لم يكن مفاجئاً تلك المسرحية التي قدمتها إيران قبيل انعقاد مؤتمر « لوزان «يوم السبت الماضي بين وزراء خارجية السعودية، أمريكا، روسيا، قطر ، تركيا، ومصر، بإعلان مشاركتها أولاً ثم انسحابها ثم مشاركتها ، لأن الايرانيين لا يستطيعون مواجهة الجانب السعودي، الذي يسعى لحل الأزمات المتعلقة بالمنطقة كالأزمة السورية، التي لا تزال إيران تعبث بأرواح الشعب السوري وأمنه واستقراره في وطنه؛ ففي كل أزمة عربية « فتش عن إيران « العابثة بأمن وسلامة واستقرار المنطقة العربية بأكملها، مقولة نيتشة: « فتش عن المرأة « يمكن تفسيرها بأكثر من معنى لكن في الحالة الإيرانية ( فتش عن إيران ) لا تحتمل العبارة إلا معنى واحداً هو ضلوع إيران في إفساد الأوطان العربية بكل وسيلة حتى التعاضد مع التنظيمات المتأسلمة التي لا تتفق مع أيديولوجيتها، لذلك يمكنك إعادة صناعة عبارة نيتشة على مقاس السياسة الإيرانية العدوانية ضد جيرانها دون أسباب واضحة إلا أوهام تكبر في رؤوس ملالي إيران ببسط السلطة والنفوذ والاستحواذ على الوطن العربي لتحقيق حلم الإمبراطورية الفارسية. منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية بإيران عام 1979م، وأمريكا تتهم إيران بتمويل الإرهابيين وتوفير الأسلحة والمعدات والتدريب، وزارة الخارجية الأمريكية وصفت إيران؛ بأنها دولة نشطة في رعاية الإرهاب، وصرحت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس – في عهد بوش الابن - قائلة : ( إيران هي البنك المركزي للإرهاب في مناطق مهمة في الشرق الأوسط مثل لبنان من خلال حزب الله، ولدينا مخاوف عميقة حول ما تفعله إيران في جنوب العراق ) كان لا يزال مخبوءاً ما تحيكه إيران ضد الشعب السوري والشعب اليمني، رغم هذه المخاوف الأمريكية في ذلك العهد الذي كان حرباً على الإرهاب إلا أن إيران استمرت وتوسعت في نشاطها الداعم للمنظمات الإرهابية. في عام 1995م عقد الحرس الثوري الإيراني مؤتمراً لتوفير التدريب لمنظمات الجيش الأحمر الياباني، الجيش السري الأرمني، حزب العمال الكردستاني، حزب الدعوة الإسلامية العراقي، الجبهة الاسلامية لتحرير البحرين، وحزب الشيطان نصر الله في بيروت، والمقابل مساهمة هذه المنظمات في زعزعة استقرار دول الخليج وتقديم المساعدة للمسلحين للقيام بالتفجيرات لزعزعة ثقة الشعوب في حكوماتها وافتعال الأزمات الاجتماعية والسياسية وتضخيمها. فتش عن إيران خلف كل حدث إرهابي وفوضى سياسية تجتاح وطناً آمناً مستقراً لارتباطها بالتنظيمات الإرهابية، الورقة الرابحة في ظنها التي يمكن أن تلعب بها على طاولة القمار السياسية، مستخدمة كل أساليب المكر والخداع التي يتقنها مافيا القمار، لتمثل اللاعب الفائز في كل جولة لكنها لم تحرز نصراً دائماً بل تخسر مكانتها الدولية وسمعتها السياسية بتورطها في ما آلت إليه سوريا، العراق، لبنان، واليمن. لم نكن نعلم أن إيران الملالي يمكن أن تؤوي أفراد تنظيم القاعدة الا عندما ظهرت الحقائق وانكشف الأمر، حتى عندما قصت عليَّ صديقتي كيف وصل ابنها الفتى الصغير - تقبله الله شهيداً - عبر سوريا إلى إيران ومنها إلى أفغانستان لم أستوعب كيف يمكن لهذا الاختلاف الأيدولوجي أن يذوب أمام تنظيم القاعدة في حقبة أسامة بن لادن قبل الغزو الأمريكي لأفغانستان، حتى تكشفت لنا الأمور ورأينا أسرة بن لادن زعيم التنظيم الارهابي تعيش في كنف إيران بعد اغتياله. بعد أحداث « 11 سبتمبر 2001م ، التي تمثل نصراً لإيران على أمريكا في ذلك الوقت والشيطان الأكبر كما كانت تطلق على أمريكا، توثقت العلاقة بين تنظيم القاعدة وإيران، وأصبحت ملاذا آمناً لأفراد التنظيم الإرهابي، لأنه لا يخطر في بال أن إيران يمكن أن تؤوي سنياً ومطارداً من القوى العظمى في ذلك الوقت، ليس هذا فقط بل كفلت لهم الحرية وجمع التبرعات والتواصل مع قيادات التنظيم الإرهابي حول العالم. هي هذه إيران التي تنسحب من المواجهة، لأنها دأبت على العمل في الظلام، ودعم التنظيمات الإرهابية التي أحدثت كل هذا الدمار حول العالم. لذلك لا تبحث كثيراً أو تفكر عن سبب قتل السوريين بلا رحمة في وطنهم سوريا، وما يفعله الحوثيون في اليمن وحزب الله في لبنان وما يحدث في العراق، بل فتش عن يد إيران القذرة خلف كل هذه المآسي وكل هذا الدمار. nabilamahjoob@yahoo.com
مشاركة :