موسكو ترفض تمديد هدنة حلب وتمهل الفصائل 11 ساعة

  • 10/20/2016
  • 00:00
  • 28
  • 0
  • 0
news-picture

على وقع حراك دبلوماسي على مستوى عال واجه فيه الرئيس الروسي ضغوطاً كبيرة في برلين واتفق فيه المجتمعون في جنيف على ضرورة فصل جبهة «فتح الشام» عن المعارضة السورية المعتدلة، دخلت الهدنة الروسية الهادفة لإجلاء المدنيين والمقاتلين من حلب الشرقية حيز التنفيذ صباح اليوم، وسط إصرار من الفصائل على البقاء وعدم الاستسلام. مع دخول حلب الشرقية يومها الثاني من دون أن تتعرض لغارات روسية وسورية تمهيداً لبدء سريان هدنة إنسانية مدة 8 ساعات لم تلق صدى في أوساط السكان أو فصائل المعارضة، تواصلت الجهود الدبلوماسية لاختراق جدار الأزمة السورية، بعقد قادة ألمانيا وروسيا وفرنسا اجتماع عمل في برلين، تزامن مع شروع موسكو وواشنطن بمشاركة الدول المؤثرة، وعلى رأسها السعودية وتركيا وقطر، في جهود فصل المعتدلين عن «جبهة فتح الشام». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن: «ليست هناك غارات جوية منذ صباح الثلاثاء حتى الآن»، موضحاً أنه رغم ذلك تستمر الاشتباكات على محاور عدة خصوصاً في المدينة القديمة. وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني أو «الخوذ البيضاء» إبراهيم أبو الليث أنه «ليس هناك طيران حالياً، ولكن هناك قذائف وراجمات صواريخ»، مؤكداً أن «السكان لا يزالون خائفين، لأنهم لا يثقون بالنظام وروسيا». وبعد تعذر إدخال المواد الغذائية والأدوية والمساعدات منذ ثلاثة أشهر بسبب الغارات والحصار، استغل سكان حلب الشرقية، توقف الغارات للخروج من منازلهم وشراء المواد الغذائية التي لا تنفك تتضاءل كمياتها في السوق. لا تمديد واستبعد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف وقف القصف في حلب من جانب واحد، مؤكداً أن موسكو لا ترى بعد أي مغزى لاجتماع وزير الخارجية سيرغي لافروف مع نظيره الأميركي جون كيري. ولاحقاً، أعلن الجنرال سيرغي رودسكوي من هيئة الأركان الروسية أن وقف إطلاق النار الشامل سيتم تمديده ثلاث ساعات ليستمر في الإجمال 11 ساعة، موضحاً أن المقاتلات الروسية والسورية "ستبقى على مسافة 10 كلم من حلب خلال الهدنة". قمة برلين دبلوماسياً، استضافت برلين أمس «اجتماع عمل» حول سورية وأوكرانيا جمع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الفرنسي فرنسوا هولاند، الذي أوردت أوساطه أن الهدف من القمة هو «إيصال الرسالة نفسها إلى بوتين: وقف دائم لاطلاق النار في حلب وإيصال المساعدات الانسانية لوقف المأساة». إلا أن موسكو أفشلت القمة مسبقاً وقللت من أهميتها مشيرة الى أن القمة ستعطي الاولوية لأوكرانيا. إردوغان وحذر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أمس من فرار ما لا يقل عن مليون سوري إلى تركيا إذا بدأ النزوح من مدينة حلب، مؤكداً أنه بحث مع نظيره الروسي ليل الثلاثاء- الأربعاء اتفاقاً بشأن إخراج «جبهة فتح الشام» من حلب الشرقية. فرز المعارضة وفي جنيف، بدأ عسكريون روس وأميركيون وسعوديون وقطريون وأتراك أمس العمل على تحديد مواقع المعارضة المعتدلة وفصل عناصرها البالغ عددهم 900 بحسب الأمم المتحدة و400 من أصل نحو 15 ألفاً وفق المرصد، عن «فتح الشام»، في مهمة تعد من النقاط الأكثر تعقيداً في