«داعش» يفرمل تحرير الموصل - خارجيات

  • 10/20/2016
  • 00:00
  • 27
  • 0
  • 0
news-picture

ما بين استماتة مقاتلي تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الدفاع عن «عاصمة الخلافة» وبين محاولة القوات الحكومية تجنّب إيقاع ضحايا من المدنيين، شهدت معركة تحرير مدينة الموصل، مركز محافظة نينوى، شمال العراق، أمس، إخفاقات للقوات الحكومية، حيث انسحب «اللواء 35» في الفرقة التاسعة للجيش من مناطق في قضاء الحمدانية ومركزه مدينة قرقوش، التي اقتحمها، أول من أمس، بعد تعرضه لهجوم من قناصة التنظيم، كما تأجّل هجوم البيشمركة من محور بلدة بعشيقة، شمال شرقي الموصل، فيما استهدف «داعش»، البيشمركة على جبال سنجار غرب الموصل، بهجوم كبير. وفي ثالث أيام المعركة، هاجم «داعش» الجيش في قضاء الحمدانية، وفجر سيارتين مفخّختين، وأجبره على الانسحاب من قرقوش ومناطق اخرى، ما دعا طيران التحالف إلى قصف مواقع للتنظيم. وقرقوش هي أكبر مدينة مسيحية في العراق، كان يعيش فيها 50 ألفاً، عشية استيلاء «داعش»عليها في أغسطس 2014 في هجوم دفع بالغالبية العظمى من أبنائها الى الفرار. وأفاد مصدر رفيع في «قيادة قوات البيشمركة» بأن «تأجيل الهجوم من محور بعشيقة يأتي بسبب النقص الحاصل في الدعم اللوجستي، وتأخر قدوم الجيش إلى هذه المنطقة» حيث يعسكر في غالبيته في منطقة تل أسقف وينتشر على طول خطوط المواجهة مع «داعش». كما شن «داعش» هجوما كبيرا على المواقع المتقدمة لقوات البيشمركة في جبال سنجار، لكنها تمكّنت من صدّه وإجباره على الانسحاب إلى أطراف تلعفر وإلى الجنوب من منطقة الكسك. بدورها، أعلنت قوات الشرطة الاتحادية تحرير قرية أرفيلة ضمن ناحية القيارة جنوب الموصل. وقال الفريق الركن رائد شاكر جودت إن «الشرطة الاتحادية تمكنت من تفجير مركبتين مفخّختين خلال عملية تحرير القرية وتتجه نحو ناحية حمام العليل من أجل تطويقها واقتحامها خلال الساعات المقبلة».في المقابل، أفادت وكالة «أعماق» للأنباء، التابعة للتنظيم، بأنه «استعاد قرية إبراهيم الخليل، المقابلة لبلدة الكوير، جنوب شرقي الموصل، من أيدي البيشمركة».وأوضح سكان محليون أن التنظيم فجّر مبنى محافظة نينوى في شارع الجمهورية وسط الموصل ومباني مديرية الجوازات والجنسية العراقية في منطقة باب البيض، واعتقل 12 من موظفي دائرة صحة نينوى واقتادهم الى جهات مجهولة.على صعيد مماثل، قال قائد «العمليات المشتركة في العراق» الفريق أول الركن، طالب شغاتي: «نريد من الأهالي البقاء في منازلهم لتجنبهم آثار القتال، فقد أعددنا لهم ممرات آمنة، ولدينا خطة في حال حصول حالات نزوح بالتعاون مع جهات اخرى».وتابع: «داعش يعمل على جعل الاهالي دروعا بشرية لحماية مقاتليه»، لافتاً إلى أن «القوات أطبقت على محاور الموصل والنصر قريب». من ناحيته، أفاد الناطق باسم «العمليات المشتركة» العميد يحيى رسول: «نعمل بدقة، للمحافظة على أرواح المواطنين في الموصل، والممتلكات العامة والبنى التحتية، ولسنا مضطرين إلى تسريع الحسم»، مضيفاً أن المعركة مستمرة و«المساحة الكبيرة التي تحررت خلال اليومين الماضيين، فاقت التوقعات». من جانبه، أوضح «الحشد الشعبي» أنه سيدعم القوات الحكومية المتقدمة صوب تلعفر غرب الموصل لقطع طريق الهروب فعليا أمام مقاتلي التنظيم نحو سورية. سياسياً، أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لنظيره العراقي حيدر العبادي، موقف روسيا الرافض لوجود اي قوات أجنبية على أراضي العراق، من دون موافقة بغداد أو مجلس الامن، معتبراً «هذا الامر غير شرعي، وسنكون معكم في اي وقت». وخلال اتصال هاتفي، أوضح بوتين، أن العالم كله مهتم بمعركة الجيش العراقي في الموصل، مخاطباً العبادي بالقول: «نحن نعلم صعوبة مهمة محاربة الارهاب، ونحن على ثقة بأنكم ستنفّذون ما تخططون له، ونحن شركاء لكم في محاربة الارهاب». وأعلن الكرملين في بيان: «تمنى فلاديمير بوتين النجاح الكامل للجيش العراقي وحلفائه من أجل تحقيق هدفهم». وأفاد الكرملين بأن بوتين، بحث معركة الموصل، خلال مكالمة هاتفية أخرى، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من دون ان يكشف عن تفاصيلها. في سياق متصل، حذر رئيس هيئة أركان القوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري غيراسيموف، من أن الهجوم على الموصل يجب ألا يؤدي الى «إخراج ارهابيي التنظيم من العراق الى سورية»، قائلاً: «يجب عدم إخراج الارهابيين من دولة الى اخرى، انما القضاء عليهم حيث هم. من الأمور الأساسية عدم مطاردة الإرهابيين من بلد إلى آخر ولكن قتلهم على الفور». إلى ذلك، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن باريس ستستضيف اجتماعين دوليين لبحث المستجدات الميدانية في معركة الموصل والجهود اللوجستية والإستراتيجية. وأفادت بأن اجتماع مجلس الدفاع الفرنسي الذي ترأسه الرئيس فرانسوا هولاند، كشف عن عقد اجتماعين، الأول لوزراء الخارجية اليوم، لبحث استقرار الموصل، والثاني لوزراء الدفاع الثلاثاء المقبل.

مشاركة :