يترقب اليمن بدءاً من منتصف ليل اليوم (الأربعاء)، دخول اتفاق لوقف إطلاق النار 72 ساعة قابلة للتجديد، أعلنته الأمم المتحدة بعد زهاء عشرة أيام من تصعيد حاد في النزاع المستمر منذ 18 شهراً. وتأتي هذه الهدنة، وهي السادسة بين قوات حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المدعوم من التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتمردين الحوثيين وحلفائهم الموالين للرئيس السابق علي عبدالله صالح، بعد ضغوط دولية على طرفي النزاع، إثر غارات شنتها مقاتلاته على قاعة عزاء في صنعاء وأدت لمقتل 140 شخصاً على الأقل، تبعها تصعيد الحوثيين عملياتهم الحدودية. وأعلن المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد أمس الثلثاء (18 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، أن الهدنة ستدخل حيز التنفيذ الأربعاء 19 أكتوبر عند الساعة 23,59 (20,59 ت غ). وأشار إلى تلقيه تأكيدات من كل الأطراف «بالتزامها بأحكام وشروط وقف الأعمال القتالية». وكان الرئيس هادي أعلن قبيل ذلك، موافقته على وقف لإطلاق النار. والثلثاء، نقلت صحيفة «الشرق الأوسط» السعودية عن وزير خارجية المملكة عادل الجبير قوله للصحافيين في لندن، إن بلاده ترغب في انهاء الاعمال القتالية في اليمن «أمس قبل اليوم». وأكد استعداد الرياض لوقف إطلاق نار، يبقى رهناً بالتزام الحوثيين الذين لم يعلنوا بعد موقفاً رسمياً من وقف النار. وكان المتحدث باسم جماعة «أنصار الله» (الاسم الرسمي للحوثيين)، محمد عبد السلام قال عبر «تويتر» الأحد إن «وقف إطلاق النار الشامل براً وبحراً وجواً وفك الحصار والحظر الجوي موقف يطالب به كل اليمنيين والمشاورات في ظل استمرار الحرب مضيعة للوقت». وأوضح المبعوث الدولي أن وقف النار هو بمثابة استئناف لهدنة طبقها أطراف النزاع بدءاً من 10 أبريل/ نيسان ولكنها ما لبثت أن انهارت، وهو المصير الذي غالباً ما واجهته اتفاقات مماثلة سابقة. وترافقت الهدنة الأخيرة مع مشاورات سلام بين أطراف النزاع برعاية الأمم المتحدة في الكويت. إلا أن المباحثات علقت مطلع أغسطس/ آب في ظل عدم توصل الحكومة والحوثيين إلى أي خرق. ودعا ولد الشيخ الأطراف جميعاً «لتشجيع الاحترام الكامل لوقف الأعمال القتالية حتى يفضي إلى نهاية دائمة للنزاع في اليمن»، مذكراً بأن «وقف الأعمال القتالية يشمل الالتزام بالسماح بحركة المساعدات الإنسانية والموظفين الإنسانيين دون أية عوائق إلى كافة المناطق». بوادر تهدئة وأتى إعلان الاتفاق غداة دعوة الولايات المتحدة وبريطانيا والأمم المتحدة من لندن، إلى إعلان وقف لإطلاق النار في أسرع وقت. وأكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري أنه «آن الأوان لإعلان وقف لإطلاق النار غير مشروط وبعدها العودة إلى طاولة المفاوضات». وكانت بريطانيا أعلنت الجمعة أنها ستقدم لمجلس الأمن الدولي، مشروع قرار يدعو لاستئناف مشاورات السلام. إلا أن سفيرها لدى الأمم المتحدة، ماثيو رايكروفت أشار الاثنين إلى تريث بلاده حيال هذه الخطوة، في انتظار جهود الوساطة التي تقوم بها الأمم المتحدة.
مشاركة :