قرر روبير مينار رئيس بلدية مدينة بيزييه الفرنسية الواقعة في جنوب البلاد إجراء استفتاء محلي يوم الثامن من شهر أكتوبر المقبل صيغ السؤال المطروح فيه على سكان المدينة على الشكل التالي: هل توافقون على أن تفرض الدولة إقامة مهاجرين جدد في المدينة دون استشارة المجلس البلدي؟ . وأقر مجلس المدينة البلدي يوم الثامن عشر من الشهر الجاري مبدأ تنظيم هذا الاستفتاء لأن السلطات الفرنسية تنوي إرسال 40 مهاجرا ولاجئا إضافيا إلى مركز لإيواء المهاجرين واللاجئين يقع في هذه المدينة في إطار جهود الدولة الفرنسية لتجنب تَشكُّل مُجمَّعات ضخمة يقصدها المهاجرون واللاجئون الجدد وتتحول بسرعة إلى أماكن تشبه أحياء الصفيح أو العشوائيات. وقد نظمت يوم الثلاثاء الماضي بعض الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني مظاهرة أمام مقر بلدية بيزييه احتجاجا على الإجراء الجديد الذي سيتخذه رئيس بلدية المدينة الشهر المقبل والذي يأتي في سلسلة إجراءات تكتسي أحيانا طابعا عنصريا. وهو مثلا حال ملصقات أمر رئيس البلدية بوضعها في مختلف شوارع المدينة قبل قرابة أسبوعين وتُظهر رسوما لأشخاص في هيئة غزاة. وقد كُتبت على الملصقات العبارات التالية: الدولة تفرضهم علينا. لقد قضي الأمر. إنهم يصلون. المهاجرون وسط مدينتنا. وقد اشتكت منظمات تعنى بحماية حقوق الإنسان والمهاجرين روبير مينار لدى القضاء انطلاقا من كون هذه الملصقات تكتسي طابعا عنصريا وتُعَدُّ استثمارا في الحقد والكراهية. الملاحظ أن روبير مينار رئيس بلدية بيزييه معروف بأطروحاته المعادية للمهاجرين ولاسيما المسلمين. وبالرغم من أنه ليس عضوا في حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف، فإن هذا الحزب هو الذي سهل عملية فوزه في أعقاب الانتخابات البلدية الماضية. وحتى في حال نجاح الاستفتاء الذي سينظمه مينار الشهر المقبل ضد مبدأ قبول مهاجرين جدد، فإنه لن يكون قادرا على تفعيل نتائجه لأن مثل هذا الإجراء يظل حتى الآن من صلاحيات الدولة لا من صلاحيات السلطة المحلية.
مشاركة :