غوس بويت.. المدرب الذي اعتاد الطرد

  • 10/20/2016
  • 00:00
  • 22
  • 0
  • 0
news-picture

خلال مقابلة معه، قال غوس بويت مدرب نادي ريال بيتيس: «لا أود أن يبدو حديثي هذا سيئًا للبعض، لكن الحقيقة أنك يجب أن تكون مختلفًا، ومتميزًا بعض الشيء - أتحدث إلى كثيرين على غرار زملاء الملعب السابقين روبيرتو دي ماتيو ودان بيتريسكو وجيانفرانكو زولا - وهناك دائمًا حولك من يقول لك: (إياك والتدريب! ما حاجتك إلى التدريب؟ اذهب إلى الشاطئ أو العب الغولف بدلاً عن ذلك). كمدرب، تجد نفسك دائمًا مكشوفًا أمام الجميع بدرجة بالغة، من حيث كل قرار، وكل إيماءة، وكل وجه، وكل تفصيل دقيق». وأضاف: «هذا أمر ليس بالهين على الإطلاق. فإما أن تكون لك سيطرة كاملة على عواطفك، أو على الأقل تعي كيفية إدارتها، أو لا يمكنك ذلك. إنه أمر لا نهاية له. دائمًا ما تتبدل المشاعر من يوم لآخر. ويكفي للدلالة على ذلك النظر إلى معدل الأزمات القلبية التي تحدث». واستطرد بويت قائلاً: «لقد سبق أن التقيت مدري سويندون السابق مارتن لينغ، الذي تعرض لنوبة هلع وانهيار»، وأخبرني: (كنت مثلك ذات يوم، لم يكن هناك ما ينذر بالخطر، وإنما فجأة تمامًا تعرضت لهذا الانهيار يومًا ما). واضطر حينها لإيقاف السيارة والاتصال بالإسعاف، وشعر بصعوبة بالغة في التنفس. واضطر بعد ذلك للابتعاد عن كرة القدم لفترة طويلة، وعانى خلال ذلك الوقت. وقد قال لنا: (من السهل وصف الأمر.. لكن من العسير للغاية التوقف)». وأردف بويت بأن «اللاعب يتدرب طوال الأسبوع حتى يصل إلى نقطة الذروة المتمثلة في المباراة، وبعد ذلك تتلاشى حالة التحفيز بداخله. على النقيض، فإننا كمدربين يتحرك المنحنى الخاص بنا نحو الأعلى باستمرار.. ولا يتجه نحو الهبوط قط. إننا لا نحظى بفترة استرخاء - فترة نحاول خلالها استعادة عافيتنا ونشاطنا. بعد المباراة، قد يظن البعض أن الأمر ينتهي هنا. وأنا من جانبي أحب التفكير في أنه قد يأتي يوم تختفي كرة القدم من حياتي، لكن يتعذر علي فعل ذلك على أرض الواقع. وليس بمقدوري فعل أي شيء حيال ذلك. وفي الحقيقة، يروق لي هذا الحال». خلال المقابلة، يسهل على المرء التعرف على سبب إطلاق اسم «راديو» على بويت كنوع من الدعابة - فهو دائمًا نشط، ودائمًا يتحدث، خصوصًا فيما يتعلق بكرة القدم. وخلال حديثه، تنقل بويت عبر موضوعات مختلفة ومتنوعة. وعن ديلي ألي، قال بويت: «سيصبح لاعبًا عظيمًا على مدار فترة طويلة للغاية. أما مدرب توتنهام ماوريسيو بوكيتينو فقد حقق إنجازا فريدًا، ويكمن الأمر الرائع بخصوص توتنهام أنهم سيتمتعون بسبعة أو ثمانية لاعبين في مرحلة عمرية مثالية في غضون سنوات قلائل - ذلك أنهم سيكونون شبابًا، لكن مخضرمين. وإذا تمكن بوكيتينو من الحفاظ على هذه المجموعة، فسيحقق نتائج مذهلة». بطبيعة الحال، أقر بويت بأن كرة القدم بها كثير من اللحظات السيئة - كان أشهرها ما حدث داخل غرفة تغيير ملابس اللاعبين في كريستال بالاس - لكن تبقى هناك كثير من اللحظات الإيجابية. وبدت نبرة حزن في صوت بويت لدى اعترافه بأن كثيرًا من اللاعبين لا يحبون كرة القدم. جدير بالذكر أن مسيرة بويت بدأت في فرنسا عندما ضاعت من يده فرصة الانضمام إلى نادي نيس، مما جعله يستمر في فريق غرونوبل بفرنسا، ووصف بويت ذلك الموقف بـ«المريع»، كما شارك مع ريال زاراغوزا الإسباني وتشيلسي. وكان يرتدي شارة قائد الفريق في اليوم