الولايات المتحدة تخشى أن يؤدي تصاعد الخطاب إلى مواجهات بين القوات التركية والعراقية، ما يمكن أن يفتح ثغرة تسمح للمقاتلين الشيعة بدخول المدينة. العرب [نُشرفي2016/10/20] مخاوف من تكرار سيناريو استعادة تكريت واشنطن - تحاول واشنطن تهدئة الخلافات بين أنقرة وبغداد خوفا من أن تؤدي إلى إضعاف الهجوم لاستعادة الموصل من تنظيم الدولة الإسلامية، وذلك عبر الإخلال بالتوازن الهش بين الفصائل المتنافسة التي تتعاون في العملية. وقال مسؤول أميركي كبير لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته إن "التوتر شديد والتصريحات العلنية في تصاعد"، مشيرا إلى انه "سيناريو يثير قلقا كبيرا ". وسيتوجه وزير الدفاع الأميركي اشتون كارتر الجمعة إلى تركيا للتأكد من أن إستراتيجية الهجوم لن تخرج عن المسار المحدد لها. وأضاف هذا المسؤول "نحاول التأكد من أن هذه التوترات لا تولد وضعا من الفوضى إلى درجة إضعاف نجاح عسكري محتمل". وبين عشرات آلاف المقاتلين العراقيين الذين تم حشدهم لاستعادة الموصل، هناك مجموعات اتنية ودينية عديدة تحاول من الآن ضمان مواقعها في "يوم ما بعد" طرد تنظيم الدولة الإسلامية. وبرعاية واشنطن، تم التوصل إلى اتفاق لإبقاء المقاتلين الشيعة من قوات الحشد الشعبي المدعومين من إيران، وكذلك الأكراد، خارج المدينة ذات الغالبية السنية على أمل تجنب ممارسات ذات طابع طائفي شهدها العراق بعد سقوط نظام صدام حسين. واتهمت منظمة العفو الدولية قوات الحشد الشعبي بارتكاب جرائم حرب بما في ذلك عمليات تعذيب وإعدامات تعسفية، عند استعادة تكريت من التنظيم الجهادي. ويقود الجيش العراقي الهجوم على الموصل التي يسيطر عليها تنظيم الدولة الإسلامية منذ يونيو 2014. مخاوف من مواجهات لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تراجع على ما يبدو عن هذا الاتفاق الضمني الاثنين. وقال في خطاب بثه التلفزيون "سنكون جزءا من العملية (...) ومن غير الوارد ان نبقى بعيدين" عن العمليات. وفي إطار التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، يدعم الطيران التركي المقاتلين العراقيين الذين يحاولون استعادة الموصل. لكن أنقرة تشعر بالاستياء من مشاركة قوات الحشد الشعبي أو مقاتلين أكراد قريبين من حزب العمال الكردستاني العدو اللدود لأنقرة التي تعتبره منظمة "إرهابية". وتبلور هذا التوتر بوجود مئات من الجنود الأتراك في قاعدة في بعشيقة في منطقة الموصل مهمتهم الرسمية هي تدريب متطوعين سنة لاستعادة معقل التنظيم الجهادي. وترى بغداد في هذا الوجود "قوة احتلال". ويخشى المسؤول الأميركي ان يؤدي تصاعد الخطاب إلى مواجهات بين القوات التركية والعراقية، ما يمكن أن يفتح ثغرة تسمح للمقاتلين الشيعة بدخول المدينة. وصرح هذا المسؤول "هذا من بين الأمور التي نقولها للحكومة التركية". وأضاف أن "تحركات أحادية يمكن في أسوأ السيناريوهات أن تؤدي إلى مواجهات مباشرة بين العراقيين والأتراك وبين الميليشيات الشيعية والأتراك". وتابع انه لتجنب أخطاء الماضي، تمر الإستراتيجية الأميركية الآن "عبر تبني إجراءات تسمح بالتأكد من أننا بعد أي عملية تحرير منطقة أو هزيمة لتنظيم الدولة الإسلامية، لن نجد أنفسنا في وضع يؤدي فيه حجم الدمار والتهميش والإقصاء، سواء على الصعيد الإنساني أو على صعيد الحوكمة، إلى زرع بذور جيل جديد من المتطرفين أو مجموعة إرهابية". كما تخشى واشنطن أن يؤدي التوتر مع أردوغان إلى إضعاف رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي يواجه أصلا وضعا صعبا في الداخل، ولا سيما في مواجهة سلفه نوري المالكي. وقال المسؤول "إذا بدا العبادي ضعيفا جدا في مواجهة تركيا، فهذا سيشكل فرصة جيدة لبعض خصومه ليستفيدوا من الوضع ويبدوا أكثر وطنية".
مشاركة :