ليبيا من الديكتاتوريـة والقمع إلى الانهـيار والإرهـاب

  • 10/20/2016
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

يسرى عادل ليبيا التي أخرجت نفسها من أنياب معمر القذافي، باتت اليوم بين أنياب الإرهابيين والمرتزقة واللصوص، البلاد التي حفرت في ذاكرة الأجيال شيخ الشهداء وأسد الصحراء لا زالت تبحث اليوم بين ركام الفوضى والدمار عن بصيص أمل جديد وعمر مختار آخر يوحد الليبيين، ويتقدمهم نحو استقلال جديد، ليس من استعمار أجنبي هذه المرة، بل من انتحار ذاتي. في مثل هذا اليوم قبل خمسة أعوام، انتهى نظام معمر القذافي على أيدي مجموعة من الثوار في مدينة سرت مسقط رأسه، لتعلن بعدها السلطة الانتقالية في الثالث والعشرين من الشهر نفسه تحرير البلاد ودخولها عهداً جديداً. وفي وقت يحيي الليبيون فيه ذكرى الثورة التي أطاحت بالقذافي،تتجه الأوضاع إلى المزيد من التعقيد، ففي غرب البلاد، حيث العاصمة طرابلس وحكومة الوفاق المدعومة دولياً، خرج رئيس حكومة الإنقاذ السابقة خليفة الغويل ومجموعة من أعضاء المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته في محاولة للسيطرة على مقر المجلس الأعلى للدولة معلنين ما أسموه تصحيح المسار السياسي وانتشال البلاد من جحيم الفشل والفساد في خطوة اعتبرتها حكومة الوفاق الوطني انقلاباً. الحديث عن ليبيا في هذه الظروف يتطلب منّا إجراء تقييم للنتائج التي ترتبت على الثورة، والتداعيات التي نجمت عنها، والتحديات التي تواجهها ليبيا في الوقت الراهن، وإمكانية الخروج من المأزق الذي يعيشه الشعب الليبي في ظل انعدام الأمن والفوضى السياسية. قبل الولوج في الحديث عن ليبيا بعد الثورة، لا بد أولاً أن نتعرف إلى ليبيا قبلها في ظل حكم العقيد القذافي، الذي أفرغ ليبيا من محتواها كدولة مؤسسات، وحولها إلى ما يشبه مزرعة يديرها بفردية مطلقة، مبدداً الثروات الليبية في مغامرات هنا وهناك، ناهيك عن آلية القمع السياسي الممنهج التي اتبعها مع كل من خالفه بالرأي، ويمكن القول إن ليبيا في عهد القذافي كانت تعاني غياب دور مؤسسات الدولة في الكثير في مرافق الحياة السياسية والاقتصادية رغم كل الشعارات التي كانت ترفع حول مشاركة الشعب في اتخاذ القرار. فالقذافي حكم البلاد بديكتاتورية مطلقة، وزعم أنه خلق مساواة بين الأفراد، وعلى الرغم من أن أفعاله تعني العكس تماماً فقد استطاع القذافي خلال فترة حكمه تقريب قبائل ذات ثقل معيَّن من حاشيته، وإغداق العطايا عليهم لضمان ولائهم له، متمكناً بذلك من بسط سيطرته على البلاد وقبائلها المتعددة لمدة أربعة عقود. ... المزيد

مشاركة :