جنّ جنون رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتن ياهو مؤخراً بسبب قرار يمنع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من تمويل أو التعامل مع المستوطنات في الأراضي التي تحتلها الدولة اليهودية منذ عام 1967، وفقاً للمبادئ التوجيهية التي نشرت في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي، صباح يوم الجمعة 19 يوليو. كانت هذه المبادئ التوجيهية المعتمدة منذ 30 يونيو قد قصرت "تطبيق الاتفاقات مع إسرائيل على الأراضي التي يعترف بها الاتحاد الأوروبي"، أي تلك التي كانت تحوزها قبل أن تحتل في عام 1967 مرتفعات الجولان وقطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية. و بحسب المبادئ التوجيهية يتوجب قبل توقيع أي اتفاقيات في المستقبل أن يدرك الأوروبيون أن هذه المناطق ليست جزءاً من الدولة اليهودية. و تنطبق التوجيهات على جميع المنح و الجوائز، والأدوات المالية التي يقوم الاتحاد الأوروبي بتمويلها اعتباراً من بداية عام 2014 فصاعداً. اطلع نتن ياهو على هذه القرارات قبل أن تنشر، فدعا أعضاء حكومته إلى اجتماع طوارئ، أعلنوا على إثره شجبهم لقرار الاتحاد الأوروبي الذي اعتبروا أنه يحاول الضغط للحصول على مواقف لا يمكن أن ينتجها سوى التفاوض الفلسطيني-الإسرائيلي. أعلن رئيس وزراء اسرائيل بعد ذلك عن اعتقاده أن حظر تمويل المستوطنات يخيب ظن إسرائيل بمساعي أوروبا نحو السلام. فهي في رأيه محاولة أوروبية لرسم حدود إسرائيل بشكل فوقي عبر الضغط الاقتصادي بدل أن يحدث ذلك عبر التفاوض. وتحدث نتن ياهو عن سوء توقيت النشر، الذي صادف عودة جون كيري وزير الخارجية الأمريكي الى المنطقة، في محاولة لاستئناف المفاوضات. فرأى أن أوروبا خرجت عن حيادها بهذا القرار الذي يشجع الفلسطينيين على التصلب. إذن، إذا كنا نفهم جيداً: أوروبا خرجت عن حيادها لأنها أعلنت بصراحة أنها لن تمول سياسة الاستيطان الإسرائيلية التي يعتبرها القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، غير شرعية. وهي قرارات ملزمة. إنه تحديد طريف لمفهوم الحياد في العلاقات الدولية. وقد كان الأمر سيبدو مضحكاً لو أن نتن ياهو قال هذا الكلام على سبيل الدعابة. ولكن لم تعرف عنه خفة الظل، ولعله لم يقل نكتة واحدة في حياته...سوى هذه! وتجمع الثمار .
مشاركة :