ما يحدث في فيغاس يبقى في فيغاس".. هكذا درجت العادة لدى الأميركيين على تداول هذه العبارة عند الحديث عن زيارة أحدهم لهذه المدينة، التي تمتلئ بساحات المقامرة والملاهي الليلية. وهي ذاتها المدينة التي تستضيف المناظرة الرئاسية الثالثة والأخيرة في السباق إلى البيت الأبيض، بين المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون، لهذا لا يتوقع أن يخفى شيئ على أحد هذه الليلة، فأعين المتابعين ووسائل الإعلام مسلطة على لاس فيغاس. ويدخل ترامب وقد حقق رقما قياسيا لم يسبقه إليه مرشح عن حزبه في انتخابات الرئاسة، فترامب يتأخر عن منافسته كلينتون بـ 9 نقاط وفق متوسط استطلاعات الرأي الأخيرة، التي وضعت الأخيرة في المقدمة بنحو 47 بالمائة من أصوات الناخبين في عموم الولايات، أمام 38 بالمائة لترامب. ولا تتوقف المؤشرات السلبية لترامب عند هذا الحد، إذ تشير استطلاعات الرأي لتأخره في الولايات الثلاث التي لا يمكن له أن يكسب السباق دون الفوز بإحداها، وهي ويسكنسن وميتشيغن ونورث كارولينا، حتى ولاية نيفادا التي تستضيف المناظرة الثالثه التي تعد ولاية متأرجحة، يتراجع فيها ترامب بهامش مريح لصالح كلينتون. وأمام هذا السياق، ثمة أسئلة أربعة سيكون على هذه المناظرة الإجابة عليها: - هل ينجح ترامب في تغيير دفة السباق وكسر تقدم كلينتون؟ يدخل ترامب هذه المناظرة بمنطق "لا شيء أخر يمكن أن أخسره" ويريد من خلالها كسر السردية التي لحقت بسمعته خلال الأيام الماضية بعد فضيحة شريط الفيديو والاتهامات بالتحرش الجنسي، التي أثرت على أصوات الناخبين في عدة ولايات وأهمها بنسلفانيا التي كان متقدما فيها على كلينتون قبل هذه الفضيحة. لهذا يريد ترامب أن يلقي بكل ما يملك من حجج أمام الجمهور من أجل تحقيق "المعجزة"، التي قال أحد المقربين من دوائره والملهمين له من أجل الترشح، إد رولينز، إنه يحتاج إليها ليفوز في الثامن من نوفمبر. - بحضور شقيق الرئيس أوباما، هل لدى ترامب خطة خفية؟ عمد قطب العقارات إلى دعوة شقيق مالك أوباما الأخ غير الشقيق للرئيس باراك أوباما، لحضور مناظرة الليلة، ومالك الذي يعيش بين كينيا وواشنطن أميركي الجنسية وولد لأم أخرى غير والدة أوباما، وأعلن مرارا تأييده لترامب منتقدا سياسات أخيه في الحكم. لكن ما الذي يسعى ترامب إليه من خلال هذه الدعوة؟ وهل يتوقع أن يذكره خلال المناظرة؟ وهل أراد بذلك الرد على تصريحات أوباما الأخيرة عن "عويل" ترامب بعد إعلانه التحذير من تزوير الانتخابات؟ البيت الأبيض نفى أي علاقة بين الرئيس وشقيقه، وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش إيرنست: "لا يهتم الرئيس أوباما بمثل هذه الدعوة من عدمها". - شبح "التسريب".. هل تحتفظ كلينتون برباطة جأشها؟ اعتادت المرشحة الديمقراطية للرئاسة التعامل بهدوء، بل وبهز الأكتاف، أمام هجوم غريمها، لكن مع تصاعد التسريبات من ويكليكس التي كشفت عن دواخل حملتها عبر تسريب البريد الالكتروني لمديرها جون بوتيسدا، يمكن أن يعيد ترامب توجيه اتهامات عدم الثقة والكذب لكلينتون مجددا، فهل تخرج عن شعورها وتظهر في موقف ضعيف أم تواصل اعتماد سياسة الهدوء؟ - مذيع "فوكس نيوز" يدير المناظرة، هل يلعب دورا في المواجهة؟ كريس والس أحد أشهر مذيعي "فوكس نيوز" التي تمثل اليمين الأميركي، يدير المناظرة الأخيرة، لكن والس اعتاد الصدام مع ترامب خلال مناظرات الانتخابات التمهيدية، ووجه انتقادات حاده ومباشرة لإجاباته فيها من قبيل، "غير صحيح، أرقامك وآراؤك خاطئة". فهل يلعب والس دورا في هذه المواجهة مع غياب الجمهور مجددا؟ وإلى أي مدى سيضغط على كلينتون في السؤال المتعلق بالتسريبات الأخيرة وخطاباتها أمام شركات ووول ستريت؟
مشاركة :