سعود عبدالله الحمين* بداية نشكر حكومتنا الرشيدة على ما توليه من اهتمام منقطع النظير تجاه الشعب السعودي الكريم ومن ذلك مضاعفة الجامعات وإتاحة الفرصة للشباب للابتعاث الخارجي ونهل العلوم من مختلف البلدان حول العالم والانفتاح على الحضارات الاخرى. فقد اتاح الابتعاث الخارجي للطلاب فرصة مقارعة اقرانهم من مختلف بلدان العالم والاحتكاك بهم والدليل كثرة الخريجين الذين تبوأوا مناصب عديدة سواء في القطاع العام أو الخاص حيث تعد دول أميركا وبريطانيا وكندا واستراليا أكثر الدول الحاضنة للطلبة السعوديين. لذا أود ان اتحدث عن الطلبة في المملكة المتحدة تحديداً حيث يعاني الطلاب من غلاء المعيشة وصعوبة متطلبات الحياة، فالمملكة المتحدة من أغلى الدول حول العالم إن لم تكن الأغلى. فالمبتعث يجد صعوبة كبيرة فيها من حيث ارتفاع اسعار المساكن والمواد الغذائية وايضا المواصلات ناهيك عن من لديه اطفال ويحتاج حضانات ومستلزمات اساسية لهم. في السابق كانت المكافأة الشهرية للطلبة المبتعثين تأتي متذبذبة بسبب التغير في سعر صرف العملة (الجنيه الاسترليني) من فترة الى أخرى فتارة ينخفض سعر صرف الجنيه الاسترليني فيكون سعر الصرف من مصلحة الطالب فتصبح مكافأته أعلى وتارة أخرى يرتفع سعر الجنيه الاسترليني فيكون سعر الصرف ليس من مصلحة الطالب فتصبح مكافأته اقل. ونظرا لهذه الظروف والتذبذبات في سعر صرف الجنيه الاسترليني الذي يجعل الطالب في حيرة وليس على علم دقيق بدخله الشهري لكي يبني عليه مصروفاته، اتخذت الحكومة مشكورة قراراً مهماً بتثبيت سعر الصرف للطلبة المبتعثين وكان ذلك في تاريخ 5/5/1429 للهجره وبالفعل تم تثبيت سعر الصرف عند 5,93 ريالا للجنيه الاسترليني الواحد وقد كان وقتها سعر الجنيه الاستريني حوالي 6,50 ريالات تقريبا. في يومنا هذا يشهد الجنيه الاسترليني تراجعا كبيرا في سعر الصرف مقارنة بالعملات الاخرى وبالأخص الريال السعودي فاليوم يتم صرف الجنيه الاسترليني عند حوالي 4,66 ريالات وهذا يعد تراجعا كبيرا جدا للجنيه الاسترليني. ونظير هذا التراجع في سعر صرف الجنيه الاسترليني فقد بدأت اسعار السلع في الارتفاع بشكل ملحوظ علاوة على ما كانت عليه بالسابق نظرا لأن اغلب المواد الغذائية يتم استيرادها من خارج المملكة المتحدة مما ساهم في زيادة المصروفات ولا ننسى انه بالفعل قد ارتفعت اسعار الاجارات للمساكن. الضرر الكبير الحاصل للطلبة المبتعثين هذا اليوم يكمن في تثبيت سعر الصرف السابق فالمخصصات الشهرية للطالب المبتعث 6929,17 ريال، ومع تثبيت سعر الصرف (5,93) يحصل الطالب المبتعث على 1168,49 جنيه استرليني ففي ذلك الوقت تمت مراعاة مصلحة الطالب في سعر الصرف، فلو تم الغاء تثبيت سعر الصرف ويتم سعر الصرف اليوم 12/1/1438 عند سعر 4,66 يحصل الطالب على (1486,94 جنيه استرليني) مما يعني انه فقد حوالي 318 جنيه استرليني جراء تثبيت سعر الصرف، هذا اذا ماكان المبتعث فرد واحد من دون عائلته فسوف يكون الضرر عليهم اكبر. أخيرا يتضح لنا أنه تم تثبيت سعر الصرف 5,93 للطلبة المبتعثين في ذلك الوقت بناء على المصلحة لهم وفي حالتنا اليوم عند سعر 4,66 تنتفي هذه المصلحة انتفاء كليا. لذلك نرجوا من وزارة التعليم والجهات ذات العلاقة أن تعيد النظر في سعر الصرف الحالي للطلبة المبتعثين فيكون هناك إعادة تقييم لسعر الصرف الحالي ويراعي أيضا مصلحة الطالب والله ولي التوفيق. *طالب دكتوراه المملكة المتحدة
مشاركة :