صمدت الهدنة اليمنية التي دخلت حيز التنفيذ، أمس، على الرغم من تسجيل خروقات حدودية ارتكبتها الميليشيات الحوثية وقوات الرئيس السابق علي صالح. ولم تنتظر الميليشيات الانقلابية في اليمن ساعات حتى باشرت بخرق الهدنة، التي أعلن عن البدء بها مساء أمس الأول، في معظم جبهات مدينة تعز. وشنت الميليشيات قصفا عشوائيا على مواقع الجيش والمقاومة بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة في الجبهة الشرقية والشمالية والغربية للمدينة المحاصرة من قبل المتمردين. وقصف المتمردون بالأسلحة الثقيلة مواقع الجيش في صرواح غرب مأرب. كما قصفت مراكز للجيش في مواقع مختلفة بمنطقة نهم شرق صنعاء. وكانت قيادة قوات التحالف العربي الداعم لحكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أعلنت أنها «ستلتزم بوقف النار مع استمرار الحظر والتفتيش الجوي والبحري لأي تحركات انقلابية». وذكرت القيادة، في بيان مساء أمس الأول، أن العاهل السعودي الملك سلمان استجاب لطلب الرئيس اليمني بوقف النار في اليمن. وأضافت أن الهدنة تأتي «لإدخال وتوزيع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والطبية للشعب اليمني. وفي اتصال مع قناة «العربية»، قال مستشار وزير الدفاع السعودي اللواء الركن أحمد عسيري: «سنتصدى بحزم لأي محاولات لانتهاك الهدنة». وتأمل الامم المتحدة أن تستأنف محادثات السلام التي انهارت قبل حوالي شهرين بين طرفي النزاع اليمني، إذا نجحت الهدنة. قلق واشتباه إلى ذلك، رجح جنرال أميركي أن يكون لإيران دور في الهجمات الصاروخية للحوثيين على المدمرة الأميركية «مايسون» قبالة السواحل اليمنية بالبحر الأحمر، قرب مضيق باب المندب خلال الأيام الأخيرة. وقال قائد القيادة الوسطى للجيش الأميركي في الشرق الأوسط جوزيف فوتل أمام مركز للأبحاث بواشنطن: «أعتقد أن طهران تلعب دورا في بعض هذه الأمور، لديها علاقات مع الحوثيين، لذا فإنني أشتبه بأن لها دورا في ذلك». وأشار فوتل إلى أن السلطات الأميركية تحاول فهم ما يجري قبل أن تنسبه للجهة المسؤولة عن هذه الهجمات. ولم تكشف البنتاغون نوع الصواريخ المستخدمة، لكن فوتل لاحظ أن «بعض التقنيات التي شهدناها هناك مرتبطة» بإيران. وكانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أعلنت عن هجومين على «مايسون» أو سفن حربية أخرى، وتقول إنها تجري تحليلا على هجوم ثالث محتمل وقع السبت الماضي لمعرفة طبيعته. يشار إلى أن الجيش الأميركي شن ضربات بصواريخ كروز الأسبوع الماضي على ثلاثة مواقع رادار في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين ردا على مهاجمة «مايسون». في موازاة ذلك، قال مسؤولون أميركيون وغربيون وإيرانيون لـ «رويترز» إن «إيران صعدت عمليات نقل السلاح للحوثيين وذلك في تطور يهدد بإطالة أمد الحرب التي بدأت قبل 19 شهرا واستفحالها». ومن الممكن أن تؤدي زيادة وتيرة شحنات الأسلحة في الأشهر الأخيرة والتي قال المسؤولون إنها تشمل صواريخ وأسلحة صغيرة إلى تفاقم المشكلة الأمنية بالنسبة للولايات المتحدة. وقال المسؤولون إن جانبا كبيرا من عمليات التهريب تم عن طريق دولة متاخمة لليمن بما في ذلك عبر طرق برية استغلالا للثغرات الحدودية بين البلدين. وصرح مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية للوكالة بالقول: «أقلقنا التدفق الأخير للأسلحة من إيران إلى اليمن ونقلنا تلك المخاوف لمن يحتفظون بعلاقات مع الحوثيين». وقال دبلوماسي غربي مطلع على مجريات الصراع: «نحن على علم بالزيادة الأخيرة في وتيرة شحنات السلاح التي تقدمها إيران وتصل إلى الحوثيين عن طريق الحدود البرية». وأوضح المسؤول أن «ما ينقلونه عن طريق عمان عبارة عن صواريخ مضادة للسفن ومتفجرات. وأموال وأفراد». وأفاد مصدر أمني آخر من المنطقة بأن الشحنات شملت صواريخ قصيرة المدى سطح - سطح وأسلحة صغيرة». وأكد دبلوماسي إيراني رفيع المستوى أنه حدثت «زيادة حادة في مساعدات ايران للحوثيين في اليمن» منذ مايو الماضي، مشيرا إلى الأسلحة والتدريب والمال. مسقط تنفي تهريب السلاح للمتمردين نفت سلطنة عمان صحة ما ذكرته وكالة "رويترز"، في تقرير موسع، زعم تصاعد إمدادات السلاح الإيراني للحوثيين عبر أراضي السلطنة. وقالت وزارة الخارجية العمانية، في بيان أمس، ردا على التقرير: "ليست هناك أي أسلحة تمر عبر أراضي السلطنة، ومثل هذه المسائل تمت مناقشتها مع عدد من دول التحالف العربي والولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة، وتم تفنيدها والتأكد من عدم صحتها". وأضافت: "هذا إضافة إلى أن السواحل اليمنية القريبة من السواحل العمانية لا تقع تحت نطاق أي سلطة حكومية في الجمهورية اليمنية، لذا فإن تلك السواحل متاحة لاستخدام تجار السلاح".
مشاركة :