اليوم الكبير قد حان لعشاق الفضاء مع اقتراب هبوط المسبار التابع لمشروع" أكزومارس" الأوروبي الروسي على سطح المريخ بعد 7 أشهر من الترحال عبر الفضاء. فمن المقرر أن يدخل المسبار الغلاف الغازي للمريخ في تمام الساعة 14:42 بتوقيت غرينيتش. وينبغي أن يهبط على سطح الكوكب الأحمر بعد حوالي 6 دقائق من دخوله الغلاف الغازي أي عند الساعة 14:48 بتوقيت غرينيتش/ وفقا للجدول الزمني لوكالة الفضاء الأوروبية. وسوف تقوم قناة RT ببث هذا الحدث المذهل. وقال مارك McCaughrean، كبير المستشارين العلميين في وكالة الفضاء الأوروبية، في مقابلة مع RT :"اليوم سيشهد القيام بخطوة أولى هامة جدا في هذا البرنامج المشترك من خلال هبوط مسبار"سكياباريلي" على سطح المريخ لإثبات أننا نملك الإمكانيات والتقنيات اللازمة للهبوط بأمان. كما سيوضع المتتبع Trace Gas أيضا في مدار حول المريخ ليكون جزءا هاما من بعثة علمية تبحث عن الحياة على هذا الكوكب الأحمر". وتعد بعثة "إكزومارس" مثابة برنامج فضائي يضم مرحلتين أعد بمشاركة وكالة الفضاء الأوروبية و مؤسسة "روسكوسموس" الروسية. وفي شهر مارس/ آذار من هذا العام، أطلق صاروخ Proton-M بنجاح من مطار بايكونور الفضائي حاملا المركبة الفضائية "إكزومارس" ليضع بداية هذا المشروع الهام. وبهبوط "سكياباريلي"، يهدف العلماء إلى تمهيد الطريق لإنزال روفر EAS على سطح المريخ باستخدام المنصة الروسية في عام 2020. ويكمن هدفه الأساسي حتى الآن في تحقيق جميع الخطوات المتبعة لهبوط مسبار"سكياباريلي" على سطح المريخ والتي ستشمل قياس ودراسة خصائص الغلاف الجوي في أثناء الهبوط. وعلى الرغم من محدودية القدرات البحثية للمسبار، فإنه سوف يهبط على سطح المريخ خلال ما يسمى بـ "موسم الغبار"، وهذا الأمر ذو أهمية خاصة بالنسبة للعلماء، علماً أن البيانات التي ستُجمع يمكن أن تسلط الضوء على خصائص الغلاف الغازي للمريخ. وقال مارك :"هذه المهمة مثيرة للاهتمام لأن الغبار يمكن أن يغطي كوكب المريخ بأكمله خلال هذا الموسم. ومن المهم جدا فهم خصائص الغلاف الغازي لكوكب المريخ من أجل القيام بالبعثات المستقبلية". وتكمن المهمة الأساسية للمتتبع Trace Gas في البحث عن الغازات، وعلى وجه الخصوص غاز الميثان الذي يُعتبر الأهم بالنسبة للنشاط البيولوجي على سطح الكوكب الأحمر، وبعبارة أخرى يمكن أن يكون إشارة إلى وجود الحياة هناك. وفي عام 2020، سيقوم المسبار بالحفر على عمق مترين في سطح الكوكب الأحمر من أجل البحث عن علامات الحياة فيه ودراسة كيفية توزع الجليد في تربته. وأضاف مارك موضحا :"وضع العلماء حجر الأساس لهذا المشروع مع علمهم المسبق أن الوقت ما زال مبكرا لإطلاق بعثة مأهولة إلى المريخ، وإذا ما استطعنا التأكد من عمل التكنولوجيا المتطورة المتمثلة في بعثات الروبوت، فربما سيمهد هذا أمامنا الطريق لبعثات المستقبل المأهولة إلى المريخ في غضون الـ20 إلى الـ30 سنة المقبلة". المصدر: RT ديمة حنا
مشاركة :