قال وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل غارثيا-مارغايو إن أياً من دول الاتحاد الأوروبي الـ28 لن تعترف بنتائج الاستفتاء المقرر إجراؤه في 16 من الشهر الجاري، حول انضمام شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى الاتحاد الروسي، باعتباره مخالفاً للقانون الأوكراني والدولي. جاءت تصريحات الوزير الإسباني في لقائه مع نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد والتنمية المستدامة في جورجيا، جورجي كفيريكاشفيلي، خلال إفطار عمل في العاصمة الإسبانية مدريد. وقال أن الأزمة الأوكرانية تشكل مصدر "قلق كبير" للمجتمع الدولي، مضيفاً أن "الاستفتاء ضد الدستور الأوكراني، الذي ينص على سلامة أراضي البلاد". وأشار إلى أن الدستور الأوكراني في ذكره لجمهورية القرم ذات الحكم الذاتي، نص على أنه يجب أن تكون جميع قرارتها "في إطار النظام القانوني المحلي". وشدّد الوزير الإسباني على أن "كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لن تعترف بنتائج هذا الاستفتاء غير القانوني، كونه يتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة ووثيقة هلسنكي الختامية واتفاقية الصداقة والتعاون بين الاتحاد الروسي وأوكرانيا". وتشهد أوكرانيا حاليا أزمة سياسية على خلفية إقالة الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الموالي لموسكو من منصبه من قبل البرلمان واستحواذ المعارضة على السلطة عقب ثلاثة شهور من الاحتجاجات ضده، ووسط تخوفات من تدخل عسكري روسي موسع في المنطقة بعد نشر قواتها في جمهورية القرم ذاتية الحكم التي تقطنها غالبية تنطق بالروسية، إلا أنها تابعة لأوكرانيا. ولا تعترف السلطات الجديدة في كييف بحكومة شبه جزيرة القرم، التي لا تزال تعتبر يانوكوفيتش الهارب إلى روسيا، الرئيس الشرعي لأوكرانيا. وحذر رئيس الوزراء البريطاني دافيد كامرون والمستشارة الألمانية أنغيلا مركل من أن روسيا الاتحادية قد تواجه "عواقب أخرى" إذا حاولت إضفاء الشرعية على أي محاولة من جانب شبه جزيرة القرم للانفصال عن أوكرانيا، وأكدا أن الاستفتاء المقترح في غضون أسبوع في شبه جزيرة القرم غير قانوني. وكان كامرون ومركل قد ناقشا تطورات الأزمة فى أوكرانيا على عشاء عمل مساء أمس، خلال زيارة كامرون ألمانيا والتي تستمر يومين، وقال ناطق باسم رئاسة الوزراء البريطانية: "إنهما اتفقا على أن الأولوية هي لوقف تصعيد الموقف وإدخال روسيا في مجموعة اتصال في أسرع وقت ممكن". وأضاف الناطق: "أعادا تأكيد وجهتي نظرهما بأن الاستفتاء المقترح في شبه جزيرة القرم سيكون غير قانوني وأن أي محاولة من جانب روسيا لإضفاء الشرعية على نتيجة هذا الاستفتاء ستؤدي إلى مزيد من العواقب". وتابع: "اتفقا أيضا أنه يجب علينا أن نستمر في العمل لدعم الحكومة في أوكرانيا، بما في ذلك تحديد كيف يمكن للمجتمع الدولي أن يساعد على استقرار الوضع الاقتصادي." وكان كامرون أجرى أمس اتصالا بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين طالبه بتكوين مجموعة اتصال تتيح إجراء محادثات مباشرة بين موسكو وكييف. وقال رئيس الوزراء للرئيس بوتين في الاتصال الهاتفي إن بريطانيا والاتحاد الأوروبي يرغبان في العمل فى إطار حل ديبلوماسي، وطالب كامرون بضرورة احترام حق الشعب الاوكراني في تحديد مستقبله، مؤكدا أن الانتخابات التي ستجري نهاية أيار (مايو) المقبل تمثل إحدى أدوات تحقيق ذلك الأمر. وقال الناطق باسم رئاسة الوزراء إن الرئيس بوتين أكد أنه من مصلحة الجميع وجود أوكرانيا مستقرة، مشيرا إلى أنه سيناقش قضية مجموعة الاتصال مع وزير الخارجية الروسى سيرغي لافروف. واتفق الرئيس الروسي مع كامرون على أهمية تقديم دعم مالي واقتصادي الى أوكرانيا. روسياالقرمانغيلا مركلالاتحاد الاوروبياوكرانيالافروفبوتينكاميرون
مشاركة :