عادة ما تكون المناظرة الثالثة والأخيرة بين مرشحي الرئاسة الأميركية أقل إثارة للاهتمام، ولكن المناظرة الأخيرة بين المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب ومنافسته عن الحزب الديموقراطي هيلاري كلينتون في لاس فيغاس قد تكون استثناء. وتنبع أهمية هذه المناظرة من أنها تأتي في أعقاب مزاعم ترامب بأن حملة كلينتون ووسائل الإعلام والمؤسسة السياسية تتآمر من أجل «تزوير» نتيجة الانتخابات ضده. وركز ترامب مزاعمه على «التزوير» منذ الكشف عن مقطع فيديو يرجع إلى عام 2005 تحدث فيه بصورة جنسية مهينة عن النساء. وأصبحت تصريحات ترامب محور التركيز الرئيسي في الانتخابات الأميركية رغم اعتذاره عنها. ومنذ ذلك الحين، تقدمت عشرات السيدات لاتهام رجل الأعمال ترامب بالتحرش الجنسي بهن، وكانت معظم هذه الأفعال منذ أكثر من عقد من الزمان. وقال مدير المناظرة التي ستستضيفها جامعة ميشيغان آرون كال إنه لن تكون هناك لحظات مملة في المناظرة. ومع دخول الحملة الانتخابية آخر ثلاثة أسابيع، تتقدم كلينتون في استطلاعات الرأي على منافسها ترامب، ويرى مراقبون أن أداء ترامب خلال هذه المناظرة لن يغير هذه النتيجة. وستجرى المناظرة على مدار 90 دقيقة ويتوقع أن يشاهدها نحو 50 مليون شخص على التلفزيون الأميركي. وأضاف كال لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنه نظرا لاستطلاعات الرأي الحالية، فإن ترامب «يجب ألا يشعر بأي ضغط لأنه لا يوجد لديه الكثير ليخسره». وأوضح أن ترامب ينبغي أن يركز على قضايا مثل استخدام كلينتون بريد إلكتروني خاص خلال عملها وزيرة للخارجية، ومزاعم دفع مؤسسة كلينتون أموال مقابل امتيازات، واختراق رسائل البريد الإلكتروني. وفي الوقت نفسه، أكد كال أن كلينتون «لا تحتاج إلى افتعال اشتباك على أي شيء، لكنها يجب أن تختار نقاطا لمواجهة ترامب وعدم السماح له بالبقاء في الهجوم طوال الليل، كما تحتاج إلى موضوعات جديدة وبعض المفاجآت». وأثار ترامب دهشة المراقبين أمس الأربعاء بدعوة الأخ غير الشقيق للرئيس باراك أوباما للجلوس في قسم مؤيديه في مكان المناظرة في جامعة نيفادا في لاس فيغاس. وقال مالك أوباما الذي يعيش في واشنطن العاصمة، ويحمل الجنسيتين الأميركية والكينية، إنه سيكون ضيف ترامب وإنه «متحمس» لتوجيه الدعوة إليه. وأضاف مالك لصحيفة نيويورك بوست إن «ترامب يمكن أن يجعل أميركا بلدا عظيما مرة أخرى».
مشاركة :