العسكرية»، موضحاً أنه لم تتم دعوة إيران.

مشاركة :