المفاوضات الروسية- الأميركية. وشددت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا انتونوفا على عدم وجود أي ذرائع لتأجيل هذه العملية، مشيرة إلى الشرط الأميركي لتحقيق الفرز تمت تلبيته بوقف إطلاق النار. الأسد وفي مقابلة مع قناة تلفزيونية سويسرية عرضت مساء أمس، قال الرئيس بشار الأسد: «علينا حماية الناس، وأن نتخلص من هؤلاء الارهابيين في حلب»، مضيفاً «علينا أن نهاجم الارهابيين، وهذا بديهي، وهذه مهمتنا طبقاً للدستور والقانون». وأنهت قوات الأسد الاستعدادات لإخراج المسلحين من حلب الشرقية عبر معبرين الأول باتجاه حي المشارقة والثاني باتجاه تقاطع دوار الجندول الليرمون حتى الكاستيلو واستقدمت الحافلات بالقرب من المنطقة. وفي وقت سابق، أعاد المستشار القانوني للجيش الحر أسامة أبو زيد التأكيد أمس الأول على رفض أي مقاتل الخروج من حلب، مشدداً على أن «هذه هي أرضهم وأنهم لن يتركوها أو يستسلموا». وأضاف: «سنواصل النضال». حشد واتهامات على صعيد متصل، اتهمت الخارجية الروسية سلاح الجو البلجيكي المشارك في التحالف الدولي بقيادة واشنطن بقتل ستة مدنيين وإصابة أربعة آخرين بجروح إثر «عملية قصف أدت إلى تدمير منزلين» ليل الاثنين- الثلاثاء في منطقة حساجك في حلب. لكن وزارة الدفاع البلجيكية نفت الاتهامات الروسية. وقالت المتحدثة باسمها لورانس مورتييه: «لم نكن في المنطقة. ولا علاقة لنا بالهجوم المذكور». واستدعت بلجيكا السفير الروسي احتجاجا. وفي إطار استمرار الحشد الروسي، نشر الجيش النرويجي أمس الأول صوراً لحاملة الطائرات الوحيدة للبحرية الروسية «الأميرال كوزنيتسوف»، وهي تبحر مع سبع سفن حربية باتجاه سورية. وقالت المتحدثة باسم مركز عمليات الجيش النرويجي الكومندان اليزابيث ايكلاند: «أُبلِغنا أنهم في طريقهم إلى المتوسط»، مضيفة أنه «من غير المعهود أن نرى هذا العدد الكبير من السفن تبحر معاً قبالة النرويج». استفتاء على الأسد في غضون ذلك، كشف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في جلسة غير علنية لمجلس الشورى أن الظروف السياسية لإجراء استفتاء في سورية تتم تهيئتها حالياً. ووفق وكالة «مهر» للأنباء فإن، عرض آخر المستجدات الاقليمية وتطورات الشأن السوري في اجتماع لوزان الأخير على البرلمان، موضحاً أن أطرافاً كانت ترى سابقاً أن الحل الوحيد في إبعاد الأسد تعمل اليوم على إجراء استفتاء. وأكد ظريف أن إيران اشترطت حضورا دوليا متوازنا في لوزان لا يقتصر على قطر وتركيا والسعودية، مبيناً أن الطرف الآخر وافق على الشروط وضم العراق ومصر للاجتماع. قطار التهجير يصل إلى المعضمية في إطار حملة التهجير القسري، دخلت صباح أمس حافلات لنقل رافضي المصالحة وعائلاتهم من ريف دمشق، إلى محافظة إدلب، بموجب اتفاق بين النظام ولجنة التفاوض، يقضي بخروج 620 مسلحا، 420 منهم من معضمية الشام، و230 نزحوا إليها من مناطق مجاورة، إضافة إلى عائلاتهم وتسليم الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأكد عضو لجان المصالحة حسن غندور أنه تم تأخير عملية الخروج، التي من المقرر أن تستغرق أياما، بسبب محاولة الأهالي منع ذويهم من التوجه إلى ريف إدلب، وتسوية أوضاعهم وبقائهم في مدينتهم، لكن المسلحين رفضوا ذلك، ورفضوا ايضا وجود تغطية إعلامية لخروجهم.

مشاركة :