الذي تحول تشيلسي إلى أول نادٍ يشارك بفريق من الأجانب، وسرعان ما تخلى عن الشارة في المباراة التالية مباشرة. والمثير في مسيرته التدريبية أنه تعرض للطرد بقدر ما جرى تعيينه. ومع ذلك، يستمر في العودة مجددًا إلى التدريب كل مرة. في الواقع، قطع بويت شوطًا طويلاً حتى وصل إلى هذه النقطة، ذلك أنه شارك وايز في تدريب سويندون تاون، ثم ليدز قبل أن يصبح مساعدًا لخواندي راموس في توتنهام هوتسبر. وقد وصل إلى إسبانيا عبر فترات عمل قضاها لدى برايتون وسندرلاند وأيك أثينا. داخل اليونان، استمر في عمله أربعة شهور. وفي برايتون، فاز ببطولة دوري الدرجة الأولى. في سندرلاند، نجح في المشاركة في دفع الفريق نحو التعافي، الأمر الذي وصفه بـ«المعجزة» و«المذهل»، موضحًا أنه كان أشبه بإخراج الفريق من «غرفة الرعاية المركزة». ومع ذلك، لم يترك هذا اختلافًا يذكر في نهايته، حيث تعرض للطرد من الأندية الثلاثة. وعن سندرلاند على وجه التحديد، أعرب بويت عن اعتقاده بأن «هناك شيئًا داخل سندرلاند، في جوهره، يصعب شرحه، لكنه أقرب إلى أسلوب حياة، أمر في أعماق النادي يجعل من العسير عليه تحقيق كامل طموحاته. لقد انتقدني الرئيس السابق لسندرلاند نيال كوين لقولي هذا». وينطبق هذا الأمر على آخرين أيضًا. في الواقع، إن مصير أفضل اللاعبين هو الرحيل. وقال بويت: «كثيرًا ما يقدم لاعب ما موسمًا جيدًا، ثم يأتي نادٍ آخر ليضمه إليه. وحتى إذا حصل النادي مقابل الاستغناء عنه على 20 مليون جنيه إسترليني، فإن هذا لا يخلق اختلافًا لديك كمدرب - ذلك أن الـ20 مليون جنيه إسترليني لن تحل محله داخل الملعب ولن تحل المشكلة. عندما انتقلت لتدريب الفريق الحالي، أخبروني أن مينيوليه وهندرسون وروز هم أفضل العناصر. ومع ذلك، سرعان ما اختفى مينيوليه، وكذلك هندرسون، في الوقت الذي عاد روز إلى توتنهام هوتسبير. بحلول يناير (كانون الثاني)، كان اللاعبون الذين يقدمون لي ما أحتاج إليه تمامًا داخل الملعب كين وألونسو وبرويني، وجميعهم كان يشارك بالفريق على سبيل الإعارة، وفي النهاية جميعهم رحلوا». وأردف قائلاً: «وعليه، أرحل أنا الآخر، ثم يأتي ديك أدفوكات ويجري إلقاء اللوم على المدرب الأخير وصفقات شراء لاعبين جدد التي أنجزت في ظل قيادته الفريق. بعد ذلك، يرحل المدرب ويقع اللوم عليه وعلى لاعبيه. وعليه، يضم المدرب الجديد لاعبين جددًا. وبعد ذلك، يأتي سام ألاردايس. وبعدها يرحل، والآن ديفيد مويز ويعمل بالاعتماد على ما تركه لديه مدربون سابقون، ولا يمكنك بالتأكيد المضي قدمًا على هذا المنوال. هذا الأمر مستحيل تمامًا، لأنك عندما تبدأ من نقطة الصفر في كل عام - كل عام حرفيًا - تبقى عند مستوى الصفر». وأضاف: «ينبغي أن تستعين بمدرب ما وتعلن أنه «بغض النظر عما يحدث، هذا هو مدربي على مدار خمسة أعوام. بغض النظر عن أي شيء آخر. وسنضع تحت تصرفه فريق متكامل». وبمرور الوقت، إذا كان اختيارك جيدًا، فستصبح أمامك فرصة حقيقية لتحقيق النجاح، إلا أنه على أرض الواقع نجد أنه تجري الاستعانة بسام ألاردايس لخمسة شهور، ومارتن أونيل لخمسة شهور أخرى، وبويت لخمسة شهور. إذا اخترت مويز، فعليك البقاء معه مهما كانت النتيجة. وعليك أن تقول صراحة: «سنكفل لمويز توافر الأدوات المناسبة لديه»، أنت بحاجة كمدرب إلى 10 شهور كي تبدأ عملك، كي تشرع في البناء على ما سبق، لكنهم لا يتيحون ذلك حتى 10 شهور».

مشاركة :