سجل مهاجم الشباب الجزائري محمد بن يطو حضوراً لافتاً هذا الموسم استحق من خلاله الإشادات الكبيرة التي نالها من النقاد الرياضيين والجماهير بمختلف الميول، وعلى الرغم من ظروف الليث إلا أن المحارب بن يطو نجح في تدوين اسمه واحداً من أبرز هدافي الملاعب السعودية، وأثبت للشبابيين بأنه مكسب كبير وهداف لا يخطئ طريق الشباك، وأنه ضالتهم في وقت افتقدوا فيه لمن يهز شباك خصومهم بعد انتقال المهاجمين ناصر الشمراني للهلال والأرجنتيني سبيستيان تيجالي للوحدة الإماراتي، ويعد اختياراً موفقاً للشبابيين يضاف لتلك الأسماء الهجومية الأجنبية المميزة التي حضرت وسرقت الأضواء مثل الغيني غودين اترام والسنغالي محمد مانجا والغاني بلادي كوما. وتمكن بن يطو من قيادة الليث إلى الدور ربع النهائي من مسابقة كأس ولي العهد بتسجيله خمسة أهداف جعلته يتربع على صدارة هدافي البطولة، بدأها بهدفين في النهضة، ثم أحرز هاتريك في شباك نجران، ولم يكتف بذلك، ففي دوري جميل وبالتحديد منذ أن حل الشباب مشاكله المالية وسجل لاعبيه الأجانب الجدد وشاركوا معه في الجولة الثالثة ابهر الجميع بمستواه اللافت وقدراته التهديفية الرائعة أمام حامل اللقب الأهلي عندما سجل ثاني هاتريك له هذا الموسم قاد به شيخ الأندية للفوز على حامل لقبي الدوري وكأس ولي العهد، كما سجل هدفه الرابع في شباك الخليج خلال الجولة الماضية، وتنوعت الأهداف التي سجلها الجزائري الهداف إذ هز الشباك بالقدم والرأس وبطرق مختلفة أظهرت مهارات فنية مميزة يمتلكها، والجميل أنه في ظهوره الإعلامي اكد غير مرة بأنه لا يزال لديه الكثير حتى يقدمه ويخدم به النادي العاصمي الذي استقطبه للملاعب السعودية. العلاقة المميزة بين الشبابيين وبن يطو لم تكن وليدة هذا الموسم، بل بدأت منذ الموسم عندما سجل لفريقه عدداً من الأهداف التي قادته للانتصارات، لكنها بالتأكيد توطدت هذه الأيام نظراً للبداية القوية التي جعلت أنصار الفريق يثنون على الإدارة الشبابية التي احضرته من الدوري الجزائري، ووصلت ثقة الشبابيين بإمكانيات مهاجمهم الجزائري إلى ذلك الحد الذي جعلهم يرفعون راية التحدي أمام اقرانهم في الأهلي بتفوق بن يطو على المهاجم السوري عمر السومة وسحب بساط الأضواء ونجومية الموسم منه، ويعتبر ذلك حقا مشروعا لهم. صحيح أن محمد بن يطو هداف بالفطرة ويمتلك الإمكانات التي تجعله ينافس على لقب الهداف في دورينا، ووضح ذلك جلياً خلال المباريات التي لعبها بشعار الشباب الموسم الماضي وهذا الموسم، إلا أنه لا يمكن أن نتجاهل دور المدرب السعودي سامي الجابر الذي استطاع أن يوظف إمكاناته جيداً ويبث فيه الحماس ويفيده بتوجيهاته خصوصاً وأنه أحد اساطير الكرة السعودية وواحد من أبرز المهاجمين في القارة الآسيوية، بشهادة بن يطو نفسه الذي ظهر اعلامياً أكثر من مرة واشاد بالجابر وبدوره مع الفريق ولاعبيه، ووصفه بالمدرب العظيم الذي كسبته الكرة السعودية. الشباب يحتاج إلى وجود لاعب بخامة وإمكانات بن يطو خلال هذه المرحلة بالذات، لأنها مرحلة سلخ جلد الفريق وبناء جيل جديد يخدم النادي لأعوام، وهذا الوضع يتطلب وجود لاعبين أجانب مميزين، يسجلون من أنصاف الفرص مثل بن يطو ويصنعون الأهداف، ويدافعون عن المرمى الشبابي، ويفيدون اللاعبين الشبان بالخبرة، ومحمد بن يطو من عينة اللاعبين الذين ننادي بجلبهم لملاعبنا نظراً لقيمتهم الفنية التي تنعكس على قوة الفرق، بدلاً من صفقات المقالب التي اتعبت الأندية ومسيريها، وهو برهان جديد على أن اللاعب العربي يستحق ثقة مسؤولي أنديتنا إذ يعتبر امتدادا للاعبين العرب الذين تألقوا بشكل لافت في ملاعبنا خلال المواسم الأخيرة، وفي مقدمتهم السومة ومواطنه لاعب الوسط جهاد الحسين وغيرهما من العرب الذين خطفوا الأضواء من البرازيليين والأوروبيين وغيرهم.
مشاركة :