القوات العراقية تستعد لاقتحام قرقوش على مشارف الموصل

  • 10/20/2016
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

القيارة (العراق) - تواصل القوات العراقية الاربعاء تقدمها نحو قرقوش، أكبر البلدات المسيحية في البلاد بهدف استعادتها من تنظيم الدولة الاسلامية في اطار العملية العسكرية الضخمة التي بدأت الاثنين في اتجاه مدينة الموصل. واقتحمت القوات العراقية الثلاثاء ضواحي قرقوش التي تقع على بعد نحو 15 كلم جنوب غرب الموصل، لكن المواجهات مستمرة مع جهاديين يتحصنون داخل المدينة. وحققت العملية التي تنفذها القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي بقيادة واشنطن وتعد الأكبر منذ سنوات، تقدما سريعا خلال اليومين الماضيين. وقال ضابط عراقي إن قوات من مكافحة الإرهاب التي تولت مهاما صعبة خلال عمليات نفذتها القوات العراقية في الفترة الماضية، تستعد للسيطرة على قرقوش. وقال الضابط وهو برتبة عقيد في القوات البرية وكان يتحدث من قاعدة القيارة، أحد أكبر مقار القوات الأمنية العراقية في المنطقة "نحن نحاصر الحمدانية الآن"، في إشارة الى المنطقة التي تقع فيها مدينة قرقوش المسيحية. وأضاف "نقوم بإعداد خطة لاقتحامها وتطهيرها بعد ذلك. توجد جيوب وتدور اشتباكات وأرسلوا (الجهاديون) سيارات مفخخة، لكن هذا لن ينفعهم". واحتفل مئات المسيحيين في اربيل، عاصمة اقليم كردستان العراقي مساء الثلاثاء بتقدم القوات العراقية نحو مدينتهم التي اضطروا للفرار منها حين سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية قبل سنتين. وقال أحد المحتفلين وهو صحافي يدعى حازم كاردومي "اليوم يوم مبارك. ما من شك في أن أرضنا ستتحرر ونشكر الرب ويسوع المسيح والعذراء مريم". لا دخان ولا حلاقة وقرقوش هي أكبر مدينة مسيحية في العراق وكان يعيش فيها خمسون الف شخص عشية استيلاء الجهاديين عليها في اغسطس/اب 2014 في هجوم دفع بالغالبية العظمى من أبنائها الى الفرار. ووصف بونوا فرج كامورا، رئيس جمعية "الاخوة" في العراق وهي منظمة إنسانية فرنسية لدعم الأقليات، قرقوش بأنها "كانت البقعة التي تجمع العدد الأكبر من المسيحيين في مكان واحد وهي تحمل بعدا ورمزا قويين". وتسعى القوات العراقية إلى محاصرة مدينة الموصل من جهات عدة بينها المحور الجنوبي حيث تتحرك قوات حكومية انطلاقا من قاعدة القيارة على امتداد نهر دجلة. في موازاة ذلك، تتقدم قوات البشمركة الكردية من المحور الشرقي. وباتت القوات العراقية الاربعاء في قرية باجوانية الواقعة على بعد حوالى 30 كيلومترا جنوب الموصل. وفي الموصل، قال سكان إن العديد من الشوارع تغلق أمام حركة المرور ليلا وتكون نصف فارغة أثناء النهار. وقال أحدهم معرفا عن نفسه باسم أبوعماد "معظم المتاجر لم تفتح أبوابها هذا الأسبوع. فقط المتاجر الصغيرة تفتح لساعات قليلة في اليوم". وأشار الى ارتفاع الأسعار منذ بداية العملية فضلا عن سعر الصرف، حيث يتم تداول الدولار عند 1.600 دينار في السوق السوداء مقابل 1.400 الاسبوع الماضي. وخرجت عائلات كثيرة من منازلها أمام القوات الحكومية المتقدمة وهي تلوح برايات بيضاء. وقال ضابط برتبة رائد في الشرطة الاتحادية "تدقق قواتنا في الهويات الشخصية مقارنة بمعلومات من مصادر محلية للبحث عن عناصر من داعش". وبدا معظم الرجال والشباب بلحى طويلة، لأن الجهاديين كانوا يحرمونهم من حلاقة ذقونهم. وتوجه أحد السكان الذي قدم نفسه باسم أبوعبد الله ويعمل راعيا نحو جندي عراقي يسأله الحصول على سيكارة. وقال "حرموني من التدخين منذ عامين". المدنيون دروع بشرية ويشارك عشرات آلاف المقاتلين في تنفيذ عملية استعادة الموصل ضد الجهاديين الذين يقدر عددهم بما بين ثلاثة آلاف إلى 4500 مسلح داخل المدينة. وتتخوف المنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة من نزوح قرابة مليون شخص من المدينة بحثا عن ملاذ آمن، وسيحتاج أغلب هؤلاء الى مأوى وإعلان حالة طوارئ لتأمين حاجاتهم الانسانية. وقال المتحدث باسم البنتاغون الكابتن جيف ديفيس "نعلم أن المدنيين سيستخدمون كدروع بشرية. انهم محتجزون هناك رغما عنهم". واستطاع العديد من المدنيين خلال الأيام الماضية الهروب من الموصل وما حولها الى مناطق أخرى آمنة وبينهم من توجه إلى سوريا التي تمزقها الحرب أيضا. وقالت منظمة "سايف ذي تشلدرن" الاربعاء إن "آلاف العراقيين اليائسين يفرون الى مخيم قذر مكتظ للاجئين السوريين في محاولة للهرب من هجوم الموصل". وأشارت إلى وصول حوالى 50 ألف من هؤلاء إلى مخيم الهول خلال الأيام العشرة الماضية. من جهة أخرى قال مسؤول عسكري أميركي للصحفيين في واشنطن الأربعاء إن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة لا يدعم الفصائل الشيعية في قوات الحشد الشعبي ولم ير لهم وجودا ضمن أي تشكيل يدعمه التحالف في عملية استعادة الموصل. وأضاف الميجر جنرال جاري فوليسكاي قائد القوات البرية التابعة للتحالف في المعركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية "فيما يتعلق بقوات الحشد الشعبي الشيعية، لا يدعم التحالف سوى العناصر الواقعة تحت القيادة والسيطرة المباشرة لقوات الأمن العراقية وقوات الحشد الشعبي الشيعية ليست كذلك. لذلك فإننا لا ندعمها."

مشاركة :