قوات من البيشمركة تتجه نحو الموصل (رويترز) عواصم رويترز قالت قوات عراقية وكردية تقترب من مدينة الموصل أمس، إنها سيطرت على نحو 20 قرية على أطراف المدينة التي تعد آخر معاقل تنظيم داعش في العراق في أول أيام عملية لاستعادتها من قبضة التنظيم المتشدد. ومع وجود نحو 1.5 مليون شخص في الموصل قالت المنظمة الدولية للهجرة إنها تحضر أقنعة ضد الغاز لاستخدامها في حالة وقوع هجوم كيميائي من جانب المتشددين الذين كانوا استخدموا مثل تلك الأسلحة ضد قوات كردية عراقية. وقالت المنظمة إن عشرات الآلاف من المدنيين ربما يجبرون على الخروج من المدينة أو قد تتقطع بهم السبل بين خطوط المواجهة أو يجري استخدامهم دروعا بشرية. استعادة 20 قرية وأفادت بيانات صدرت من الجيش العراقي وقوات البشمركة وهما يقاتلان جنباً إلى جنب للمرة الأولى- بأن 20 قرية جرى استعادتها شرقي وجنوبي وجنوب شرقي الموصل بحلول الساعات الأولى من يوم أمس. وما زالت القوات المتقدمة على بعد يتراوح بين 20 و50 كيلومتراً من الموصل فيما وصفه مسؤولون بأنه «عملية تحضيرية» لتعزيز مواقع القوات قبل تنفيذ هجوم أكبر يتم خلاله الاستيلاء على قمم التلال والمعابر وتقاطعات الطرق ذات الأهمية. وذكر التلفزيون العراقي الرسمي أن رئيس الوزراء حيدر العبادي قال أمس، إن طرق خروج آمنة من الموصل جرى تأمينها للمدنيين الراغبين في مغادرة المدينة التي تتقدم القوات العراقية نحوها. وزير الدفاع الفرنسي وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دوريان أمس، إن معركة التحالف لاستعادة مدينة الموصل من قبضة التنظيم المتشدد ستستغرق وقتا ولن تكون «حربا خاطفة». وقال للصحفيين «هذه المعركة مهمة لأنها (الموصل) معقل داعش، الموصل هي معقل عدونا، لكن المعركة ستكون طويلة، لن تكون حربا خاطفة، هذه بلدة يسكنها مليون ونصف المليون شخص لذا فإنها مسألة طويلة الأجل، عدة أسابيع وربما أشهر». قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك إيرولت أمس إن بلاده ستستضيف مع العراق قمة وزارية في 20 أكتوبر لمناقشة سبل إحلال الاستقرار في الموصل ومحيطها بمجرد هزيمة تنظيم داعش هناك. وأضاف في حديثه للصحفيين الدبلوماسيين في فرنسا أن الفوز في معركة الموصل ربما يستغرق وقتا. وقال إيرولت إن مع تقهقر المتشددين على الأرجح إلى الرقة السورية صار من الضروري أيضا دراسة كيفية استعادة تلك المدينة بجدية. وقال «بالنسبة للرقة، هناك حاجة لاتباع نفس الأسلوب الذي اتبع في الموصل، سيستغرق الأمر وقتا ويتطلب إرادة سياسية. لكن علينا أن ننظم أنفسنا». وأضاف «لا يمكن لنا أن نترك تنظيم داعش يعيد تنظيم صفوفه ويقوى ليصنع بؤرة جديدة أكثر خطورة. علينا إعداد أنفسنا». المنظمة الدولية للهجرة وقالت المنظمة الدولية للهجرة أمس، إن تنظيم داعش قد يستخدم عشرات الآلاف من المدنيين في مدينة الموصل العراقية كدروع بشرية للدفاع عن معقله. وقال توماس ويس رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في العراق إن هذا هو النمط الذي يسير عليه المتشددون فيما تتقدم القوات العراقية والكردية صوبهم على مدى الشهور الأخيرة. وقال «قد يطرد عشرات الآلاف من الأشخاص قسرا وسيجدون أنفسهم محاصرين بين خطوط القتال وربما يحتجزون كدروع بشرية» مشيراً إلى أنه يتوقع زيادة حادة في عدد من سيجبرون على الهرب مع اقتراب المعركة من المدينة. وفي مكالمة هاتفية من بغداد ذكر ويس أنه رغم ترجيح تنفيذ هجمات بأسلحة كيماوية فإن المنظمة لم تستطع جمع عدد كبير من أقنعة الغاز حتى الآن. وقال «نخشى أيضا وهناك بعض الأدلة على أن داعش ربما تستخدم الأسلحة الكيماوية. الأطفال والعجائز والمعاقون معرضون للخطر بشكل أكبر». الصليب الأحمر دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر كل الأطراف المتحاربة إلى عدم استهداف المدنيين والسماح بإجلاء الجرحى. وقال روبرت مارديني المدير الإقليمي للمنظمة للشرق الأدنى والأوسط في إفادة صحفية بجنيف، إن اللجنة عززت المراكز الطبية لعلاج أي مصابين جراء الأسلحة الكيماوية. وأضاف «رسالتنا لمن يقاتلون بسيطة جدا: اجعلوا المدنيين أولوية». وتابع «هذا يعني عدم استهداف المدنيين أو البنية التحتيةالمدنية أو مهاجمة المنشآت الطبية والعاملين في القطاع الطبي. إنه يعني تجنب استخدام متفجرات ثقيلة في المناطق ذات الكثافة السكانية والموصل قطعا واحدة من هذه المناطق». وأضاف أن 900 من العاملين في الصليب الأحمر انتشروا في العراق وقضوا شهوراً من الاستعداد للتعامل مع الأزمة.
مشاركة :